أدلة وجود الله في فلسفة ابن رشد

 

فلسفة ابن رشد
فلسفة ابن رشد

 


    أدلة وجود الله واضحة للمؤمنين لا تحتاج جدال؛ فنحن نبصر الله في أنفسنا، وفي مخلوقاته العديدة من حولنا، ولكن على مر العصور ظهر المشككون في وجود الله والكافرين به، ورداً عليهم كان الله يرسل أنبيائه؛ ليرشدوا الناس إلى الله وصراطه المستقيم، حتى كان آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده كان دور العلماء والمفكرين في حمل لواء تنوير الفكر البشري، فكما قال الرسول في حديثه الشريف: "العلماء ورثة الأنبياء"، ومن هؤلاء العلماء كان الفيلسوف العربي ابن رشد.

   فقد وضحت فلسفة ابن رشد موضوع أدلة وجود الله، وقدمت ثلاث أدلة منطقية على ذلك، سنعرضها في هذا المقال.

العناية الإلهية من أدلة وجود الله:

   ترى فلسفة ابن رشد أن العناية الإلهية تعني تيسير موجودات الكون لصالح وجود الإنسان، وهذا التيسير لابد وأنه يأتي من فاعل قاصد مريد له، ولا يمكن أن يتم عن طريق المصادفة، وهو في هذا يرى أن الإنسان يتعرف على الله بمخلوقاته، فالشمس مثلاً لو كانت أعظم حجماً أو أقرب مكاناً؛ لهلكت حياة البشر على الأرض احتراقاً، ولو كانت أصغر أو أبعد لهلكوا برداً، وهكذا بالنسبة لباقي أجزاء الكون، فكل شيء له أسبابه المحددة، والكون لم يوجد مصادفة.

أدلة وجود الله
أدلة وجود الله


دليل الاختراع في فلسفة ابن رشد:

   ترى فلسفة ابن رشد أن من أدلة وجود الله، أن كل مخترَع له مخترِع، فكل هذه الموجودات في الكون من نبات وحيوان وإنسان وسماوات وكواكب، إنما هي مخترَعة، إذن فلابد لها من مختِرع، وهو الله سبحانه وتعالى، ويرى ابن رشد أن هذا الدليل يوجد بالفطرة عند جميع الناس، ولكن تلك الفطرة يلوثها التفكير القاصر الجاهل فيما بعد.

الدليل الثالث دليل الحركة:

    يقوم هذا الدليل في فلسفة ابن رشد، على التأمل في حركة الكون، والاستدلال منها أن تلك الحركة لا تحدث عن طريق الصدفة، وإنما لابد لها من محرِك، يحدد نوع حركتها وكيفيتها، فالسحاب لا يتحرك من مكان لآخر ليمطر في موقع محدد عبثاً من تلقاء نفسه، وكذلك حركة القمر والكواكب في السماء، وإلى آخره من أنواع حركة الكون المختلفة، كلها تشير بوضوح إلى وجود متحكم قوي في هذا الكون هو الله عز وجل.

 

فلسفة ابن رشد
فلسفة ابن رشد

   فقد جهدت فلسفة ابن رشد في توضيح أدلة وجود الله، وعبرت عن ذلك من خلال الاعتقاد بوجود علاقات ضرورية بين الأسباب والمسببات، رافضة القول بالعبث أو المصادفة، فإذا كنت عزيزي القارئ تعرف المزيد من أدلة وجود الله التي وضحها الفلاسفة والمفكرين في آرائهم، سواء في الفلسفة العربية أو الغربية، يمكنك مشاركتنا بها في التعليقات لتزيد الفائدة.

تعليقات