رواية بالة هموم للكاتبة فيبي فرج

معجزة القرآن كما رأها الشيخ محمد متولي الشعراوي

 

معجزة القرآن
معجزة القرآن


  أذكر أننا منذ سنوات كنا ندرس كتاب معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي في منهج التربية الدينية في المرحلة الثانوية، ولكني لم أكن أذكر منه الكثير في الوقت الحالي، وجدت مؤخراً النسخة الأصلية -لا النسخة المدرسية- من كتاب معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي بين مجموعة كتب قديمة كانت قد أهدتها لي أحد معارفي من مكتبتها لأنها لم تعد تقرأهم، لا أعرف إذا كان لا يزال الكتاب مقرراً على طلاب المدارس الثانوية أم لا، ولكنني أرى أن من المهم أن يظل هذا الكتاب ضمن المقررات الدراسية، وأن يقرأه كل مسلم.

   فعلى الرغم من أنني لست من الأشخاص الذين يقدسون علماء الدين فقط لأنهم علماء الدين، ويأخذون كل ما يقولونه على أنها أمور مسلم بها لا تقبل النقاش، فأنا أفكر بعقلي في كل كلمة أقرأها ولا بد أن تمر على وعيي وتقنعني عقلياً وروحياً، ولا أجد غضاضة في الاختلاف والاعتراض على رأي أي رجل دين مهما علت قيمته في نظر الناس؛ فأنا على قناعة تامة بأن الدين ليس حكراً على أحد، ولا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.

   فكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا "صاحب هذا القبر" (المقصود به الرسول عليه الصلاة والسلام)، وعلى الرغم من اختلافي مع الشيخ الشعراوي في الكثير من آراءه خاصة ما يتعلق بالمرأة، وكان لي تعليقاً من قبل على كتاب سابق له عن المرأة في الإسلام، إلا إنني في هذا الكتاب أتفق تماماً مع كل ما طرحه، وأجد أن من المهم لكل مسلم أن يطلع على هذا الكتاب، خاصة أولئك أنصار نظرية المؤامرة والذين يحاولون دائماً تكذيب العلم والحقائق العلمية المكتشفة.

    فهؤلاء يرون دوماً أن الغرب يحيك مؤامرة كبرى على البشرية ويروج لحقائق علمية مزيفة تخالف كلام الله، والذي فسروه هم بعقل ناقص لم يستطع سبر أغوار ما ترمي إليه الآيات لتجعل من القرآن معجزة على مر العصور سابقاً لما نكتشفه من علوم حديثة لا محارباً لها، وأبسط مثال على هذا، وقد طرحه أيضاً الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه معجزة القرآن ضمن ما طرحه من معجزات، الجدل الدائر على مر الزمان حول كروية الأرض ومدها.

  وقد أفرد الشيخ محمد متولي الشعراوي العديد من الردود الجازمة حول هذا الشأن في كتاب معجزة القرآن، ولكن الرد الحاسم اللافت للنظر في هذا الشأن كان تركيزه على آية "يكور الليل على النهار" وكيف أنها دليل لغوي قاطع باللفظ الصريح على كروية الأرض، ولا أدري حقيقة كيف غفل الكثيرون عن هذا الدليل الواضح، حتى أنني لم أنتبه له من قبل ولم يأتي على ذهني في المجادلات العديدة التي خضتها مع أنصار نظرية مؤامرة كروية الأرض التي يدعيها الغرب ليخرجنا من ديننا.

   وهكذا يكشف لنا الشيخ محمد متولي الشعراوي بين صفحات كتاب معجزة القرآن الكثير من الأمور التي قد نغفل عنها دائماً أثناء قراءتنا للقرآن ولا ننتبه لها؛ فيفوتنا إدراك معجزة القرآن التي أرسلها الله لنا دليلاً دامغاً على وجوده وصدق نبيه وصحة رسالته.

تعليقات