رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن

 

رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن
رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن

 

    رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن كانت أحد الأعمال التي اشتريتها في بداية اهتمامي بأمر الكتابة الاحترافية والنشر، وكنت لا أزال بعد في طور المراهقة الفكرية وإن كنت تخطيتها بيولوجياً بسنوات، ابتعتها حينها من مكتبة ومضة بأسيوط حين وجدتها مصادفة، وكانت الكاتبة في قائمة الأصدقاء لديّ على الفيس بوك، وإن كنا لم نتحادث قط، ومن مظاهر مراهقتي الفكرية حينها انبهاري بأي شخص خاض تجربة النشر، ولديه كتاب ورقي في سوق الكتب؛ فخطر لي أن أشتري الرواية وأقرأها وأخبرها برأيي فيها، وقد يفتح هذا لنا باباً للحوار، ويقربني من شخص حقق ما يمثل حلماً بالنسبة لي.

توقعاتي المبدئية حول الرواية:

    ولكن رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن ظلت حبيسة رفوف مكتبتي من حينها، ولم يتسنى لي الوقت لقراءتها، وظلت مشروعاً حبيس الأدراج حتى نسيتها ونسيت كاتبتها، ولم أعد أراها في الأصدقاء لديّ، ومرت السنين وحسابي ذاته تعرض للإغلاق؛ فلم يعد لديّ أي تواصل بمن لم أكن على تواصل حقيقي معهم على حسابي القديم، وبينما أحاول قراءة كل ما راكمته من كتب خلال السنوات الماضية، وقعت الرواية في يدي أخيراً، وكنت أتوقع أنني سأقرأ عملاً دون المستوى.

   وذلك نظراً لعوامل اختياري لشراء الرواية حينها، ومعرفتي بذوقي القديم الذي لم يكن مبنياً على أي معايير سوى انبهارات مظهرية لا غير، بالإضافة إلى أن الكاتبة لم يعد يتردد اسمها في أي مكان بعدها مما قد يعني أنها كانت فرقعة وقتية فقط، ولكن خاب توقعي ذاك؛ فحقيقة الأمر وجدتني أمام عمل متكامل ممتع ذو لغة متماسكة رائقة، وهو ما يثير الإعجاب خاصة عندما بحثت عن الكاتبة ووجدتها حاملة لمؤهل متوسط فقط، ولم تكمل تعليمها الجامعي.

رأيي في رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن بعد قراءتها:

   لن أحرق أحداث رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن فهي رواية تستحق القراءة على مهل واستمتاع بكل كلمة فيها، ولم أتمكن من تركها من بين يديّ حتى أتيت عليها من أولها لآخرها، وهذا نادراً ما يحدث معي، ولكن على أية حال تدور الرواية في فلك رومانسي نفسي، ولكنها ليست تلك الرومانسية السطحية التي دائماً ما تطفو فيها المشاعر وينتصر الحب على كل العقبات، ولكنها تلك الرومانسية الواقعية التي قد تصطدم بصخور الواقع المرة تلو الأخرى ليهزمها في كل مرة، وتظل تحيا على الأمل فقط.



   وقد تقاطعت أحداث رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن مع أحداث مشابهة مررت بها في حياتي الشخصية، وربما يكون ذلك أحد أسباب تعلقي بها، ومن مصادفات القدر أن اتبعت الدار أسلوباً مغايراً في غلاف الرواية؛ فبدلاً من ترقيم الطبعات المعتاد بأن يوسم على الغلاف أن تلك الطبعة الثانية والثالثة وهكذا، ارتأت الدار أن تضع رقم النسخة على كل واحدة، ولا أعلم إن كانت تلك فكرة الكاتبة أو الدار، ولكن على أية حال كان رقم نسختي 717.

علاقة الرواية بعلم الأرقام:

   ولمن ليس لديه اطلاع في علم الأعداد وطاقة الأرقام؛ فإن هذا الرقم لدية طاقة روحية عالية، وفوجئت كون نسختي تحمل هذا الرقم بالتحديد؛ فهو عادة يحمل رسائل ملائكية لمن يظهر له تطمئنه بأنه على الطريق الصحيح، وأن عليه أن يخرج من منطقة راحته ليحرز النجاح الذي يتوقعه، وعاطفياً قد يحمل رسالة بأنه مع الشخص المقدر له أو أنه على وشك اللقاء به، وإذا ما دمجت بين رؤيتي لهذا الرقم على غلاف الرواية، وتماسها مع أحداث ومشاعر شخصية لي.

    بالإضافة إلى عدم قراءتي لها في أي توقيت سابق بل أن تقع بين يديّ في هذا التوقيت بالذات دون غيره؛ فهي حتماً تحمل رسالة خاصة لي، ربما فهمتها أو ربما لم أفهمها بصورة كاملة بعد، ولكن حتماً ستكشف لي الأيام عن ذلك، ومما يحزنني أنني لا أستطيع الوصول إلى حساب الكاتبة على الفيسبوك مرة أخرى؛ فيبدو أن حسابها القديم قد تعرض للإغلاق أيضاً؛ فقد كان مرافقاً لأحد المقالات التي كتبت عن الرواية وقت ظهورها، ولكن بالضغط عليه تظهر الرسالة المعتادة التي يُفهم منها أن الحساب لم يعد موجوداً.

    ولا أعلم إن كانت قد فعلت حساباً آخراً لها أم أنها اختفت بمحض إرادتها عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتوقفت عن الكتابة، كنت أرغب لو بإمكاني التواصل معها بعد كل تلك السنوات، وأخبرها برأيي الذي أردت أن أخبرها إياه ربما منذ عشر سنوات حول رواية ماريا للكاتبة ياسمين حسن.

تعليقات