![]() |
أحلام المدينة القديمة ومسرحيات الكاتب المسرحي عمر توفيق |
أحلام المدينة القديمة هو عنوان مجموعة نصوص مسرحية
من تأليف الكاتب المسرحي عمر توفيق وهي مجموعة
نصوص مسرحية قصيرة تتنوع في موضوعاتها بين السياسي والاجتماعي ومناقشة الأوضاع
الاقتصادية التي تعود بنا أيضاً إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية، وهو العمل
الثاني المنشور للكاتب بعد عمل سبقه بعنوان "صحة توقيع ووقت إضافي" وهو
اسم المسرحيتين التين ضمهما الكتاب، أما في هذه المجموعة فقد ضمت بين جنباتها خمس
مسرحيات تنوعت في موضوعات تناولها المختلفة وأيضاً في تقنياتها المسرحية المستخدمة
في الكتابة.
السياسة وأوضاع المجتمع في مسرحيات الكاتب المسرحي عمر توفيق:
جاءت المسرحية الأولى من كتاب النصوص المسرحية
أحلام المدينة القديمة ومسرحيات أخرى بعنوان القضية 77، وكانت القضية التي
تناولتها هي أن الثقافة والمعرفة في مجتمع استبدادي تودي بالشخص إلى غياهب السجون؛
فالعلم بقدر ما هو نور إلا إنه قد يكون وبالاً على الشخص إذا ما اصطدم بواقع مخالف
لكل ما علمه وعرفه ولا يملك سبيلاً لتغييره؛ فلا يعد قادراً على التكيف معه ولا هو
قادراً على تحقيق أحلامه به؛ فيكون مصيره الجنون أو التمرد الذي يجعل جلاديه
يتهموه بالجنون.
أما في المسرحية الثانية من تأليف الكاتب
المسرحي عمر توفيق والتي كانت بعنوان وجمع بينهما في خير، كان النص يناقش قضايا
الطلاق العبثية التي تنتج عن عدم إدراك الزوجين لأهمية رعاية الحياة الزوجية
ليصلوا بها إلى بر الأمان، فلم يكن الجمع بينهما في خير أبداً؛ فكل طرف منهم يبحث
عما يريده هو من العلاقة دون النظر لرغبات الطرف الآخر وأحلامه، ويتناسوا أن
السعادة مشتركة؛ فلا يمكن أن يكون طرف فقط سعيداً في العلاقة، والسعادة في العطاء
والاهتمام المشترك، لا في الأخذ فقط ولكن في خضم أنانيتهم المطلقة ينسون حتى
أطفالهم الذين أتوا بهم إلى هذه العلاقات المضطربة.
أما في المسرحية الثالثة من مجموعة مسرحيات
أحلام المدينة القديمة والتي كانت بعنوان بوق الضباب؛ فقد كان النص خليطاً بين
الحياة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والهروب منها وتأثير ذلك على الحياة
الاجتماعية للشخوص مع الإسقاط على أن القادة السياسيين هم المسئولين عن تردي
الأوضاع بتلك الطريقة، ومحاولة إخفائهم لنتائج تخبطاتهم السياسية حتى لا تثور
الشعوب عليهم، وتكون النهاية بأن تفقد السفينة بوصلتها ويغرق الجميع في بحر اليأس
والضياع.
أحلام المدينة القديمة تضيع في قوانينها البالية:
أما النص الرابع من تأليف الكاتب المسرحي عمر
توفيق في مجموعته المسرحية؛ فقد تم تقديمه كمسرحية إذاعية بعنوان رمال متحركة، وهو
نص عاطفي خفيف، وإن كان يناقش فكرة التمزق بين الماضي والحاضر، وتحكم أشباح الماضي
في المستقبل، ولكن لديّ اعتراض على التصنيف كمسرحية إذاعية، أعلم أنه كثيراً ما
كنا نسمع في الراديو -حين كنت أسمع الراديو- هذا التصنيف، ولكن أعتقد أن الأمر كان
فقط مجرد محاولة لمحاكاة المسرح في بداية ظهور الإذاعة، وأعتقد أن ذلك كان لجذب
الجمهور.
وخاصة الجمهور الذي لم يكن بإمكانه الذهاب
للمسرح، كما لم يكن هناك تلفاز بعد لعرض مسرحيات المسرح عليه، ولكن حقيقة الأمر أن
أجواء الإذاعة مخالفة بالأصل لمنطق المسرح؛ فلا خشبة مسرح ولا ديكور ولا جمهور
يحضر العرض، ولا يعدو أن يكون الأمر في النهاية مشابهاً لأي سهرة إذاعية تمثيلية؛
فلا أجد سبباً لتسميتها بـ"مسرحية".
أما النص الأخير في المجموعة فقد كان هو النص
الذي حملت المجموعة اسمه أحلام المدينة القديمة وقد كان نصاً لعرض مونودراما، حيث
كان بطل العرض هو المتحدث الوحيد طوال العرض يعبر من خلاله عن أحلامه وتطلعاته
التي دهسها المجتمع بقوانينه البالية -من خلال ألوان الأقلام التي يعرضها
للجمهور-، ولم يعد من سبيل أمامه في النهاية إلا التخلص من حياته للهروب من تلك
المدينة الظالمة.
وفي النهاية كانت نصوص الكاتب المسرحي عمر توفيق في مجموعته المسرحية في جلها معبرة عن كثير مما نعيشه فعلاً في واقعنا المتردي للأسف، وأتمنى أن أراها قريباً مجسدة على خشبة المسرح.
حلوة جدا ما شاء الله عليكى يا سارة
ردحذفتسلمي يا حبي 🥰
حذف