رواية بالة هموم للكاتبة فيبي فرج

رواية آخر اللحظات الرائعة للكاتب رامي أحمد

 

رواية آخر اللحظات الرائعة للكاتب رامي أحمد
رواية آخر اللحظات الرائعة للكاتب رامي أحمد


    عادة لا أجيد الحديث عما يبهرني حقيقة، أصاب بالخرس، كتلك النظرة الأيقونية التي تعبر عن الانبهار بعين مبحلقة وفم مفتوح والصوت المبهم هاه، فكما قال نزار قباني: "الصمت في حرم الجمال جمال"، وإن كان المشهد المذكور آنفاً لا يوحي بأي جمال لفاعله غالباً سيكون مظهري متخلفاً إذا تخيلني فيه أي أحد، ولذا تهربت طويلاً من الكتابة، على أمل أن تخفت مشاعري ولو قليلاً، وأتمكن من الكتابة بدون انبهار، ولكنها لا تخبو، وأنا أيضاً لا أجيد الهروب كثيراً، وإغلاق فمي أو الإمساك بيدي طويلاً، نظراً لأنني سأكتب بيدي في النهاية لا فمي.

   خطفتني الرواية من صفحاتها الأولى -بعد المقدمة التاريخية- مع رسالة مارك، الذي وقعت في غرامه على مدى صفحات الرواية، كان أنا في عالم آخر، يشبهني كثيراً بمرحه رغم عبء مشاعره، وجنونه وهبله، واندفاعه وعدم تقديره للأمور للوهلة الأولى، وتفانيه لأشياء لم تكن له منذ البداية وإصراره عليها للنهاية، وأيضاً تسليمه للقدر في النهاية، وتقاطع رسائل مارك الفيسبوكية في عالم التكنولوجيا مع رسائل أديب الصوتية عبر جهاز التسجيل الآتية من الماضي، حب الآن الذي لا يصمد كثيراً للزمن، وحب الماضي الذي يقهر كل حدود الزمان والمكان.

   حب أديب وثورة كان أبدياً لم تخمده نيران حرب أو غربة، ولم يغيره زمن أو سن أو نضوج، ولم يؤثر به البعد مهما طال ليصبح عمراً بأكمله لا تتمثل أوقات القرب فيه إلا دقائق معدودة، حب كان بحجم وطن وبعمق أرواحنا المغروسة في أرضه، حب يتمناه الجميع، ولا يناله أحد، وفي زحمة الحياة نعيش قصص مبتورة كقصة مارك ومارلين، أدركت في وقت مبكر محتوى الصندوق، ربما منذ أول لحظة ظهر فيها، ولا أدري إن كان الأمر واضحاً، أم لأنني بشكل ما كنت هناك!

   وإلى هذا الحد سأكتفي بالصمت، فلا زلت في انبهاري، ولا زال لساني معقوداً، ولا زالت تلك الصورة ذات النظرة الأيقونية مرتسمة على ملامحي.

تعليقات