رواية بالة هموم للكاتبة فيبي فرج

المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله

 

من مناقشة المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله في قصر ثقافة أسيوط
من مناقشة المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله في قصر ثقافة أسيوط

 

    المجموعة القصصية جدلية الهروب هي أول إصدار منشور للكاتبة ولاء عطا الله خرج للنور في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، وإن شاء الله تتبعه مئات الإصدارات الأخرى قريباً، وهي ليست مجرد كاتبة أكتب مراجعتي عن عملها، وإنما هي رفيقة درب مشيناه سوياً وتعلمنا فيه معاً أساليب وتقنيات كتابة القصة القصيرة على مقاعد بيتنا الثاني نادي القصة بأسيوط في قصر ثقافة أسيوط، وكانت تسبقني هي بأشواط، فهي من مؤسسي النادي وأول أعضاءه وأول من كسب في مسابقاته.

   وكان ذلك في وقت لا أزال أنا أتخبط في خطواتي، ولا أعلم شيئاً عن النادي، ولا من أين أبدأ طريقي؟ لذا فإن كتابة مراجعة لهذا العمل سيكون أمراً متضارب المشاعر بالنسبة لي، خاصة وأنني عادة لا أجيد كتابة مراجعات للقصص القصيرة بشكل عام، ولكن لنحاول.

قراءة في قصص المجموعة القصصية جدلية الهروب :

    وفي البداية فإن قصص المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله لم تكن في أغلبها جديدة عليّ عند قراءتي لها كإصدار ورقي؛ فقد ناقشنا العديد منها في نادي القصة قبل صدور العمل، وهو أمر نتبعه لمناقشة أعمالنا وهي في طور الكتابة والإعداد، نتعلم من ملاحظات الكتاب الكبار والنقاد ورفاقنا من أعضاء النادي، ونعدل من أخطائنا إذا ما تبين لنا أحدها؛ حتى إذا ما أتت لحظة النشر كنا مستعدين لها واثقين من قوة خطوتنا؛ لذا فإنني كنت على علم مسبق بالعديد من القصص التي ناقشناها من قبل.

   وتتكون المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله من 26 قصة قصيرة، وبشكل عام تتميز النصوص بجزالة اللغة وقوة التركيبات اللغوية، وهي تدور في أغلبها في جو سوداوي بعض الشيء، يعبر عن تتالي المصائب والأزمات على شخوص القصص، وإن كانت بعض النهايات يبرز منها أمل ما فيما هو آت، وهو ما يتناسب مع عنوان العمل بشكل عام، ومن العناصر المميزة أيضاً لدى الكاتبة ولاء عطا الله في نصوص المجموعة القصصية جدلية الهروب هي استنطاقها للجمادات والحيوانات والطيور.

     وذلك يظهر بطبيعة الحال في كون العديد من النصوص كان البطل الراوي فيها هو جماد أو حيوان، سواء كان يعبر عن مأساته هو وما يعتريه، أو يصف معاناة صاحبه البشري، ويروي الأحداث من منظوره.

منصة مناقشة المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله في نادي القصة بأسيوط
منصة مناقشة المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله في نادي القصة بأسيوط


الغموض والتأويل في نصوص الكاتبة ولاء عطا الله :

    ولأنني على معرفة سابقة ووطيدة بالكاتبة ولاء عطا الله فأنا أعلم غرامها الشديد بفكرة أن يكون نصها مفتوح على تأويلات مختلفة تستدعي أكثر من قراءة؛ لكي يفهم القارئ النص بصورة كاملة، ولكن اهتمامها الشديد بهذا الأمر يصل بها إلى حد الإلغاز في بعض الأحيان؛ فيستغلق على القارئ فهم النص وما تصبو إليه، وهو ما حدث بالفعل في بعض نصوص المجموعة القصصية جدلية الهروب حيث يختلط على القارئ أحياناً فهم طبيعة الشخصية الراوية أو البطل في النص إن كان إنساناً أم جماد كما حدث في قصة "لحظة التقاء عابر" على سبيل المثال.

   وأيضاً قد يختلط عليه فهم طبيعة العلاقات المتشابكة بين الشخوص وما المغزى من جمعهم سوياً؟ وإلام يرمز النص في النهاية؟ مثل قصة "ثلاثة سائرين نحو اللا شيء"؛ ففتح باب التأويل أمام القارئ يعني أن يكون للنص عدة مستويات في فهمه، ففي القراءة الأولى يتم فهمه بشكل ظاهري سطحي كما تبدو الأمور على علاتها، وفي القراءة الثانية يبدأ القارئ التوغل في النص لاستكناه بعض المعاني والمقصودات التي غفل عنها في القراءة الأولى، أو أن يفهمه القارئ العادي بشكل سطحي كما تبدو الأمور على السطح، بينما يفهم القارئ الواعي والأكثر ثقافة وفهماً الرموز التي يرمي إليها الكاتب بين ثنايا النص.

   أما أن يستغلق النص على القارئ بشكل كامل، ويحتاج لعدة قراءات حتى يتمكن من مجرد فهمه، أو قد لا يفهمه أيضاً في النهاية؛ فهذا قد يُشعر القارئ باستعلاء الكاتب عليه، وعرض عضلاته الذهنية أمامه، مما يشعره بضآلته الفكرية، وهو شعور سلبي قد يجعله يُحجم عن القراءة بشكل عام؛ لكيلا يتعرض له مرة أخرى.

 

 

غلاف المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله
غلاف المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله

   وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كنت وصلت معي إلى هذه النقطة؛ فلا يسعني إلا أن أشكرك على سعة صدرك وحسن انتباهك، وإذا كنت قرأت المجموعة القصصية جدلية الهروب للكاتبة ولاء عطا الله فيسعدني أن تشاركني برأيك فيها، أو رأيك في المراجعة بشكل عام من خلال التعليقات أسفل التدوينة؛ لنتبادل الآراء ونثري معارفنا، كما يسعدني تلقي مقترحاتكم حول الأعمال الأدبية أو الفكرية التي يمكننا تناولها والنقاش حولها في تدوينات قادمة إن شاء الله، وحتى نلتقي في تدوينة أخرى، دمتم بكل الخير.

تعليقات