كيف تكتب قصة قصيرة؟: عناصر كتابة القصة القصيرة

عناصر كتابة القصة القصيرة
عناصر كتابة القصة القصيرة



    الكثيرون قد يظنون أن بإمكانهم كتابة القصص وأن الأمر بسهولة حكي قصص الأحداث اليومية لبعضنا البعض وعلى الرغم من أن هذا هو أساس فن القصة في أبسط صوره ولكنها ليست الصورة الأدبية للقصة القصيرة، وليس كل من يجيد حكي الأحداث والوقائع وسلب الألباب بحكيه يستطيع كتابة قصة أدبية، فلابد أن نفرق بين فن الحكي وفن كتابة القصة القصيرة، فعلى الرغم من أهمية وتطور فن الحكي منذ ظهر في أولى صورة كحكايات ألف ليلة وليلة والحكايات الشعبية على الربابة للزيني بركات والسيرة الهلالية إلا إنها تختلف كليةً عن كتابة القصة القصيرة.
   وإذا كنت تحلم بسبر أغوار هذا العالم وأن تخط بقلمك ابداعاً لك في فن كتابة القصة القصيرة عليك أن تعرف أساسيات كتابة القصة القصيرة، وفي المقال التالي سنتعرف معاً على عناصر القصة القصيرة التي يجب أن تتوافر فيها عند كتابة قصة قصيرة.

1-   الفكرة والمغزى للقصة القصيرة:

     هي أول وأهم عناصر القصة القصيرة حيث تمثل الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه من خلال كتابة القصة القصيرة.

2-   الحدث في كتابة القصة القصيرة:

     هو مجموعة الأفعال والوقائع داخل القصة القصيرة عن الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله عناصر القصة القصيرة، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى أو صراعها الداخلي، وتتحقق وحدة الحدث في كتابة القصة القصيرة عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي :كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث؟

3-   شخصيات القصة القصيرة:

-         لا تتوقف حدود الشخصية في القصة القصيرة عند البشر، فكل ما يؤدي فعلاً أو يمارس تأثيراً أو يتمتع بحضور قوي يصلح لأن يكون شخصية ومحوراً لأحداث القصة، فالمكان يمكن أن يكون شخصية أو بطلاً في إحدى القصص، والطير والحيوان أيضاً والشجرة والبحر والنهر والجبل والجدار والسيجارة والزلزال والكابوس والسيارة والمساء والشمس والقمر والنار والنور... إلى غير ذلك من الموجودات، فالمقصود بالشخصية هو محرك الحدث أياً كانت طبيعته.
-         على الكاتب أن يتوقف عن التدخل المباشر في سير الأحداث وتكوين الشخصيات بالتعليق أو الشرح أو التفسير، فعلى الشخصية أن تتحدث عن نفسها أو إلى غيرها لتعبر عن مشاعرها وأفكارها.
-         لا يصف الكاتب عند كتابة القصة القصيرة صفات الشخصية من ناحية الطباع بل يترك ذلك للمواقف والأحداث والحوار ليظهره، وإنما بإمكانه فقط وصف الصفات الشكلية في المظهر والحركة وانطباعات الجسد.
-         يختار الكاتب شخصياته عند كتابة القصة القصيرة من الحياة عادة، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية :
أ‌-       البعد الجسمي: ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة ونوع الشخصية ذكر أو أنثى وعيوبها وسنها .
ب‌-   البعد الاجتماعي: ويتمثل في تحديد انتماء الشخصية إلى أي من الطبقات الاجتماعية ونوع العمل الذي تقوم به وثقافتها ونشاطها وكل الظروف المؤثرة في حياتها كالدين والجنسية والهوايات .
ت‌-   البعد النفسي: من خلال تحديد استعدادات السلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط .

4-   البيئة في القصة القصيرة:

     تعد البيئة هي الوسط الطبيعي لعناصر القصة القصيرة الذي تجري ضمنه أحداث القصة القصيرة وتتحرك فيه الشخصيات ضمن بيئة مكانية وزمانية مترابطة تمارس وجودها من خلالها.

5-   الشعرية في القصة القصيرة:

   لتحقيق عنصر الشعرية ضمن عناصر القصة القصيرة عليك مراعاة بعض الأمور عند كتابة قصة قصيرة، منها:
-         يفضل للعبارات السردية أن تكون ذات عمق نفسي ودلالات روحية تكشف خلجات الروح وتوترات القلب.
-         رمزية الحدث وشفافيته وثراء أصدائه تساهم في إضفاء الشعرية عند كتابة القصة القصيرة.
-         ما يسهم في تحقيق الشعرية في القصة القصيرة حرص الكاتب على تحطيم النسق التقليدي في تشكيل العبارة، بالتقديم والتأخير والقطع والتقسيم، والبدء حيناً بحرف جر وحيناً بالظرف وحيناً بالاسم أو الفعل أو بصفة، أو البدء بسؤال، إلى غير ذلك من سبل التغيير والتحوير في محاولة لاستنطاق الجملة بكل ما فيها، وتقليبها على أوجهها العديدة.
-         لا يفضل اختيار العناوين المباشرة كعناوين قصص تشيخوف: الألم- الشقاء- الندم- الضياع، وأيضاً العناوين التي تحمل كلمات أجنبية أو عامية، وعند استخدام عنوان من كلمة واحدة يفضل ألا يكون من الكلمات الشائعة والتي لا يستبعد تكرارها في عناوين القصص الأخرى ككلمات: الفجر- الدم- الحصار- الرحلة، أما العناوين الطويلة التي قد تتجاوز أحيانا الخمس الكلمات فهي مرفوضة تماماً.

6-    الأسلوب السردي في فن كتابة القصة القصيرة:

   للارتقاء بالأسلوب السردي في أي قصة قصيرة عليك الانتباه لبعض النقاط:
-         لا بد أن يسلم أسلوب كتابة القصة القصيرة من الزخارف والاستطراد الزائد والعبارات التقريرية المباشرة التي يشعر معها القارئ أن الكاتب يراه ويتوجه إليه بالنصح ويعلق برأيه على ما يحدث.
-         يتعين أن يستشعر القارئ انبعاث التعبير عن تجربة صادقة وإحساس عميق بكل حرف لا عن خيال وتأليف.

7-   الحوار في فن كتابة القصة القصيرة:

    من القواعد اللازمة لتحقيق عنصر الحوار ضمن عناصر القصة القصيرة:
-         أن يكون الحوار ضرورياً ولا مفر منه ولا يمكن الإستغناء عنه أو استبداله بالسرد أو بأي وسيلة أخرى.
-         أن يعبر الحوار عن الشخصية، ويتناسب مع إمكانياتها النفسية والإجتماعية والثقافية.
-         أن يضيف الحوار إلى عناصر القصة القصيرة بتوضيح الموقف وإبراز الشخصية وتنمية الحدث.
-         أن تكون عبارات الحوار واضحة ومفهومة وليست مبهمة.
-         يفضل ألا يكون الحوار في القصة القصيرة غالباً على السرد حتى لا تتحول القصة إلى مسرحية.
-         ليس مهماً أن يكون الحوار في القصة القصيرة شاعرياً أو بليغاً، المهم صدقه وبساطته.
-         على الحوار في القصة القصيرة أن يأتي في الوقت المناسب بالنسبة للحدث أو الموقف، ويلتحم بطريقة عضوية معهما بحيث لا يبدو دخيلاً أو مفروضاً.
-         يجب على الحوار أن يوزع على القصة القصيرة إذا كان طويلاً نسبياً ولا يصب دفعة واحدة.

     نرجو أن تكون هذه العناصر مفيدة لكم في كتاباتكم المستقبلية، ويسعدنا الإطلاع على إبداعاتكم المتنوعة في خانة التعليقات ومشاركتنا بآرائكم عن محتوى المقال وتجاربكم السابقة.

تعليقات

  1. أحبائي
    ابنتي المبدعة المتألقة الطيبة
    الأصل في كتابة القصة والرواية والقصيدة هو الموهبة الربانية
    معرفة العوامل المساعدة مفيدة لكنها لن تصنع مبدعا دون موهبة من أبناء البشرية
    البعض افتتح ما أسموه ( ورشة ) لكتابة الرواية و لتعليم الآخرين بينما كتاباتهم هم أنفسهم ضعيفة جدا من الناحية الروائية
    زميلي وصديقي الكاتب الكبير حسن الجوخ كنت أناقشه منذ شهور حول عدم كتابته للروايات بعد مجموعاته القصصية العديدة فقال : بكل صراحة ليس لدي النفس الروائي والقصة القصيرة هي مشروعي الأساسي في الحياة الإبداعية
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه...واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
    جمال بركات...رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

    ردحذف
    الردود
    1. ولكن للأسف فإن وجود الموهبة بدون علم لا قيمة لها أيضاً

      حذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟