- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
قراءة في المجموعة القصصية الهول |
المجموعة القصصية الهول هي أول قراءاتي للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق عليه
رحمة الله، وقد يتعجب الكثيرون من ذلك حيث أن أغلب جيلي قد نشأ على قراءة أعماله
هو ونبيل فاروق، وعلى الرغم من إدماني للقراءة منذ نعومة أظافري إلا أنني لم أقرأ
له! وقد يرجع ذلك بشكل أساسي إلى قضائي فترة طفولتي المتأخرة وبداية مراهقتي، التي
أزدهرت فيها أعمال هذين الكاتبين، في اليابان؛ فكانت جل قراءاتي وقتها هي إعادة
لقراءة مجلات وقصص الأطفال التي خرجت بها من مصر بالأساس، بالإضافة إلى بعض الكتب
الدينية التي تحصلت عليها من المراكز الإسلامية والمساجد المختلفة، وما قد أجده في
حوزه أي أسرة عربية أصادفها، هذا غير الكتب الدراسية بالطبع.
وفيما
بعد عندما عدت إلى مصر بشكل نهائي من اليابان، التحقت فوراً بالمرحلة الثانوية؛
فلم يكن هناك متسع من الوقت للقراءة خارج المنهج الدراسي، اللهم إلا بعض الأوقات
التي كنت أختلسها للذهاب إلى مكتبة المدرسة، التي قرأت فيها أول رواية أدبية
ومجموعة قصصية بالمعنى الأدبي خارج أعمال الأطفال، ولا أذكر أن كان بها أياً من
أعمال أحمد خالد توفيق أو نبيل فاروق، وعندما بدأت دراستي الجامعية كنت شغوفة جداً
بمجالي الدراسي "الإعلام"؛ فكنت أستثمر كل قراءاتي فيه سواء في نطاق
الدراسة أو كقراءة حرة من اختياري.
المجموعة القصصية الهول ومضمونها العام:
ومما سبق أن أوضحته في المقدمة أخلص إلى أنني
لم أبدأ القراءة الأدبية بشكل جاد إلا بعد تخرجي الجامعي بفترة، ولذا بطبيعة الحال
لم أتجه لقراءة روايات مصرية للجيب وسلاسل فانتازيا وما وراء الطبيعة وما إلى ذلك،
وإن كنت لا أعترض على قراءتهم وربما أقرأهم في وقت ما، ولكن ما أعنيه أنها لم تكن
اتجاهي الأساسي في ذلك الوقت، وليست بالطبع مما ساهم في تكوين ذائقتي الأدبية،
لهذا السبب ربما لم أجد في المجموعة القصصية الهول للكاتب أحمد خالد توفيق ما يثير
إعجابي للدرجة التي يتغنى بها الجميع.
وحيث أنها يمكن تصنيفها تحت بند الرعب والخيال العلمي وأدب الجريمة؛ فإن
مضمونها بشكل عام جيد بالنسبة لفئة المراهقين وصغار الشباب التي اعتاد أحمد خالد
توفيق الكتابة لهم، والذين تنحصر قراءاتهم في هذه النوعية من الكتابة والأدب،
ومتوسطة أو أقل بالنسبة لمن هم أكبر سناً وأوسع ثقافة وقراءة، فالأفكار ومضمونها
أغلبه قديم ومستهلك، وتم عرضه آلاف المرات ربما في أفلام ومسلسلات وروايات أجنبية
مختلفة، ولكن هذا لا يمنع أن الكاتب أعاد صياغة هذه الأفكار بسلاسة تناسب واقعنا
ومجتمعنا المصري بشكل كبير؛ لذا لم أحب قصة زوزانكا التي بدأ بها المجموعة القصصية
الهول وهي القصة الوحيدة التي دارت أحداثها وشخصياتها في بلد أوروبي.
الكاتب أحمد خالد توفيق |
التنويع في أعمال أحمد خالد توفيق :
وعلى الرغم من عادية المضمون في المجموعة
القصصية الهول التي أشرت إليها سابقاً، إلا أن ما أعجبني في أعمال أحمد خالد توفيق
المطروحة فيها، هو قدرته على التنويع في تقنيات الكتابة التي استخدمها في كل قصة؛
فقد حاول أن يجرب أشكالاً عديدة في الكتابة، ولم يركن إلى الشكل السردي التقليدي
في حكي الأحداث، فقد كان أسلوب الرسائل والإعلانات المبوبة ومقالات ومنشورات الصحف
المستخدم في قصة "الأرشيف" موفقاً جداً على الرغم من عادية القصة نفسها،
أيضاً أسلوب الدمج بين الواقع والخيال وتنفيذ الخيال على أرض الواقع في "قصة
لم تكتمل" كان مثيراً للاهتمام على الرغم من وجوده في الكثير من الأفلام
الأجنبية سابقاً.
وبالإضافة
إلى ذلك فإن النقد الاجتماعي والسياسي الفلسفي في القصة التي حملت المجموعة
القصصية الهول اسمها، كان رائعاً؛ فدوماً ما كنت أسأل نفسي لم لا يوجد لدينا
أساطير مفعلة للآن عن الوحوش والأشباح، وفي قرارة أنفسنا لا يصدق أي منا هذا
الهراء على عكس الشعوب الآخرى، كانت إجابة أحمد خالد توفيق من خلال هذه القصة أننا
لسنا في حاجة لوحوش وأشباح تثير الرعب فينا وتلحق الفساد بأراضينا؛ فهذه البلد
موبوءة برجال أعمالها وسياسيها الذين يظهرون من العدم فيعيثوا في الأرض الفساد
ويأتوا على الأخضر واليابس؛ لذا تستوطن الوحوش والأشباح الدول الآخرى وتترك مصر لفساد
بشر هم أكثر رعباً منهم.
أما فاكهة المجموعة القصصية الهول فكانت آخر نصوصها ألا وهي "في شارع
المشاط"؛ فبالإضافة إلى كونها أجود قصص المجموعة القصصية الهول من حيث الفكرة
والمضمون، حتى وإن كان سبق استخدامه في أفلام أجنبية إلا أنها فكرة مختلفة بالنسبة
للواقع المصري مع دمجها بأدب الجريمة، إلا أن التقنية التي استخدمها أحمد خالد
توفيق في وضع النهاية؛ لتكون ثلاث نهايات مختلفة يمكن للقارئ الاختيار منها كانت
تقنية جد موفقة ومسلية في آن واحد.
وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كنت وصلت إلى نهاية المقال يسعدني معرفة رأيك حول أعمال أحمد خالد توفيق بشكل عام والمجموعة القصصية الهول بشكل خاص إذا كان سبق لك قراءتها من قبل، وذلك من خلال ترك رأيك في التعليقات؛ لنتبادل الآراء حول العمل ونثري النقاش، وإذا أعجبك المقال يسعدني مشاركتك له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ لنصل إلى أكبر عدد من القراء، ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم وتعليقاتهم، وإذا كان لديك مقترحات لكتب أو أعمال معينة ترى أن من الفائدة طرح المراجعات والنقاشات حولها؛ فيسعدني تلقي اقتراحاتكم أيضاً من خلال التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟