- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
قراءة في رواية مون ستون |
رواية مون ستون أو حجر القمر أو جوهرة القمرللكاتب الإنجليزي ويلكي كولينز تعد تاريخياً أول الروايات البوليسية ظهوراً في
الأدب العالمي، ووفقاً للتصنيف التاريخي لها فهي تحتوي على الكثير من البدايات الأسلوبية
في الروايات البوليسية تشمل أول لغز في منزل ريفي إنجليزي يضم قائمة ضيوف كبيرة من
المشتبه بهم، وظهور أول محقق عبقري يتميز بهوايته الغريبة البعيدة تماماً عن مجال
عمله، وأول دليل مادي صغير موح (لطخة على الجزء السفلي من الباب المطلي حديثًاً)، وبين
ثناياها تشير إلى المحاولة الأولى لإعادة تمثيل الجريمة بدقة في مسرحها الأصلي، والمطاردة
الأولى لمجرم مقنع في شوارع مدينة كبرى.
ملخص رواية مون ستون "حجر القمر":
تبدأ الرواية
باستخدام ويلكي كولينز لحجر القمر كأحد الأحجار الكريمة ذات المكانة العالية في
الديانة الهندوسية، والذي تم انتزاعه من تمثال إله القمر الهندوسي أثناء الإحتلال
البريطاني للهند من قبل الكولونيل الشرير جون هيرنكاسل وذلك خلال حصار سيرينجا
باتام ذروة عام 1799، وكانت هذه هي الخلفية التاريخية للأحداث، أما الأحداث
الأصلية لأول الروايات البوليسية فتدور حول السرقة الثانية لحجر القمر من راشيل فيريندر
بعد أن أورثها إياها عمها هيرنكاسل كهدية لعيد ميلادها التاسع عشر بعد وفاته.
ولكن تظل ذكرى الجريمة الأصلية ولعنتها تحوم على الأحداث الحالية في رواية مون ستون فهناك الهندوس البراهمة الذين يرغبون في استعادة حجر القمر إلى ضريح الإله شاندرا، وفي البداية يتم الإيحاء أن هذه الشخصيات الغامضة هي شخصيات شريرة غريبة، لكن وفقاً لبعض الآراء أن ويلكي كولينز أظهر في النهاية أن المجرمين الحقيقيين في الماضي والحاضر على حد سواء هم الإنجليز، الذين سرقوا الجوهرة من الهند في البداية، وهم أيضاً من سرقوها في المرة الثانية، بينما كهنة الهندوس لم يفعلوا شيئاً إلا أنهم استردوا ما لهم ممن سرقه.
ملاحظات على أسلوب الكاتب ويلكي كولينز :
بالإضافة
إلى ما سبق فإن البعض يرى أن الكاتب ويلكي كولينز كان سابقاً في رواية مون ستون
كأول الروايات البوليسية التي منحت احتراماً للثقافات الأخرى وناصرتها، سواء كان
ذلك فيما يخص الثقافة الهندية التي كان يتم النظر إليها كونها ثقافة أدنى من
الثقافة الإنجليزية المتحضرة، أو في النظر للسود والزنوج واحترامهم في المجتمع
واثبات أنهم ليسوا مجرمين بالفطرة، وكذلك التعامل الودود مع طبقة الخدم واحترام مشاعرهم،
بينما البعض الآخر يرى أن الرواية كانت مليئة بالعنصرية والنظرة الدونية للعديد من
الطوائف.
ومع ذلك قد يكون هذا الاختلاف راجعاً إلى عصر كتابة الرواية الفيكتوري؛ فبالنسبة لزمنها الذي عاصره الكاتب كانت سابقة في رؤيتها ومحاولة التقارب مع الثقافات الأخرى، ولكنها لم تصل للدرجة المقبولة بالنسبة لعصرنا الحالي، كما كان الكاتب ويلكي كولينز سابقاً أيضاً في رواية مون ستون ليس كأول الروايات البوليسية فحسب، بل أيضاً في استخدامه لأسلوب تعدد الرواة خلال السرد، حيث كان هناك ستة رواة لنفس الحدث حول سرقة حجر القمر من الآنسة راشيل، ولكن كل راو كانت حكايته مختلفة عن الآخرى وتضيف لها أحداث جديدة؛ وهذه الروايات المختلفة جعلت القراءة أكثر تشويقاً وجاذبية.
الترجمة العربية لأول الروايات البوليسية في العالم:
أما
فيما يتعلق بالترجمة العربية التي قرأت من خلالها رواية مون ستون للكاتب ويلكي
كولينز فقد كانت من إصدار مكتبة الأسرة في سلسلة روائع الأدب العالمي للناشئين،
وانطباعي عن الترجمة أنها ترجمة سطحية لا تليق بأن تتصدر تقديم أول الروايات
البوليسية في الأدب العالمي، وقد ظننت في البدء أن المشكلة تكمن بالأساس في أسلوب الكاتب
ويلكي كولينز وأن ربما الروايات البوليسية لا تصلح أن تكون أدباً، ولكن بعد قراءتي
لعدة مراجعات أنجليزية حول رواية مون ستون على موقع جود ريدز لأشخاص لابد وأنهم
قرأوا الرواية في نسختها الأصلية، وجدتهم يذكرون جوانب مختلفة لم أجد لها ذكراً في
النسخة المترجمة، وركزوا على مقتطفات لم تمر علي إطلاقاً أثناء القراءة.
هذا بالإضافة إلى تنويه الكثير من القراء
الأجانب حول طول رواية مون ستون المبالغ فيه من وجهة نظرهم، في حين أن النسخة
العربية الصادرة عن مكتبة الأسرة لا تعد طويلة نسبياً حتى وإن وصلت عدد صفحاتها
إلى 429 صفحة، وذلك لأنها إصدار جيب، فالصفحة لا تحتوي إلا على بضعة أسطر قليلة لا
غير، ناهيك عن أن حتى اسم الكاتب تمت ترجمته بطريقة خاطئة، ويمكن ملاحظة ذلك في
صورة الغلاف ومقارنتها باسم الكاتب كما تتم كتابته باللغة الإنجليزية على المواقع
المختلفة حيث تم التبديل بين حرفي الكاف واللام!
وربما ركاكة الترجمة هذه عائدة كون الإصدار
موجه في الأساس للناشئين، وقد يكون تم حذف بعض الأجزاء التي رأى المترجم أو المحرر
أو ربما الرقيب أنها غير مناسبة للناشئين، ولكن هذا ليس مبرر من وجهة نظري، فإما
أن يتم ترجمة العمل الأدبي أو الفني كاملاً بأمانة أو لا تتم ترجمته على الإطلاق!
غلاف الترجمة العربية لأول الروايات البوليسية
وفي النهاية عزيزي القارئ هل قرأت رواية مون ستون للكاتب الإنجليزي ويلكي كولينز من قبل؟ وما رأيك حولها وكيف ترى الروايات البوليسية بشكل عام؟ في انتظار آرائكم ومناقشاتكم المثمرة في خانة التعليقات أسفل التدوينة فتعليقاتكم هي التي تثري الحوار، وإذا أعجبكم المقال يسعدني مشاركتكم له على صفحاتكم المختلفة في السوشيال ميديا؛ ليصل إلى أكبر عدد من القراء، ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم، وإذا كان لديكم أي مقترحات حول كتب أو موضوعات أخرى لمناقشتها في تدوينات قادمة يسعدني تلقي مقترحاتكم أيضاً من خلال التعليقات، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير حتى نلتقي في تدوينة قادمة إن شاء الله.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟