آلهة العراق القديم

 

آلهة العراق القديم
آلهة العراق القديم

 


    آلهة العراق القديم تميزت بالتعدد حيث لم يعرف العراقيون القدماء التوحيد، كما نسبوا إلى الآلهة صفات البشر الروحية والمادية، فكانت آلهتهم تشبه في هيئتها وأشكالها الهيئة البشرية إلى حد كبير، وقد تصوروا أن الآلهة لها مجالس شورى مقدسة تقرر فيها شئون الكون، ولكل إله بطانة كبيرة وزوجة وأولاد، إذ كانت الآلهة تعيش كما يعيش الإنسان، إلا أنها كانت تسكن السماء، وإذا نزلت الأرض تقيم في المعابد الفخمة، وتحيا حياة خالدة.

   وكان العراقيون القدماء يخشون آلهتهم، فكان على كل فرد أن يصلي للآلهة، ويقدم الأضاحي والقرابين التي كانت عبارة عن أطعمة وبخور وسوائل من ماء نقي أو نبيذ، ومن أهم حيوانات التضحية لديهم كانت الجمال والجديان وأيضاً الخنازير والسمك والثيران والنعاج، وكان تعدد آلهة العراق القديم مرتبطاً بعلاقتها بظواهر الطبيعة ومختلف شئون الحياة كالحرب والموت والحب، وفي هذا المقال نلقي الضوء على أهم وأشهر تلك الآلهة.

الإله آنو أبو آلهة العراق القديم:

   يعد الإله آنو النموذج الأول لكل أب وكل حاكم فيما يعتقد العراقيون القدماء، حيث كان آنو يمثل السلطة، لذلك اعتبرت رموز السلطة من صولجان وتاج ورباط الرأس كلها مستمدة من آنو، وأنها نزلت من السماء إلى الأرض.

الإله إنليل:

      هو إله الهواء والجو وما يتعلق بهما، وفيما يعتقد العراقيون القدماء أن إنليل كان يقود الآلهة إلى الحرب، حيث أنه يمثل القوة والبطش، وكان الاله آنو يرأس اجتماعات مجمع الآلهة، بينما كانت وظيفة الاله إنليل تنفيذ الأحكام التي يصدرها المجمع.

الإله إنكي أو أيا:

   هو ثالث الآلهة الكبرى عند العراقيون القدماء، وإنكي هو الاسم السومري ومعناه سيد الأرض، وأسماه البعض أيا ومعناه بيت الماء، وقد سمي برب الحكمة وسيد المعرفة، وهو الذي علم الناس الكتابة والفنون والصنائع، وكان يشرف على الأنهار والجداول.

الإله مردوخ:

   اختصت به بابل في بداية الأمر، وحينما تولى الملك حمورابي الملك رفع شأنه، وانتشرت عبادته في جميع معتقدات العراقيون القدماء، وكان والده الإله أيا، وقد تخلى الإله آنو عن سلطاته إلى الإله مردوخ فيما بعد.

الإله نبو:

   كان يعد كاتم سر آلهة العراق القديم في المجالس المقدسة، وهو الابن الأكبر للإله مردوخ.

الإله سين:

   كان يرمز للإله سين برمز القمر، وسماه العراقيون القدماء أيضاً ننار أو ننا ومعناه رجل السماء، وكان يعود إليه تصريف أمور القضاء، وقد انتقلت عبادته من آلهة العراق القديم إلى الآلهة الفينيقية في سوريا، وتمت عبادته كذلك في بلاد العرب والبدو.

الإله شمش:

   كان رمزاً للشمس، ويعتبر ابناً للإله سين رمز القمر، وهو إله العدل والحق، ووفقاً لأساطير العراقيون القدماء فهو الذي أوحى للملك حمورابي بشريعته الشهيرة، فهو القاضي الكبير.

عشتار ربة الحب عند العراقيون القدماء
عشتار ربة الحب عند العراقيون القدماء

الإلهة عشتار ربة الحب عند العراقيون القدماء:

   هي إلهة الحب والحرب في وقت واحد، وكان رمزها هو الزهرة، وهي ابنة إله القمر، وانتشرت عبادتها بين آلهة العراق القديم، وامتدت حتى عبرت البحار إلى بلاد الإغريق؛ فعبدوها باسم أفروديت، وعبدها الرومان باسم فينوس، وكان زوجها هو الإله تموز إله الربيع والخضرة، وعندما مات ندبته ندباً شديداً، وجاء في بعض الملاحم نزول عشتار إلى عالم الآخرة عند بداية كل ربيع لتعيد تموز إلى الحياة، حتى بداية الصيف من كل عام، فيما يشبه إلى حد ما أسطورة إيزيس وأوزوريس المصرية.

الإله آشور:

   كان آشور إلهاً محلياً لمدينة آشور التي تم تسميتها على اسمه، ونسب الآشوريون أنفسهم إليه لمكانته العظمى عندهم، وعندما عظم شأن الآشوريين وحكموا أغلب بلاد العرق القديم، أقاموا له المعابد في كثير من المدن الكبيرة الهامة.

الإله تموز:

  كما ذكرنا سابقاً كان الإله تموز هو زوج الإلهة عشتار، وبوجود أسطورة موته وإحيائه في الربيع من كل عام؛ فقد كان يقام عيد سنوي في بابل لمدة اثنى عشر يوماً قبل بدء الربيع، ويسير موكب آلهة العراق القديم في شوارع بابل ماراً بباب عشتار، كرمز للصراع بين قوى الطبيعة حتى انتصرت العناصر الخالقة؛ فتزدهر الأرض بالنبات، وتتم عبادة الإله تموز في هذا العيد، ثم يموت في الصيف؛ فينعيه العراقيون القدماء اعتقاداً منهم أنه انتقل إلى العالم السفلي، ويظل مأسوراً هناك، بينما يقيم الشعب الصلاة من أجله حتى تعود إليه روحه ويزدهر من جديد.

 

آلهة العراق القديم
آلهة العراق القديم

    كانت هذه نبذة عن بعض أشهر آلهة العراق القديم التي شاركت بوجودها في بناء حضارة زاخرة في بلاد ما بين النهرين، أرجو أن أكون قد أضفت جديداً ماتعاً لمعلوماتكم، ولو لديكم المزيد من المعلومات عن آلهة العراق القديم يسعدني أن تشاركوني بها في التعليقات.

تعليقات