- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
رواية فيرتيجو للكاتب أحمد مراد |
رواية
فيرتيجو هي أول عمل تم نشره للكاتب أحمد مراد عام 2007م، في رمضان 2012 شاهدت
مسلسل فيرتيجو ضمن مسلسلات رمضان، وكان من بطولة هند صبري وحمل الظهور الأول لظافر
العابدين في مصر، أعجبني المسلسل وقتها وحرصت على متابعته يومياً، ولم أكن أعرف
شيئاً عن كاتبه ولم أهتم بمعرفته، وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2015م، كان
هناك حفل توقيع للكاتب أحمد مراد ،وقتها كان قد ذاع صيته خاصة بعد تحويل روايته
الثالثة "الفيل الأزرق" إلى فيلم سينمائي ناجح قام ببطولته كل من: كريم
عبد العزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم.
لم أكن أعرف
الكثير وقتها عنه أيضاً غير أنه كاتب "مشهور أوي" -بصوت منى زكي في
مسرحية كدة أوكيه- وكان هذا كافياً بالنسبة لي وقتها لأن أحرص على حضور حفل
التوقيع والحصول على أحد كتبه موقعة منه شخصياً، وعندما وصلت لدار الشروق لأشتري
أحد كتبه قبل حفل التوقيع، فوجئت أن رواية فيرتيجو هي أحد أعماله؛ فاشتريتها رغبة
مني في قراءة النص الأصلي لذاك المسلسل الذي أعجبني، وبالفعل حصلت على توقيعه
عليها، وظلت الرواية مركونة كثيراً بين أطلال من الكتب لم تقرأ بعد حتى قرأتها
أخيراً.
المقارنة بين رواية فيرتيجو والمسلسل المأخوذ عنها:
بطبيعة الحال لا أذكر الكثير من تفاصيل المسلسل الذي
شاهدته منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ولكن بعد قراءتي لنص رواية فيرتيجو أكاد
أجزم أن المسلسل كان أفضل منها على عدة مستويات، بداية تحويل البطل الرئيسي لأن
تكون شخصية نسائية كان أمراً موفقاً للمسلسل كسر النمطية المعتادة لهذا النوع من
الأعمال وكون البطل دائماً ذكراً، وأعتقد أن المسلسل كان مختلفاً كثيراً عما كتبه
أحمد مراد وإنما احتفظ فقط بالفكرة الرئيسية للعمل، حيث أن رواية فيرتيجو مليئة
بالكثير من الثغرات الفنية والسردية.
مسلسل فيرتيجو |
ففي اعتقادي
الجانب الفنتازي الذي أضافه أحمد مراد من مقابلة البطل لنفسه في سن أكبر وكأنه أتى
من المستقبل؛ ليوحي لنفسه ببعض القرارات التي عليه اتخاذها؛ ليصل إلى النتيجة
المرجوة، ذاك أمراً لم يكن له من أي أهمية في السرد؛ فالرواية ليست رواية نفسية
لتخوض في مثل هذه الأمور من الناحية النفسية كتهيؤات، ولا هي رواية فانتازيا أو
خيال علمي؛ ليسافر البطل فيها عبر الزمن، كما أن وجود توأم لغادة لم يضفي أي تأثير
على الأحداث ولذا أيضاً فلا أعلم سبب وجود هذه التوأم؟!
بالإضافة إلى
ذلك هناك الكثير من الصفحات التي حوت مطاً وتطويلاً وسرداً لا طائل منه ولا علاقة
له بأحداث رواية فيرتيجو ،كذلك اللقاء والحوار المطول بين أحمد وعمر وزميلهم
القديم في مقاعد الدراسة الذي أصبح مدرساً يشكي ما وصل إليه حال الطلاب والتعليم
في هذا الزمان، ومقارنة وضعهم كأطفال بأطفال العصر الحالي، مع كلام جانبي عن
الزواج واضطهاد الزوجات لأزواجهن وإلى آخره من هذا الكلام الذي يدور حرفياً يومياً
على المقاهي -وقد كانوا يجلسون في المقهى بالفعل-، ولا علاقة له بالرواية، حتى إن
تلك الشخصية لم تظهر ثانية على الإطلاق في رواية فيرتيجو !
رأيي الشخصي في أحمد مراد :
على الرغم من شهرة أحمد مراد ذائعة الصيت إلا أن رواية
فيرتيجو هي أول عمل أقرأه له بالفعل، وهي أيضاً أول عمل يكتبه أو على الأقل ينشره؛
لذا فإن من الصعب أو من الظلم أن أطلق حكماً عاماً بناءً على هذه القراءة، وإن كنت
في المطلق وبناءً على عدة قراءات مختلفة لمقتطفات من أعماله التالية، ومطالعة
الانطباعات المتنوعة حول أعماله سواء سلباً أو إيجاباً، ومشاهدة أعماله السينمائية،
يمكنني القول أنه سيناريست بارع؛ فهو لديه موهبة في إيجاد الأفكار وحكاية الحكايات.
ولكن حكي أحمد مراد هو ذلك النوع من الحكي الذي
كان يحكيه في الماضي الحكواتية على المقاهي وأماكن التجمعات؛ ليتحول مع مرور الزمن
إلى السينما والتلفزيون، وليس النوع الأدبي الذي يحوي فكراً وفلسفة ومشروعاً خاصاً
بالكاتب يسعى لبلورته في كتاباته، بالإضافة إلى قوة اللغة وجزالة الأسلوب الأدبي،
وهو ما لا يتمتع به أحمد مراد، وبالأساس فإن دراسته هي السينما والتصوير؛ فلا أعلم
سبباً يجعله يصر على كتابة الرواية في حين أن بإمكانه تنفيذ أفكاره على شاشات
السينما والتلفزيون!
وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كان قد سبق لك قراءة رواية فيرتيجو أو أي من أعمال الكاتب أحمد مراد الأخرى، يسعدني معرفة رأيك حولها في التعليقات أسفل التدوينة؛ لنتبادل النقاش ونثري الحوار؛ فتعم الفائدة علينا جميعاً.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟