- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
رفاعة رافع الطهطاوي |
رفاعة رافع
الطهطاوي كان لنبوغه بعد عودته من بعثته إلى فرنسا دوراً كبيراً في ربط مصر بالعالم
الخارجي، وتفتيح أذهان المصريين للتقدم العلمي والأدبي والثقافي الذي طال العالم
أجمع؛ ليقتدي به المصريون، مما جعل منه رائد النهضة الثقافية في مصر، وفي المقال
التالي سنلقي الضوء على حياته ونشأته وإنجازاته التي جعلته رائد النهضة الثقافية
في مصر.
حياة رفاعة رافع الطهطاوي ونشأته:
تبدأ الحكاية حين تمت ولادته بمدينة طهطا في محافظة
سوهاج بصعيد مصر عام 1801م، وبعد أن تلقى
تعليمه في الكتاب، أرسله أهله لاستكمال تعليمه في الأزهر، وكان من شيوخه الذين
تلقى العلم على أيديهم، الشيخ حسن العطار، الذي كان يتميز بمرونة عقلية لم تكن في
زملائه من شيوخ الأزهر في ذلك الوقت، حيث كان مولعاً بمختلف العلوم الأخرى
كالتاريخ والجغرافيا والفلك والطبيعة، وهي علوم لم يكن الأزهر يهتم بها أو بتدريسها
حينذاك، وغرس الشيخ حسن العطار في تلميذه هذه الميول.
فيما بعد حين طلب محمد علي باشا والي مصر من
العطار أن يختار له إماماً لأول بعثة علمية قرر ارسالها إلى فرنسا، اختار تلميذه
رفاعة، وأوصاه أن يسجل كل ما يراه في رحلته من بدايتها إلى نهايتها.
سفره إلى فرنسا:
بعد ذلك سافر رفاعة رافع الطهطاوي إلى فرنسا مع البعثة
العلمية في السادس من رمضان لعام 1241هـ، الموافق 14 إبريل 1826م، وفعل ما أوصاه
به شيخه، وكان نتيجة ذلك خروجه بأشهر كتبه "تخليص الإبريز في تلخيص
باريز"، والذي ينظر الباحثون إليه على أنه نقطة التحول في تاريخ مصر من
الناحيتين العقلية والسياسية، والتي جعلته رائد النهضة الثقافية في مصر، حيث وصف
كل ما شاهده في باريس، وكان من ذلك الثورة العنيفة التي قام بها الشعب الفرنسي ضد
الملك شارل العاشر ووزيره بوليناك.
فقد كانا معروفين بنزعتهما الاستبدادية؛ مما
أثار غضب الشعب الفرنسي عليهما، وثار لمبادئ الحرية والإخاء والمساواة، وهي الثورة
التي يعرفها التاريخ باسم الإيام الثلاثة المجيدة، والتي أسقطت شارل العاشر وأقامت
مكانه الملك لويس فيليب، وقد اهتم رفاعة رافع الطهطاوي بترجمة العهود التي أخذها
الشعب الفرنسي على ملوكه، وتحدث عن نظام الحكومة الفرنسية ومجلس النواب الفرنسي، وكان
كل هذا جديداً تماماً على المصريين الذين لم يكونوا يعرفون شيئاً عن نظام الحكم
سوى الخضوع لولاة الأمر وطاعتهم.
وبعد انقضاء الخمس سنوات مدة البعثة تقدم إلى
الامتحان في الجامعة الفرنسية، وقدم للجنة الامتحان اثنتي عشر رسالة مترجمة في
علوم شتى كالتاريخ والفلك والكيمياء وأخلاق الأمم والجغرافيا والهندسة والفنون
الحربية والميثولوجيا والسياسة وهلم جراً.
رائد النهضة الثقافية |
رائد النهضة الثقافية في مصر:
بعد ذلك عاد رفاعة رافع الطهطاوي إلى مصر، وتم تعيينه
مترجماً بمدرسة الطب، ثم اقترح على محمد علي باشا انشاء مدرسة الألسن؛ لتخريج
المترجمين في كافة المجالات، فنفذ اقتراحه وعينه أستاذاً ومديراً لها، وبلغ عدد
الكتب التي ترجمها خريجو هذه المدرسة تحت إشرافه ألفي كتاب في شتى العلوم من تاريخ
وهندسة وفنون حربية وقانون وغيرها، ولكن لم يدم ذلك طويلاً، حيث أمر عباس الأول
بعد توليه حكم مصر إغلاق مدرسة الألسن، ونقل رفاعة رافع الطهطاوي إلى السودان.
فيما بعد تولى
سعيد باشا الحكم؛ فأعاد مدرسة الألسن، وأعاد رفاعة مديراً لها، على أنه لم يكتف
فقط بالتدريس وترجمة الكتب الأجنبية، وإنما أيضاً كان له اهتمام كبير بإعادة نشر
الكتب العربية القديمة إدراكاً منه لأهميتها في تكوين العقل العربي الحديث جنباً
إلى جنب مع العلوم والآداب الغربية الحديثة، وبذلك يكون رائد النهضة الثقافية في
مصر الذي وضع لها ثلاثة أعمدة رئيسية، هي الترجمة والنشر والتأليف؛ فقد ألف رفاعة
رافع الطهطاوي العديد من الكتب التي كان يهدف من ورائها إلى تدريسها للطلاب في
المدارس الحديثة.
وفي سبيل ذلك
ألف رفاعة رافع الطهطاوي كتباً في النحو مثل "التحفة المكتبية في القواعد
والأحكام والأصول النحوية"، وفي الأدب "مباهج الألباب المصرية في مناهج
الآداب العصرية"، وفي التاريخ "نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز"
و"أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوفيق بن إسماعيل"، وفي الثقافة
العامة "المرشد الأمين للبنات والبنين"، وقد وصلت كتبه المؤلفة إلى ما
يقرب من سبعة عشر كتاباً في مجالات متنوعة، وذلك بخلاف ما ترجمه من كتب الآخرين.
رحمه الله رفاعة رافع الطهطاوي، وجزاه خيراً عن كل ما قدمه لمصر واللغة العربية وثقافتها، إذا كنت عزيزي القارئ تعرف المزيد عن رائد النهضة الثقافية وإنجازاته المختلفة يسعدنا أن تشاركنا بمعلوماتك في التعليقات؛ لتعم الفائدة.
تعليقات
الله ينور عليكي يا أستاذة سارة دايمان مبدعة ومتميزة
ردحذفجزاك الله خيراً، أسعدني مرورك
حذف