قوة التحكم في الذات من الدكتور إبراهيم الفقي

 

قراءة في كتاب قوة التحكم في الذات
قراءة في كتاب قوة التحكم في الذات

 

    قوة التحكم في الذات هو عنوان أحد كتب الدكتور إبراهيم الفقي، التي عمد فيها إلى نشر ثقافة البرمجة العصبية، التي تعتمد على فكرة تأثرنا بما نبرمج عقولنا عليه منذ الصغر، وفي المقال التالي سأحاول تقديم أهم العناصر والنصائح التي عرضها الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه قوة التحكم في الذات، والتي قد تساعدنا على التحكم في حياتنا، وتحديد مستقبلنا ومصائرنا، وأن نمسك زمام الأمور بأيدينا.

مصادر قوة التحكم في الذات:

   في البداية تنبع قوة التحكم في الذات وفقاً لرأي الدكتور إبراهيم الفقي من أحاديثنا الذاتية مع أنفسنا، سواء كانت سلبية أو إيجابية، وبناء عليه تتجه حياتنا إلى المنظور السلبي أو الإيجابي، وأحاديثنا الذاتية تلك تنبع عادة من الصور التي نتلقاها عن ذواتنا طوال مراحل حياتنا من الوالدين والمدرسة والأصدقاء والإعلام وترجمتها في عقولنا، وهي تتدرج في ثلاث مستويات: فإما أن تكون صورة سلبية تماماً عن أنفسنا، أو صورة متشككة تتدرج بين الرغبة في تحسين الذات مع التشكك في القدرة على القيام بذلك، أما المستوى الأخير فهو المستوى الإيجابي الذي يرغب في تحسين الذات ويثق في قدرته على ذلك.

   وفيما بعد أشار الدكتور إبراهيم الفقي إلى أن الخطوات التي تساعد الشخص على قوة التحكم في الذات من خلال البرمجة العصبية، تكمن في أن تكون رسائله الذاتية لنفسه واضحة ومحددة بطريقة إيجابية تصفه في الوقت الحاضر، وأن تكون مصحوبة بإحساس قوي لمضمونها حتى يسهل على العقل الباطن تصديقها وبرمجتها، وذلك مع تكرارها عدة مرات حتى تتم البرمجة العصبية؛ فالعقل يصدق ما تعتقده أنت نفسك عن نفسك، ويسعى لبلوغ هذه الصورة.

سلبيات ينصح الدكتور إبراهيم الفقي بالابتعاد عنها:

الدكتور إبراهيم الفقي
الدكتور إبراهيم الفقي


   بالإضافة إلى ذلك يرى الدكتور إبراهيم الفقي حتى نصل إلى قوة التحكم في الذات علينا أن نتمتع بنظرة سليمة تجاه الأشياء والأحداث المحيطة بنا، ولذلك علينا أن تفادى سلبيات خمس نقع فيها كل يوم، وهي:

1-  لوم الآخرين والظروف على ما يحدث في حياتنا، وذلك بدلاً من تحمل المسئولية ومحاولة تحسين تلك الظروف.

2-  مقارنة أنفسنا بالآخرين، والتي عادة ما تنبني على الأشياء التي لا نستطيع الحصول عليها، بينما يتمتع بها الآخرون، مما ينتج عنه الشعور بالضيق، بينما المقارنة الإيجابية تكون بمقارنة وضعنا الحالي وما يجب أن يكون عليه في المستقبل، وتحديد الطريقة التي يمكن بها الوصول إلى تلك الصورة.

3-  العيش في الماضي، واستمرار التحسر على الأخطاء التي قمنا بها، أو اجترار الذكريات الجميلة والتحسر على انتهائها، بينما في الحقيقة الماضي قد انتهى للأبد، ولا يمكننا إلا أن نتعلم منه ما ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا.

4-  توجيه النقد للآخرين طوال الوقت؛ فبدلاً من ذلك عليك التفكير في مميزات الشخص الآخر، وإذا كان لابد من توجيه النقد، فيمكن اتباع قاعدة المدح ثلاث مرات قبل توجيه النقد.

5-  التحدث عن النفس طوال الوقت، فإذا أردت للأخرين أن يتوقفوا عن الحديث معك عليك فقط الحديث عن نفسك طوال الوقت، أما إذا أردت زرع المحبة والود في قلوب من تعرفهم؛ فعليك أن تقلل من استعمال كلمة أنا والاكثار من استعمال كلمة أنت.

مبادئ البرمجة العصبية:

   وفي كتابه قوة التحكم في الذات يوضح الدكتور إبراهيم الفقي مبادئ البرمجة العصبية التي علينا اتباعها؛ لنتمكن من التحكم في عقولنا، والسيطرة على حياتنا، وهي:

-        الابتسام، فلن تكون النتيجة فقط أن يرد الأخرون الابتسامة، وإنما سينتج عن ذلك شعور داخلي بالسعادة، وتنمية الحب في الأجواء.

-        الانصات للآخرين، فعندما نتكلم نعرف المعلومات التي لدينا، ولكن عندما نستمع نحصل على المعلومات التي لدى الآخرين.

-        تحمل المسئولية الكاملة للأخطاء التي نقوم بها؛ فهذا لن يرفع من قيمتنا في أعين الآخرين فقط، بل وسيساعدنا على تصحيح أخطائنا في المستقبل.

-        مجاملة الناس، فكما نريد أن نشعر بتقدير الآخرين لنا، علينا أيضاً أن نكون كرماء معهم بنفس القدر.

-        المسامحة واطلاق سراح الماضي، ولكن بدون نسيان، ومع التعلم من أخطاء الماضي.

 

غلاف كتاب قوة التحكم في الذات
غلاف كتاب قوة التحكم في الذات

   وفي نهاية كتابه قوة التحكم في الذات، يوجه الدكتور إبراهيم الفقي نصيحة لقرائه بأن عليهم أن يعيشوا حياتهم بالأمل، ويتوقعوا الخير، وذلك بعد أن يحددوا أهدافهم، ويضعوا الخطط لتحقيقها، ويبدأوا في تنفيذها بالفعل مع إيمانهم بها، واستعدادهم لما سيقابلهم من ألم وتحديات بالقوة والعزم والصبر والتوكل على الله، فما رأيك عزيزي القارئ في نصائح الدكتور إبراهيم الفقي لقرائه في كتابه قوة التحكم في الذات؟ وهل تؤمن بقدرتك على البرمجة العصبية لعقلك بما يمكنك من التحكم في حياتك ومستقبلك؟

   يسعدني تلقي آرائكم ومناقشاتكم المثمرة في خانة التعليقات أسفل المقال؛ فمناقشاتكم هي التي تثري موضوعات المدونة.

تعليقات