قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

مراجعة كتاب فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف للكاتب مارك مانسون

محمد صلاح يقرأ كتاب فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون
محمد صلاح يقرأ كتاب فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون



    أثار كتاب فن اللامبالاة للكاتب الأمريكي مارك مانسون ضجة هائلة على وسائل التواصل الإجتماعي بعد أن نشر لاعب كرة القدم المصري لنادي ليفربول "محمد صلاح" صورة له على حسابه الشخصي وهو يقرأ الكتاب، ومن ثم أعاد مؤلف الكتاب "مارك مانسون" مشاركة الصورة مع جملة شكر وتقدير لمحمد صلاح لإعجابه بالكتاب، ومن بعدها اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الجودريدز -الخاص بمراجعات الكتب- بمنشورات تشيد أو تقدح في الكتاب، ولأنني عادة لا أهتم للكتب التي تثير ضجة حيث غالباً ما تكون غير ذات قيمة فلم أهتم بقراءة كتاب فن اللامبالاة وقتها.
  ولكن في عيد الأضحى الماضي أرسلت خالتي لي نسخة الكترونية من كتاب فن اللامبالاة كنوع من المعايدة، وبما إن الكتاب أصبح في حوزتي فعلاً فلم أجد بداً من قراءته على هاتفي الجوال في أوقات الانتظار الطويلة، وقد كنت مخطئة بشأنه، فهذا الكتاب يستحق أن يُقرأ بالفعل، كتاب فن اللامبالاة مختلف عن كافة كتب التنمية البشرية التي تخبرنا باستمرار أننا أشخاص رائعين لا مثيل لنا وأننا قادرون على فعل كل شيء والنجاح في كل شيء وأن نصبح جميعاً سوبر مان أو كات وومن.
    ترفع كتب التنمية البشرية تلك من تقديرنا لذواتنا بطريقة مبالغ فيها حتى ليخيل إلينا أن بمقدورنا أن نمشي على الحائط ونرقص الفالس ونتحدث لغات العالم أجمع ونصبح من أكبر رجال الأعمال وأكثر الأشخاص ثراءاً على الكوكب وننافس جورج كلوني وايشواريا راي في الوسامة والجمال، كتاب فن اللامبالاة لا يخبرنا بكل هذا الهراء بل يخبرنا بالحقيقة المجردة: نحن بشر ولسنا آلهة، البشر لا يمتلكون قدرات خارقة، معرضون للفشل في أي وقت، قدراتنا وإن كانت كبيرة إلا إنها أيضاً محدودة.
   كتاب فن اللامبالاة يخبرنا أن ليس بإمكاننا تشتيت قدراتنا تلك في أمور لا نهاية لها والاعتقاد بأننا سننال النجاح المؤكد في النهاية، وهناك فاشلون بالتأكيد لإنهم إما يحاولون النجاح في كل شيء فلا ينجحون في أي شيء أو أنهم يجلسون على الأريكة في انتظار النجاح ليهبط عليهم من السماء وبكل تأكيد فهو لن يهبط يوماً، وينقسم أولئك الفاشلون الذين يحيون حياة غير صحية على الإطلاق لنوعين: إما إنهم يتمتعون بتقدير الذات المبالغ فيه ويظنون أن من حقهم الحصول على كافة رغباتهم وتحقيق كافة أمانيهم فقط لأنهم يرغبون فيها دون أن يفعلوا شيئاً لاستحقاقها وينسحب هذا أيضاً على علاقاتهم الإجتماعية إذ يصبحون عبئاً على المقربين منهم حيث يحملونهم مسؤولية إسعادهم وتحقيق رغباتهم طوال الوقت.
   أما النوع الآخر فهو ذاك الذي يحمل مسئولية العالم فوق كتفيه ويجعل من نفسه مسئولاً عن إصلاح كافة الأوضاع سواء في العمل أو في العلاقات الإجتماعية وأن درجة قابليته في الحياة تعتمد على درجة عطاءه للآخرين وأن عليه النجاح دائماً في كافة المهام والمسئوليات، مما يجعله يرزح دوماً تحت الضغوط التي لا تطاق، وعادة هذين النوعين يكونوا مناسبين ليحيوا معاً، فنوع منهم يريد الأخذ دائماً والآخر عنده الإستعداد الدائم للعطاء، ولكن في المجمل فهذه حياة ليست صحية ولن تجدي نفعاً خارج أسوارها.
     فالعالم الخارجي لن يتقبل هذه الأنواع بأريحية، فلن يتقبل المجتمع النوع الأول ويعطيه التقدير الذي يرغبه فقط لأنه يرغب في ذلك، أما النوع الثاني فسيتعرض دائماً للاستغلال من الآخرين، في النهاية رسالة كتاب فن اللامبالاة هي أن نعرف ذواتنا جيداً، نحدد أهدافنا ورغباتنا من تلك الحياة ونركز عليها لنستطيع تحقيقها ولا نشتت أنفسنا في مهام مختلفة تبعدنا عن هدفنا الأساسي ونتعلم قول كلمة لا للطلبات والرغبات التي تتعارض معنا ما دمنا لا نرغب فعلياً في تنفيذها، لنعيش الحياة بعمق لا على الهامش!

تعليقات

  1. السلام عليكم
    حاليا انا اقرا بالكتاب . ولحد الان فهو يعرض نموذج جديد عن كيفية التعامل مع الحياة اليومية .فقد اعتدنا على الكتب السابقة بالتعامل الذي يعتمد على اثارة الحماس و التشجيع و عدم الياس و ابدا و لا تتنازل و حاول و انت بطل و انت اسد و الى اخرهلنجد في هذا الكتاب اعتراف بحقيقتنا و امكانيتنا و قابليتنا و مستوانا من دون مجاملة . و ما زلت اقرا بالكتاب

    ردحذف
    الردود
    1. أرجو أن تكون استمتعت بالقراءة، فهو جد كتاب مختلف يساعدنا على تقبل أنفسنا وهذه هي أول خطوة على طريق النجاح

      حذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟