قراءة في كتاب تنمية عادة القراءة عند الأطفال للكاتب الكبير يعقوب الشاروني

قراءة في كتاب تنمية عادة القراءة عند الأطفال للكاتب الكبير يعقوب الشاروني
قراءة في كتاب تنمية عادة القراءة عند الأطفال للكاتب الكبير يعقوب الشاروني






     يعد كتاب تنمية عادة القراءة عند الأطفال لكاتب الأطفال الأشهر الكاتب الكبير يعقوب الشاروني من الكتب الضرورية لكل أب وأم ومعلم ومربي للطفل وأمناء مكتبات الأطفال وفنانين الأطفال سواء أدباء أو رسامين، حيث وضع فيه الكاتب يعقوب الشاروني دليلاً متكاملاً في تنمية عادة القراءة عند الأطفال واختيار المواد الأدبية والفنية الموجهة لهم في مراحل أعمارهم المختلفة وكيفية التأثير فيهم من خلال كتب الأطفال وكيفية حكي قصص الأطفال بطريقة تجتذب انتباهم وتحفزهم للارتباط بعالم القراءة والكتب.

مراحل تنمية عادة القراءة عند الأطفال:

   بدأ الكاتب يعقوب الشاروني فصول كتابه تنمية عادة القراءة عند الأطفال بتوضيح الكتب والمواد الملائمة لكل مرحلة عمرية من سنوات الطفل، وهي كما يلي:
-        تبدأ علاقة الطفل بالكتب في عامه الأول وذلك باتاحة المجال له ليستكشف الكتب والمجلات القديمة كما يحلو له سواء بالنظر إليها أو تمزيقها والضغط عليها حيث ينمي ذلك علاقته بالورق والكتاب بشكل مبدئي ويفتح له آفاق الإستكشاف.
-        في العام الثاني للطفل تكون كتب الأطفال المناسبة له هي تلك الكتب التي تحوي صوراً كبيرة ملونة من بيئة الطفل كالحيوانات والطيور وأدوات الطعام وقطع الأثاث، ويفضل أن تكون كتب الأطفال في هذه المرحلة على شكل لعب الأطفال كأن تكون على شكل سيارة أو كرة وتحتوي على أجزاء متحركة لتجذب انتباه الطفل، وعلى الأم أو الأب ترديد الكلمات التي تعبر عن الصور ليتعرف الطفل عليها ويكررها معهما.
-        في العام الثالث من عمر الطفل يبدأ الاهتمام بالاستماع إلى قصص الأطفال التي تحويها كتب الأطفال، فعلى الوالدين أو مدرسي الحضانة الاهتمام بحكي قصص الأطفال وتكرارها كلما طلبوها مع الحرص على الإمساك بكتب الأطفال في اليد لتنمية عادة القراءة عند الأطفال وربطهم بها، ويبدأ في تكوين علاقة خاصة مع كتب الأطفال؛ فيفضل أن يكون له مكان خاص يحتفظ فيه بكتبه المفضلة وينظمها بنفسه.
-        خلال المراحل اللاحقة من عمر الطفل يجب على الأهل والمدرسة الحرص على تنمية عادة القراءة عند الأطفال من خلال تخصيص وقت يومي ثابت للقراءة وسؤال الطفل دوماً عن جديد ما قرأه والاهتمام باعطاءه كتب أطفال ومجلات أطفال جديدة كل فترة ليظل على تواصل مع القراءة ولا يمل كتب الأطفال القديمة التي قرأها سابقاً.
-        بعد المرور بهذه المراحل تصبح القراءة عادة متأصلة في نفسية الطفل وأمر لا يسعه الاستغناء عنه ومع كل تطور في مرحلته العمرية تبدأ اهتماماته تتوسع في القراءة بما يتناسب مع عمره وهواياته الأخرى وما يثير التساؤلات لديه.
مع الكاتب يعقوب الشاروني في المجلس الأعلى للثقافة
مع الكاتب يعقوب الشاروني في المجلس الأعلى للثقافة

كيفية حكي قصص الأطفال:

    تطرق الكاتب يعقوب الشاروني في الأجزاء التالية من كتابه تنمية عادة القراءة عند الأطفال إلى كيفية حكي قصص الأطفال بأسلوب مشوق يثير انتباهم ويستحوذ على اهتمامهم، وذلك بمعايشة قصص الأطفال وجعلها قريبة لهم من خلال دراستها جيداً قبل حكيها لهم وتمثيل مواقفها خلال الحكي وتقليد الأصوات المختلفة وحركات الجسم وتعبيرات وجه الشخصيات خلال الحوار مع ربطها بتجارب الأطفال وخبراتهم الحياتية بدون التقيد حرفياً بنص قصص الأطفال كما هي مكتوبة، كما يجب الاهتمام براحة الأطفال في جلستهم أثناء الاستماع لقصص الأطفال حتى لا يؤثر ذلك على تركيزهم.

قضايا مختلفة في تنمية عادة القراءة عند الأطفال:

    تطرق الكاتب يعقوب الشاروني فيما بعد إلى قضايا متنوعة في تنمية عادة القراءة عند الأطفال، من بينها: الدور التربوي لمجلات الأطفال ودورها في تكوين اتجاهات الأطفال نحو قضايا المجتمع المختلفة وإبراز عنصر القدوة والبطولة من خلالها والتي قد يكون لها تأثير سلبي معاكس عندما يكون نصب عينيها فقط نسب التوزيع والعائد المادي فتعتمد على قصص الإثارة المترجمة التي لا تتناسب مع ثقافة مجتمعنا وعاداته وتقاليده، مع وضعه لتفاصيل نموذج تخيلي لتصميم وتنفيذ مجلات أطفال مدرسية ليسترشد بها القائمون على العملية التربوية والتعليمية في مدارسنا المختلفة.
    كما تطرق الكاتب يعقوب الشاروني أيضاً إلى قضية رسوم الأطفال كونها من العوامل المؤثرة على تنمية عادة القراءة عند الأطفال حيث في المراحل العمرية المبكرة تتمثل القراءة للطفل في كونها تأمل للصور والرسوم وتعد هي عامل الجذب الرئيسي والوحيد في اهتمام الطفل بكتب الأطفال، وفي المراحل التالية يهتم الطفل بوجود رسوم تعبيرية مكملة للنص المقروء تعمل على إثارة وتنمية خيال الطفل، وقد عمل الكاتب يعقوب الشاروني على وضع بعض الإرشادات لرسامي الأطفال ليصلوا برسومهم إلى عقل ووجدان الطفل.
    واختتم الكاتب يعقوب الشاروني كتابه تنمية عادة القراءة عند الأطفال بجزء كامل لتوضيح دور المكتبة المدرسية في ذلك من خلال وضعه لنصائح وإرشادات لمدرسي الفصول وأمناء المكتبة لاجتذاب الأطفال نحو القراءة من خلال الأنشطة المتنوعة والتحفيز المشجع بالمشاريع المدرسية المختلفة كمجلات الحائط والإذاعة المدرسية وغيرها من الأنشطة، مما يجعل من هذا الكتاب دليلاً هاماً لكل المدارس والبيوت يجدر بالآباء والمعلمين الاهتمام بتنفيذ ما ورد فيه من نصائح لتنمية عادة القراءة عند الأطفال لنعود كما كنا أمة اقرأ ونلحق بركب العالم في التقدم والحضارة التي تخلفنا عنها كثيراً.

تعليقات

  1. أحبائي
    ابنتي المبدعة المتألقة الطيبة
    زميلنا الكاتب الكبير يعقوب الشاروني لاشك أنه من الخبراء
    وعلى الأب والأم وكل أفراد الأسرة محاولة جذب الطفل إلى واحة القراء
    لكن تجاربنا الكثيرة أثبتت أن حب القراءة بالنسبة لعامة الناس هي حالة استثناء
    وانظري ابنتي العزيزة إلى نفسك ومحيطك وأقرانك ستجدين أنك مقبلة بحب على القراءة ويرفضها غالبية أقرانك بغباء
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه...واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
    جمال بركات...رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

    ردحذف
    الردود
    1. هي ليست حالة استثناء ولكن من شب على شيء شاب عليه

      حذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟