سماء تمطر خوفاً رواية لغسان خالد

 

سماء تمطر خوفاً رواية لغسان خالد
سماء تمطر خوفاً رواية لغسان خالد

 

  أعلم كثيراً عن اليمن وحروبها، ولكنها تلك المعرفة السطحية التي تصلنا من الأخبار والتقارير السياسية، لا أعرف الكثير عن حقيقة الوضع وحياة اليمنيين الفعلية في ظل هذه الأحداث، هذه الرواية تصحبنا لنعيش أجواء تلك الحياة التي ولدت فيها ثلة من الأجيال الأخيرة التي ربما لم ترى اليمن إلا وهي في حالة حرب مستمرة، ونعيش تلك الحياة مع بطلي الرواية حسان وراية؛ فالجزء الأول من الرواية يدور على لسان حسان وهو يحكي ذكرياته وذكريات عائلته وما يلحق به من أحداث حالية.

    أما الجزء الثاني من الرواية يستلم السرد فيه حياة راية من نفس النقطة التي وقف فيها السرد عند حسان، وإن كان يمتد أيضاً في بعض الأوقات لذكرياتها الماضية في طفولتها، ولكن ما عاب هذا السرد كونه جاء على لسان الراوي العليم في حين أنه كان أوقع لو كان سرداً ذاتياً على لسان راية، وفي رأيي لو أن الرواية جلها كانت على لسان راية لكانت أكثر تماسكاً، إذ أن الأحداث التي رواها حسان عن نفسه كان بإمكان راية أن تكون على علم بها من خلال علاقتهما الوطيدة أثناء نشأتهما.

   وحتى تلك التفاصيل التي جمعته بماريا الصحفي أو نحلة كما أطلقت على نفسها تقية ممن قد يلاحقونها، كان من الممكن أن تعرفها راية من ماريا عندما اجتمعت بها وعرفت حقيقتها، وتحكيها هي على لسانها، وأعتقد أن ذاك كان سيضفي على الرواية تماسكاً أكبر خاصة وأنني تماهيت أكثر مع الجزء الثاني الذي بدأ تواجد راية يكون هو المسيطر على الأحداث، في حين أن الجزء الأول الخاص بحسان لم يكن بنفس القدر من التأثير والتشويق واللهفة على متابعة الحدث.

   وتتمثل مشكلة الأمر في كونه الجزء الأول من أن ذاك قد يصيب القارئ بالملل ويفتر حماسه عن استكمال القراءة، أما فيما يخص النهاية وقد أتت مفتوحة ولكنها أكثر غموضاً؛ فلم يكن واضحاً ما الذي أتى بحسان إلى هنا، وماذا يفعل؟ ولماذا تآزر مع من يحتقرهم؟ ما الغرض الذي كان يسعى إليه؟ في هذه النقطة تحديداً ربما كان هناك سبب لأن يكون حسان هو راوي الجزء الأول؛ ليقوم بكشف النقاب عن نواياه وأفعاله وما دار بخلده في النهاية، ولكن هذا لم يحدث، وأتت النهاية مفتوحة غامضة عن سبب وصولنا لتلك النهاية بالأساس!

تعليقات