ما تبقى من الأمس للكاتب أحمد مصيلحي

 


 

    أوحى لي عنوان العدد "ما تبقى من الأمس" أنني سأجد شيئاً متبقياً من ميكي القديم الذي عهدناه، ربما صراعاً داخلياً بين ما كانه والدرب الذي يسير عليه في اتجاه ما يكونه، ولكن على مدار الأحداث لم يكن هناك أي شيء متبقياً من ميكي القديم، لا شيء على الإطلاق، أود إضافة ضحكات شريرة متقطعة هنا، ولكن الريفيو كتابي للأسف لا صوتي، ربما كان إسقاط العنوان فقط على المشهد الأخير من العدد حين رفض أن يتخلى عن ذكرياته مع ميمي في ديزني لاند مدينة الأحلام.

    في هذا العدد كان الاعتماد على فانتازيا الرعب أعلى، وعلى الرغم من كون اعتماد السلسة على شخصية ميكي ماوس بالأساس يجعلها تندرج تحت تصنيف الفانتازيا، إلا إنني كما قلت في العدد الأول أنه كان يمكن إسقاط الأمر على أي شخص قد يتعرض لظلم فادح يمسخ إنسانيته، أما في هذا العدد كان التطرق إلى فكرة السحرة والأرواح والأشباح يأخذ الأمر إلى الفانتازيا أكثر، وعلى الرغم من إيماني بالعلوم الروحية والتخاطر وما إلى ذلك إلا إن تطبيقاتها الواقعية لا تكون بهذه الدرجة بالتأكيد، أو ربما تكون وأنا من يقصر علمي عنها!

   وأعتقد أن هذا هو الغرض من كون السلسة يكتبها أكثر من كاتب؛ ليكون لكل عدد ذائقة مختلفة وتصنيف مغاير، وهذا يضفي على السلسلة وأعدادها التنوع، مما يجعلها ترضي ذائقة قراء مختلفين كل منهم قد يجد شيئاً يوافقه في عدد منها، وعودة إلى أحداث هذا العدد فإن ما فعله ميكي مع الطبيب النفسي ذكرني بأول عمل قرأته من إصدارات المعرض، كان مجموعة قصصية للصديقة أسماء صلاح، وفي احدى قصصها قت*لت البطلة طبيبها النفسي بطريقة مشابهة كونه خدعها بالحب واستغلها في أبحاثه، وخرجت من حجرة الكشف بعد قت*له بنفس البرود لتتهكم على السكرتيرة التي لم تصدقها حين أخبرتها أنها قتـ لته، يبدو أن عام المجانين بلا نزاع!

   اللغة في عمومها بسيطة وسهلة وتصلح لصغار السن، وإن كانت بعض إيحاءاتها لا تصلح، والحوارات كان من المفترض أنها باللهجة العامية إلا إنها في بعض الأحيان كانت مزيجاً من الفصحى والعامية، أتفهم أننا في بعض الأحيان نمزج حديثنا العامي ببعض الكلمات الفصحى، ولكنها غالباً ما تكون في إطار سخرية ومزاح أو حديث علمي نحاول التفيهق فيه باللغة، ولم يكن هذا هو السياق هنا بالتأكيد، ولكن ربما الكاتب ليس معتاداً على الكتابة بالعامية؛ فيكتب الحوار بالفصحى أولاً ثم يحاول تحويله للعامية؛ فتسقط منه بعض التعبيرات.

   وعلى الرغم من ذلك كان هناك بعض الأخطاء اللغوية في تهجئة بعض الكلمات بخلط حروفها، كالخلط بين السين والصاد مثلاً في إطلاق سراحه التي كُتبت صراحه بالصاد! ربما أكون قميئة بعض الشيء إذ أدقق لغوياً في عدد من سلسلة رعب بطلها ميكي ماوس، أشعر بالعبثية فيما أكتبه الآن، ولكنها أمور غريبة تستوقفني خارجة عن حدود المنطق!

   أثناء قراءتي للعدد أرسلت لي خالتي رسالة على الماسنجر وكتبت فيها "يا صغنن" لوهلة أرعبني الأمر! ربما نجد في العدد القادم مناطق مضيئة تخفف من حدة هذا الرعب!

تعليقات