المجموعة القصصية استعمال طبيب قراءة في قصص الكاتبة علا عبد المنعم

المجموعة القصصية استعمال طبيب الكاتبة علا عبد المنعم
المجموعة القصصية استعمال طبيب الكاتبة علا عبد المنعم

 

 

    لا زالت الكاتبة علا عبد المنعم تبهرنا بقدرتها على الحكي وغزل تفاصيل الحياة والأساطير في حكاية شيقة تسحبنا إلى عوالمها، وتطير بنا في الخيال محلقة؛ فبعد روايتين "ميراث الأنصاري" و"سوق العايقة" تعود إلى القصة التي كانت طريق البداية لها في عالم الكتابة حين شاركت في مجموعات قصصية جماعية ومسابقات أدبية حازت بها الجوائز المختلفة، ولكن سبقها عالمها الروائي في النشر، وفي قصص المجموعة القصصية استعمال طبيب تثبت أن قدراتها الروائية تتمكن منها حتى في كتابة القصة.

   فكل قصة من قصص المجموعة تصلح أن تكون رواية متكاملة الأركان، أو حتى نوفيلا لو أردنا التوقف عند عد الكلمات؛ فشغف الكاتبة علا عبد المنعم بالسرد والحكي يجعلها قادرة على وصف كل جزء من المشهد ومن مشاعر الشخصيات، قادرة على غزلهم جميعاً في حكاية لا يُمل منها، ويشعر القارئ أنه يود البقاء في صحبتهم ليعرف أكثر ويعيش معهم أكثر، ويمكننا القول إن المجموعة القصصية استعمال طبيب هي مجموعة نسوية بامتياز تغوص بنا فيما يعترض كل امرأة في حياتها أياً كان موقعها ومكانتها ومستواها.

  فسواء كانت امرأة متعلمة أو غير، ابنة المدينة أو الريف، عاملة من الطبقات الكادحة أو من أثرياء الطبقة الأرستقراطية، ستجد نفسها في احدى قصص هذه المجموعة؛ ففي قصص المجموعة العشر كانت تسع قصص منهن تتناول المرأة باستفاضة، حتى ما قد يبدو أن بطلها رجل إلا أن المرأة هي من تقف من وراءه تحرك الأحداث بشكل أو بآخر، قصة وحيدة فقط هي التي ابتعدت عن هذا المضمار، وإن كانت تحمل بُعداً ضمنياً بسوداوية عالم الرجال حتى لو خلا من النساء.

مع الكاتبة علا عبد المنعم
مع الكاتبة علا عبد المنعم


    فالسواد يكمن داخلهم في التعامل مع كافة الكائنات الأضعف منهم حتى لو كان حصانٌ بريء لا يفقه شيئاً من عالمهم، لا أتفق تماماً مع هذه الرؤية بالتأكيد، ولكن هذا ما شعرته من قصص الكاتبة علا عبد المنعم في المجموعة القصصية استعمال طبيب؛ فقد كان دائماً الرجل هو مصدر التعاسة والظلم لكل من حوله، ولكن لم يكن وحده دائماً؛ فأحياناً ما كانت هناك نساء يقفن من خلفه هن من يدفعنه ويحرضنه على هذا الظلم، ربما ليست المشكلة في الرجل تحديداً.

    ولكن في ثقافة مجتمع ذكوري بشكل عام يُعلي من قيمة الذكر على حساب الأنثى؛ فحتى لو حكمت مقاليد الأمور أنثى مشبعة بهذه القيم ستكون أنثى ذكورية تقلل من قيمة المرأة وربما تأدها حية حتى لا تعلو قيمتها كأنثى على قيمة الذكر، كالحماة التي تسعى لكسر شوكة زوجة ابنها حتى لا يكون لها قيمة وشأن أمام الابن، ربما كان هذا ما تسعى الكاتبة علا عبد المنعم لتسليط الضوء عليه من خلال المجموعة القصصية استعمال طبيب.

تعليقات