ساعي بريد دمشق مجموعة قصصية للكاتب إبراهيم محمد عامر

 

ساعي بريد دمشق مجموعة قصصية للكاتب إبراهيم محمد عامر
ساعي بريد دمشق مجموعة قصصية للكاتب إبراهيم محمد عامر

 

     ساعي بريد دمشق هي العمل الأول للكاتب الشاب إبراهيم محمد عامر والتي صدرت عن دار الرسم بالكلمات في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، وقد عرفته كاتباً قصصياً مميزاً في نادي أدباء ساقية الصاوي ونادي أدب آفاق اشتراكية بالقاهرة، لم أحصل على المجموعة القصصية في معرض الكتاب؛ فلظروف إصابتي وقتها لم أتمكن من الذهاب إلى المعرض إلا يوم واحد، انصب تركيزي فيه على مجموعتي أنا القصصية "خضار الروح"، ولكنني حصلت عليها مؤخراً في معرض ساقية الصاوي للكتاب.

الجو العام لمجموعة ساعي بريد دمشق :

   وأما بعد فيوحي عنوان مجموعة ساعي بريد دمشق للكاتب إبراهيم محمد عامر أنها تدور في أجواء الشقاق السوري والأحداث في سوريا الشقيقة، ولكن ربما هذه حيلة دعائية من الدار في اختيار عنوان القصة الوحيدة التي يأتي فيها ذكر سوريا عنواناً للمجموعة القصصية، وحتى هذه القصة لم تدر أحداثها على أرض سوريا، وإنما في حواري مصر التي تشهد على شتات أشقائنا السوريين عن أرضهم، وفقدانهم لأحبائهم، وتنسمهم لأي رسالة قد تردهم من هناك تطمئنهم أنهم لا زالوا أحياء رغم الحرب والقصف والأشلاء.

    وكما كانت قصة ساعي بريد دمشق للكاتب إبراهيم محمد عامر تدور أحداثها على أرض مصر وفي حواريها وبيوتها؛ فهكذا كانت كل قصص المجموعة، والتي تضمنت أربع وعشرين قصة، وكان أغلبهم يدور تحديداً حول العمل أو الوظائف الحكومية، سواء كانت أحداث القصة تدور فعلاً بين أروقة المصالح الحكومية وترصد أحوال الموظفين وتعاملهم مع الجمهور، أو تدور في بيوت هؤلاء الموظفين وترصد أثر الوظيفة أو راتبها على حياتهم وتعاملهم مع المحيطين بهم، وقد ذكرني ذلك بمجموعة قصصية قديمة للكاتب عبد الحميد جودة السحار قرأتها منذ سنتين تقريباً كان عنوانها "في الوظيفة".

الكاتب إبراهيم محمد عامر
الكاتب إبراهيم محمد عامر


    ولم تخلو مجموعة ساعي بريد دمشق للكاتب الشاب إبراهيم محمد عامر كذلك من لمحات وقصص رومانسية بين طيات المجموعة، وإن انتهت جميعها تقريباً بالفشل العاطفي، وعدم قدرة الرجل المحب على الإفصاح عن حبه غالباً؛ لتكون النتيجة في النهاية أنه يفقد حبيبته للأبد لصالح من كان لديه الجرأة والشجاعة أن يتقدم إليها طالباً ودها، حتى لو لم يكن محباً لها بقدره.

الأسلوب الأدبي للكاتب إبراهيم محمد عامر في عمله الأول:

   وبالإضافة إلى ما سبق فقد اتسم أسلوب الكاتب إبراهيم محمد عامر في مجموعته ساعي بريد دمشق بالسلاسة والرقي؛ فكانت لغته منسابة وتصل بسهولة إلى قلب وعقل القارئ، وإن كانت في بعض الأحيان تصل إلى درجة المباشرة الواضحة بشدة؛ فتعمل على إفقاد القارئ الاستمتاع بلعبة التفكير في دلالات النص، وربما من أكثر المزايا وضوحاً التي اتسم بها أسلوب الكاتب إبراهيم محمد عامر في مجموعته القصصية ساعي بريد دمشق هي الحوارية؛ فلا تكاد تخلو قصة واحدة من الحوار.

    وقد كان حوار الكاتب إبراهيم محمد عامر في مجموعته ساعي بريد دمشق عادة حوار بناء يساعد في بناء الأحداث وانسجام القارئ معها لا دخيل على النص للحشو فحسب، وإن كان مأخذي الوحيد عليه هو كونه جاء في بعض القصص بالفصحى بما لا يتناسب مع طبيعة الشخصيات ولغتهم المستخدمة عادة، ولأن الكاتب استخدم العامية في الحوار في بعض القصص الأخرى؛ فلا يمكن القول إنه من أتباع المدرسة التي تقول باستخدام الفصحى في الحوار ونبذ استخدام العامية في الأدب، لذا لم يكن استخدامه الفصحى في الحوار في بعض القصص مبرراً!

 

إهداء الكاتب إبراهيم محمد عامر لي على مجموعته ساعي بريد دمشق
إهداء الكاتب إبراهيم محمد عامر لي على مجموعته ساعي بريد دمشق

   وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كنت وصلت معي إلى هنا؛ فلا يسعني إلا أن أشكرك على صبرك وحسن متابعتك، وإذا سبق لك قراءة المجموعة القصصية ساعي بريد دمشق للكاتب إبراهيم محمد عامر فيسعدني معرفة رأيك فيها من خلال التعليقات أسفل التدوينة، وإذا لم يسبق لك قراءتها؛ فأيضاً أود معرفة ما إذا كانت هذه المراجعة البسيطة قد شجعتك على قراءتها أم لا؟ كما يسعدني تلقي مقترحاتك حول أي من الأعمال الأدبية أو الفكرية التي قد تود أن نناقشها فيما بيننا في تدوينات قادمة بإذن الله، وحتى ألقاكم قريباً في تدوينة جديدة دمتم بكل خير.

تعليقات