رواية بالة هموم للكاتبة فيبي فرج

رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا

 

قراءة في رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا
قراءة في رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا

 

    رواية حطام للكاتبة السورية إيناس عادل مهنا هي الحائزة على المركز الثالث في جائزة الطيب صالح العام الماضي 2022، وبعدها لحقت السودان بسوريا، وتحولت أيضاً لحطام، وتم إعلان توقف الجائزة، وتصادف قراءتي للرواية بعد رواية أشرعة الشتات للكاتب المصري كمال علي كمال، والتي تتناول تقريباً نفس الفترة الزمنية اللاحقة لثورات الربيع العربي، ولكن في مصر، وما تبع ذلك من أحداث شغب وفتن وهجرات غير شرعية؛ لنخلص من كل هذا في النهاية أننا كعرب على اختلاف دولنا إلا أننا في الهم سواء، أشقاء فعلاً في نفس المعاناة مهما اختلفت الأنظمة والحكام!

ملخص رواية حطام :

   تدور أحداث الرواية في الفترة اللاحقة لبداية الثورة السورية، لم يتم تحديد تاريخ بداية الأحداث بالضبط، ولكن أقدم تاريخ تم ذكره صراحة كان الخامس عشر من يونيو لعام 2013، وتستمر الأحداث حتى الوقت الحالي، ولم تؤرخ أيضاً الكاتبة لتاريخ نهاية الأحداث، سواء أحداث رواية حطام نفسها، أو الحدث الأخير الذي يفسر تفاصيل الرواية، لذا يمكن اعتبار نهاية الأحداث هو وقت نهاية الكتابة ونشر الرواية، وعلى الرغم من كونها عمل يؤرخ لفترة حرب، إلا إنها أيضاً تصنف من الروايات الرومانسية بامتياز.

   فحتى لو تحيط بنا الحرب والدمار والدماء من كل اتجاه، سيظل خافقنا ينبض بحثاً عن لحظة حب صادقة تمنحنا الأمل وترد لنا إنسانيتنا، أيلول كانت أكبر مثال لهذا الأمل، على الرغم من وجود قصص حب متقاطعة كثيراً ضمن أحداث رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا إلا أن أيلول الغائبة الحاضرة كانت هي الرمز طوال الأحداث، جذبني اسمها من أول لحظة، أعرف أيلول كشهر، وفي مصر نحن لا نستخدم أسماء الشهور السريانية؛ لذا فإن اسمه غير مألوف لدرجة كبيرة، وبالتأكيد لا يتم استخدامه كاسم بشري سواء لذكر أو أنثى.

   ولكن من الأشياء التي أثارت انتباهي أيضاً أن بالصدفة البحتة تزامنت قراءتي رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا خلال شهر أيلول "سبتمبر"، وذلك دون أي ترتيب مني أو معرفة مسبقة لوجود شخصية في الرواية تحمل هذا الاسم، حتى إنني ذات مرة عندما توقفت عن القراءة لاستمع إلى فيديو على اليوتيوب عن تطوير الذات، وجدت مقدمة المحتوى تتحدث عن شهر أيلول وجمال الخريف، لا أؤمن بالصدف، وأعتقد أن كل حدث يحمل رسالة ما، لا زلت لم أفطن تماماً للرسالة الموجهة لي في هذا الأمر، ولكن هذه الأحداث ربطتني إلى حد كبير بالاسم.

الكاتبة إيناس عادل مهنا
الكاتبة إيناس عادل مهنا


الأسلوب الأدبي للكاتبة إيناس عادل مهنا في روايتها:

   وبعد ما سبق لا أريد حرق الأحداث؛ لذا سأتناول في هذا الجزء الأسلوب الأدبي للكاتبة إيناس عادل مهنا في رواية حطام بغض النظر عن تفاصيل الرواية ومشاعري الخاصة نحو أحداثها، يمكن لأي قارئ بسهولة أن يعرف منذ اللحظة الأولى في القراءة أن من كتب الرواية هي كاتبة أنثى، في المطلق هذا أمر لا يعيب، ولكن لأن الكاتبة اختارت خلال سرد الأحداث أسلوب تعدد الرواة، وكان من بين رواتها اثنين من الذكور؛ فلم أشعر أثناء سردهم للأحداث من وجهة نظرهم، أنها طريقة ذكر في الحديث أو السرد.

    حيث كان يغلب على الرواة الذكور في رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا الطابع الأنثوي الرقيق المفصل في سرد مشاعرهم وتصويرها والخوض في تفاصيلها، وكان يمكن التجاوز عن هذه التفصيلة بتبرير أن الرواية في أحداثها توضح أن كاتبتها هي أيلول في أول محاولة كتابة لها لم تكملها، واستأنف الكتابة كرم من بعدها استكمالاً لما بدأته، وهو ليس كاتب في الأساس وتنقصه الخبرة أيضاً؛ فلم يمكنه التعديل الواعي على كتابة أيلول، ومن هذا المنطلق كان بالإمكان اعتبار أن هذا الأمر مقصوداً لواقعية السرد.

    ولكن الكاتبة إيناس عادل مهنا تفاجئنا في نهاية رواية حطام بفصل أخير يوضح أن الكاتب الأساسي للرواية هو رجل لم يأتي ذكره في الأحداث؛ لنكون أمام رجل يكتب بطريقة أنثوية على لسان ذكور! هذا بالإضافة إلى شغفها الأنثوي بالتفاصيل الواضح خلال سرد الأحداث؛ فعلى الرغم من وجود أربع رواة طوال الرواية، إلا أن الكاتبة كانت تتدخل أيضاً بالراوي العليم؛ لتفسر وتفصل بعض الأحداث التي تظن أن الأربع رواة غير كافيين لسردها، على الرغم من أنها غالباً ما تكون مفهومة من السياق ولا تحتاج إلى تفصيل.

   ومثال على ذلك: واقعة إقامة حسان علاقة غير شرعية قبل الزواج مع رهام، كان الأمر واضحاً من سرد آية لتهديد حسان لها، ولم يكن القارئ في حاجة إلى مشهد خاص على لسان الراوي العليم يوضح تفاصيل الحدث كيف ومتى تم وفي ظل أي ظروف؟ دون الخوض في التفاصيل الحميمية، ولكن أقصد توضيح تفاصيل الحدث التي تم إدراكها من السياق، وتكرر الأمر في أكثر من تفصيلة.

 

غلاف رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا
غلاف رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا

    وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كنت وصلت معي إلى هنا؛ فلا يسعني إلا أن أشكرك على صبرك وسعة صدرك، وأتمنى أن تسعدني برأيك في التعليقات إذا كنت قرأت رواية حطام للكاتبة إيناس عادل مهنا من قبل أو أي من أعمالها الأخرى، وكذلك في انتظار اقتراحاتك لأي من الأعمال الأدبية أو الفكرية التي يمكننا الحديث عنها في تدوينات قادمة إن شاء الله، دمتم بكل خير.

تعليقات