أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن

 

أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن
أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن

 

    أو ما يشبه العشق هي رواية للكاتبة فدوى حسن من أوائل إصدارات سلسلة حروف للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2012م، وعند بحثي عن اسم الكاتبة على جوجل، عرفت أن هذه الرواية هي ثاني أعمالها الأدبية حيث سبقتها رواية آخرى حملت اسمها حيث جاءت بعنوان فدوى، واعتبرها الكثيرون رواية سيرة ذاتية لها، ولكنها نفت ذلك، كما إنها شاعرة أيضاً، ولكن ليس لها دواوين منشورة، وإنما كتاب حمل عنوان "دولتي على الفيس بوك" حوى خواطر شعرية ونثرية ومقالات وقصص وحوارات متفرقة، صدر عام 2012م أيضاً، وحتى عام 2021 لم يصدر لها أعمال أدبية حتى أصدرت رواية واديان مع دار الأدهم للنشر والتوزيع.

الكاتبة فدوى حسن:

   تم تعريف الكاتبة فدوى حسن على اعتبار أنها الكاتبة الروائية المنتقبة الوحيدة في مصر، ولا أعرف على أي أساس تم إطلاق هذا الحكم؛ فمن المعروف أن هناك كاتبات منتقبات أخريات هن على سبيل المثال: دعاء عبد الرحمن وحنان لاشين، لا أعرف ربما لم يكن صيتهن ذاع في هذه الفترة، ولكن من المؤكد أنها مختلفة تماماً عنهن، فقد انحصرت كتاباتهن في المجال الوعظي الدعوي، وغالباً ما تخرج رواياتهن لتكون مجرد نصائح وعظية عن الحلال والحرام، مع شخصيات إما بيضاء تقطر تديناً وأخلاقاً من أول الرواية لآخرها، وأخرى سوداء شريرة نكرهها على طول الرواية حتى لا نكون مثلها!

    بينما كتابات فدوى حسن كما يتضح لي من رواية أو ما يشبه العشق التي بين يدي، هي تكتب الحياة، تعبر عن شخصيات حقيقية دون مثالية مزيفة أو مصطنعة، تلقي الضوء على المجتمع كما هو، وعلى القارئ أن يختار إلى أي صف يفضل أن يقف كما تمليه عليه إرادته، وإن كان هذا لا يمنع أن تكون هناك انتقادات لعملها الأدبي، ولكنه مبدئياً يصنف كأدب لا عمل وعظي، وبداية فقد ظننت إهداء الكاتبة روايتها إلى روح شقيقتها، قد يعني أنها قصة أختها الحقيقية أو مقتبسة منها، ولا أعرف إذا كان ظني هذا صحيحاً أم لا، خاصة مع نفيها ذلك فيما يتعلق بروايتها الأولى على الرغم من أنها حملت اسمها.

مراجعتي لرواية أو ما يشبه العشق :

  وأما بعد التقديمة السابقة؛ فيمكنني الحديث عن رواية الكاتبة فدوى حسن وإبداء إعجابي باللغة الجميلة والأسلوب التعبيري الشاعري والراق، ولكن للأسف كانت الأحداث مفككة وغير مترابطة، فهي تبدو وكأنها أفكار غير مرتبة للشخصية الراوية ترويها كيفما أتفق دون أن تهتم بترتيبها، وقد يكون هذا مبرراً ومنطقياً كون الشخصية الراوية تروي أحداثاً مرت عليها في فترة الطفولة قد لا تتذكرها جيداً بالترتيب والتفصيل، وفي الجزء الأخير من رواية أو ما يشبه العشق الذي ترويه الشخصية عن حياتها الحالية يبدو أكثر تماسكاً ووضوحاً.

غلاف رواية أو ما يشبه العشق

   ولكن هذه الطريقة جعلت أحداث الرواية الأساسية باهتة، فمن المفترض أن الحدث الرئيسي لرواية أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن هو قصة حب أخت الراوية للبدوي العربي الذي منعها أهلها من الزواج به؛ لأنهم يرونه من سلالة خائنة هي من خانت بطلهم أحمد عرابي ودمرت حركته، ومن المفترض أن الرواية تجسد مشاعر هذه الأخت وقصة كفاحها هي وحبيبها وتضحيتهما الجسيمة لأجل حبهم، ولكن طريقة السرد جعلت المحور الأساسي لرواية أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن هو مشاعر الأخت الصغيرة تجاه فقدها لأختها الكبيرة، وتعاطفها مع مأساتها التي لم نستطع أن نعيشها معها لأنها حجبتها عنا.

     وربما يرجع هذا منطقياً لكون الشخصية الراوية لم تكن تعرف الكثير مما يختلج بقلب أختها بطبيعة الحال؛ فجاءت روايتها باهتة؛ لتصبح هي البطلة لا أختها ومشاعر الفقد للأخت لا الحبيب هي المحور، وقصة حبها لزوجها الطبيب فيما بعد هي قصة حب رواية أو ما يشبه العشق لا قصة حب أختها والبدوي، كما لا أعرف أيضاً مدى مصداقية الجزء التاريخي الذي تم تناوله في آخر رواية أو ما يشبه العشق للكاتبة فدوى حسن والتلميح بأن عبد الله النديم هو من خان عرابي!

 خاتمة:

   وإلى هنا عزيزي القارئ أكون قد وصلت إلى نهاية تدوينتي وإن كنت وصلت لها معي؛ فهذا شيء يسعدني جداً، وسأكون أسعد إن تركت تعليقاً يدل على مرورك؛ فإن سبق لك أن قرأت رواية أو ما يشبه العشق أو أي من أعمال الكاتبة فدوى حسن فيسعدني أن تشاركني برأيك حولها، وإن كان لديك أي مقترح حول أعمال أدبية أو ثقافية يمكننا مناقشتها في تدوينات قادمة؛ فيسعدني بالتأكيد تلقي اقتراحك والعمل به في أقرب وقت إن شاء الله.

   وأيضاً إذا أعجبتكم المراجعة؛ فيسعدني مشاركتك لها على صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ لتصل إلى أكبر عدد من القراء، ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم وتعليقاتهم، وإذا لم تكن متابعاً للمدونة؛ فيشرفني جداً أن تنضم لقائمة المتابعين عبر رابط المتابعة أسفل المقال إذا كنت تتصفح من هاتفك، أو على اليسار إذا كنت تتابع من خلال لاب توب، وذلك ليصلك كل جديد أولاً بأول وأسعد بتواجدك دائماً بإذن الله.

تعليقات