- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
رواية غربة الياسمين للكاتبة خولة حمدي |
رواية غربة
الياسمين هي الإصدار الروائي الثاني للكاتبة التونسية خولة حمدي بعد روايتها
الشهيرة في قلبي أنثى عبرية، لم أقرأ روايتها الأولى ولم تكن من بين مقتنيات
مكتبتي يوماً ما، بينما اقتنيت هذه الرواية في ظروف غامضة أيام سنوات مراهقتي
الفكرية المتأخرة، حيث كنت أندفع في شراء أي كتاب لمجرد كونه كتاب! وقد ظلت هذه
الرواية طويلاً بين رفوف مكتبتي تنتظر أن يحين دورها وقتاً ما في القراءة، وها هو
قد حل، وليته لم يحل!
مضمون رواية غربة الياسمين :
في البداية يمكننا الحديث عن مضمون رواية غربة الياسمين
للكاتبة خولة حمدي ،وبطبيعة الحال وتماشياً مع ما هو معروف عنها؛ فإن مضمون
الرواية هو دعوي بحت، ولكن لا أعرف إلى من توجه هذا المضمون؟! هل إلى الغرب؟ هل
سيقرأ الغرب رواية عربية ليعرف أن المتدينين ليسوا إرهابيين؟ هل إلى العرب
والمسلمين؟ إذن هل نحتاج نحن إلى دليل من رواية لنعرف هويتنا ومن نكون؟ وهل سيقرأ
غير المسلمين من العرب رواية معروف عنها تماماً أنها عمل دعوي مصنفة كرواية
إسلامية؟
وبالإضافة إلى
كون مضمون رواية غربة الياسمين متحيزاً من الفئة الأولى للتدين من وجهة نظر
الكاتبة خولة حمدي التي تريد إملائها على القراء، إلا أنها لم تكتفي بهذا التحيز؛
فقد جنحت في روايتها التي تريد بها الوقوف في وجه عنصرية الغرب ضد الإسلام إلى
عنصرية قومية خاصة بها؛ فشخصيات الرواية العربية جلهم من دول المغرب العربي
يتمتعون بقدر عال من التدين كما تراه الكاتبة، ما عدا شخصية واحدة هي رنيم والتي
اختارتها أن تكون مصرية لا من دول المغرب العربي، ولا أعرف ما السر وراء ذلك؟!
العنصرية في شخصيات الرواية:
فقد جاءت
شخصية رنيم مثالاً للشخصية المستهترة التي لا تفقه شيئاً عن الدين المتحررة منه
إلى درجة أنها لا تعرف كيفية الصلاة ولا تمسك قرآناً، ولا أعرف من أين أتت خولة
حمدي بهذه الشخصية الخيالية، ففي حياتي لم أقابل مصرياً مسلماً واحداً لا يعرف
كيفية الصلاة حتى لو كان قد اتجه للإلحاد، اللهم إلا أن يكون من أطفال الشوارع أو غربياً
حاملاً للجنسية المصرية بالوراثة، أما من تربى ونشأ في مصر فالكل يعرف الصلاة
وكيفيتها حتى لو لم يكن ملتزماً بها أو توقف تماماً عنها، والصلاة لا يتم نسيانها
بأي حال من الأحوال!
الكاتبة خولة حمدي |
ولكن جاءت
شخصية رنيم في رواية غربة الياسمين ،شخصية ضبابية هشة على الرغم من قوتها المهنية،
مستعدة لتغيير معتقداتها وأفكارها لأجل أي رجل يلوح في الأفق، ولم أرها إلا معادل
رمزي للورا الفرنسية، فلورا غيرت دينها واعتنقت الإسلام لأجل هيثم -الذي لفظها بعد
ذلك لأنها لم ترقى لمستوى طموحاته الدينية وكان هذا في نظر الكاتبة خولة حمدي قمة
التدين والالتزام من جانبه!- بينما رنيم كانت على استعداد الزواج من فرنسي غير
مسلم تبرعت له بكليتها ولم تتراجع إلا لأنه رفض فكرة الزواج.
ومن ثم لاح
لرنيم عمر المغربي المتدين الذي تدافع عنه ضد اتهامه بالإرهاب؛ فتقع في غرامه،
وتكتشف فجأة أنها مسلمة وعليها محاولة الالتزام بدينها؛ لتحظى بحبه؛ فتلك المصرية
التائهة الضالة بحاجة إلى ياسمين التونسية وعمر المغربي؛ ليهدوها إلى دينها الذي
لم تكن لتعرفه لولاهما!
الأسلوب الأدبي للكاتبة خولة حمدي :
حسناً لا يوجد أسلوب أدبي من الأساس، حيث أن رواية غربة
الياسمين لا يمكن تصنيفها كأدب أصلاً، هي مجرد حكاية ظريفة مسلية تصلح لأن تكون
نصاً لأحد المسلسلات على غرار المسلسلات الهندية التي أستمتع بمشاهدتها كثيراً،
ولا يعني استمتاعي بمشاهدتها جودتها الفنية وإنما فقط قدرتها على تزجية الوقت،
وسحبي إلى عالم موازي، بالمناسبة تتمتع المسلسلات الهندية بكل ما جادت به قريحة
الكاتبة خولة حمدي في رواية غربة الياسمين من مط وتطويل وثرثرة لا متناهية حول نفس
المواضيع مع دس الدين والعادات والتقاليد طوال الوقت بأسلوب وعظي مباشر.
والأدهى تلك النهاية المفتوحة التي استغلتها
الكاتبة خولة حمدي في الخروج بجزء ثان من رواية غربة الياسمين ليحمل عنوان ياسمين العودة؛ ليستمر المسلسل
مواسم عديدة، لا أظن بالطبع أنني سأقرأ الجزء الثاني يكفيني ما تحملته طوال احدى
عشر يوماً من القراءة المتواصلة لما يزيد عن أربع مئات من الصفحات في اللا شيء،
وليس لدي أي فضول لمعرفة ما آلت إليه الأمور التي حتماً ستنتهي كنهاية المسلسلات الهندية تماماً حيث ينتصر الخير، وكل الأشرار إما يتم الانتقام منهم أو يتحولون
بقدرة قادر إلى أخيار، وفي حالتنا تلك أعتقد أن جملة الختام قد تكون، وأسلم وتاب
من في الأرض جميعاً.
على أية حال
من وجهة نظري على الأقل الأدب لا يكتب بهذه الطريقة، ولكن هناك أيضاً ما يسمى بفن
الحكي ربما تنتمي له هذه الرواية وإن كان لا يرقى أن يكون أدباً، وفي النهاية
عزيزي القارئ إذا كنت قرأت رواية غربة الياسمين للكاتبة خولة حمدي من قبل يسعدني
معرفة رأيك في الرواية وفتح باب النقاش وتبادل الآراء حولها في خانة التعليقات
أسفل التدوينة، فالنقاش هو ما يثري الحوار ويعم الفائدة.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟