- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
قراءة في تفسير القرآن العظيم لابن كثير |
لا أريد الخوض في تفاصيل رأيي حول نقاط بعينها في تفسير القرآن العظيم لابن كثير حتى لا أثير جدلاً لا طائل منه، وسأتهم بالخوض في أمور الدين دون دراسة فقهية متبحرة في أروقة الأزهر، وهذا وإن كان صحيحاً إلا أنني لا أؤمن أن الدين حكراً على علماء الأزهر دون غيرهم أو أن على المسلمين أن يأخذوا دينهم عن علماء بعينهم دونما تفكير أو محاولة فهم خاصة، ومن الأقوال المأثورة في التاريخ الإسلامي: "استفت قلبك ولو أفتوك".
وعلى العموم فإن جل ما أود قوله ها هنا أننا في حاجة ماسة لتفسير حديث للقرآن العظيم يقوم عليه علماء عصرنا في شتى المجالات من علماء الدين واللغة وعلماء الطبيعة والطب والتاريخ والفلسفة، فالقرآن العظيم ليس فقط إعجازاً لغوياً وإنما هو اعجازاً علمياً في شتى المجالات، فالقرآن العظيم يحوي الكثير عن مجريات الكون وخلق الإنسان ومراحل تطوره وقصص الأمم السابقة، والتي تحتاج إلى علم واسع بها عند الإقدام على تفسير القرآن العظيم، وإن كان الأقدمون على علم أوسع باللغة ودقائقها وتفسيراتها ومقاصدها إلا أن علومهم في تلك المجالات في وقتهم كان سطحياً للغاية.
فالعرب في صدر الإسلام لم يكونوا لديهم أي مخزون علمي فيما يتعلق بأمور الطبيعة والتكوين البشري، وعلى الرغم من اهتمامهم بالأنساب وتاريخ القبائل إلا أن ذلك لم يكن يتجاوز قبائل العرب إلى الأمم الأعجمية الأخرى مما يجعل تفسير القرآن العظيم في تلك الفترة مقصوراً على المقاصد اللغوية البحتة التي لا يتم التوفيق بينها وبين الحقائق العلمية والتاريخية الغائبة عنهم، وكذلك في العصور التالية على الرغم من ازدهار الحضارة الإسلامية واهتمامهم بالعلوم المختلفة وتواصلهم مع الأمم الأخرى إلا أن الحقائق العلمية ذاتها التي تم التوصل لها في تلك العصور تم دحضها من أساسها في العصور اللاحقة.
معجزة القرآن العظيم الرئيسية هي إعجازه اللغوي الذي يسمح للكلمة الواحدة بالعديد من التأويلات ليصبح كتاباً سماوياً صالحاً في كل زمان ومكان لا يخص أمة بعينها ولا زمن بعينه، وجمود تفسير القرآن العظيم عند مرحلة زمنية معينة يجعله يصطدم بحقائق المراحل الزمنية التالية ويظن المتلقي أن القرآن العظيم والدين الإسلامي يخالف العلم والمنطق ليلقي عليه بالقصور لا في القائمين على علوم الفقه وتفسير القرآن العظيم، فللأسف منذ زمن طويل لم تخرج علينا أي جهة علمية مجددة تحاول تفسير القرآن العظيم من منطلق التغيرات المحيطة بظروف العصر.
للأسف كل الجهود الحديثة في تفسير القرآن العظيم هي جهود فردية لا تعدو كونها محاولات شرح وتبسيط التفسيرات القديمة ليستطيع القارئ المعاصر فهمها وذلك لصعوبة اللغة العربية الفصحى القديمة المستخدمة في التفسيرات القديمة على القارئ المعاصر غير المتخصص في اللغة العربية كتفسير القرآن العظيم لابن كثير، أي أن تفسير القرآن العظيم يدور فقط في المجال اللغوي ولا يعدو كونه تفسير للتفسير لا محاولة جديدة لتفسير القرآن العظيم، وهذا الأمر يجعل تفسير القرآن العظيم مرتبطاً بالعديد من الخرافات العلمية والأساطير التاريخية التي تم دحضها علمياً ولا يحوي القرآن العظيم تأكيداً عليها وإنما تم تفسير آياته وتأويلها على هذا النحو لأن تلك كانت هي معارفهم وعلومهم التي يؤمنون بها في ذلك الوقت.
هذا الربط يفتح الباب للملحدين والمشككين في القرآن العظيم على إثارة الشبهات حول الدين الإسلامي وربطه بالخرافات والجهل والدعوة إلى الرجعية وهو منها براء، وبجهد بسيط من جهة علمية متكاملة يمكننا الدفاع عن ديننا الإسلامي خير دفاع بل وتوصيل رسالته السماوية المعجزة إلى كل بقاع الأرض، لن أذكر نقاطاً وإشكاليات بعينها تم تفسيرها في تفسير القرآن العظيم لابن كثير بما يتناسب مع عصره وقتها ولكنها لم تعد قابلة لهذا التفسير في إطار ما توصلنا إليه من علوم ومعرفة وهي أيضاً قابلة للتفسير بما يتوافق مع الحقائق العلمية.
أقول لن أذكر تلك النقاط لا لشيء إلا لأنني لا أريد الخوض في جدالات فرعية حول إثبات صحة تفسير القرآن العظيم لابن كثير وضرورة التسليم بما جاء فيه دون مناقشة وأن لا بد أن تلك هي الحقائق العلمية والتاريخية الصحيحة بينما كل ما توصل إليه العلماء من حقائق علمية على مر العصور هو مجرد مؤامرة كونية للتشكيك في صحة ومعجزة القرآن العظيم، فهناك الكثيرين ممن يؤمنوا قولاً واحدة بنظرية المؤامرة ولا أريد بأي شكل من الأشكال الدخول في هذا الجدل السفسطائي، فجل ما اقترحه هو القيام على تفسير القرآن العظيم مرة أخرى في عصرنا الحالي.
تعليقات
https://tanweer22.com/archives/5632#.Xftw-9VvbIU
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفمن فى عصرنا الحالى فى قوه بن كثير فى طلب العلم حتى لو توفر له كل العلم الحديث الذي بين ايدينا الان
من الممكن ان تكون الخلاف بيننا على بعض النقاط فى تفسير ابن كثير نقاط قليله وهذا طبيعى بسبب الزمن والعلم التجريبى الحال انا مع النظر فى هذه النقاط المختلف فيها ولكن ليس بغرض تغير كل تفسير بن كثير
وانا اعتقد ان الله يرسل لنا اشخاص كل فتره تصحح لنا بعد التفاسير التى نختلف عليها بدون البحث عن شخص نجبره على النظر والتصحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفهو الذي أنـزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله