قراءة في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي

قراءة في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي
قراءة في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي


  لست خبيرة في تقنيات كتابة الشعر العربي بما يخول لي نقده على أسس علمية ولكنني كأي قارئ أتذوق الشعر العربي وأستسيغه حسب ذائقتي، وبناء على هذا سأعرض رأيي في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي، والذي بدأت معرفتي به في حصص نصوص الشعر العربي في مادة اللغة العربية في المدرسة، وما علق في ذهني للآن قصة تركه لبيت عمه بعد وفاة والديه لشعوره بأنه عبء عليه، وقد ترك له رسالة قبل الرحيل تتضمن أبياتاً شعرية من تأليفه تصف شعوره وسبب تركه للمنزل لا أذكرها كاملة ولكن أذكر المقطع الأخير الذي كان عبارة "إني ذاهب في داهية".
   عندما كبرت قليلاً عرفت الشاعر إبراهيم ناجي كغيري من أفراد الشعب المصري بل والعربي أجمع من خلال قصيدة الأطلال التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم بعد وفاته بثلاثة عشر عاماً والمكونة من أبيات مختارة من قصيدتين للشاعر إبراهيم ناجي إحداهما القصيدة الأصلية التي تحمل عنوان الأغنية "الأطلال" وهي من قصائد ديوان ليالي القاهرة والقصيدة الثانية بعنوان العودة وهي من أول ديوان شعري له والذي انتقده وقتها الأديبان الكبيران عباس العقاد وطه حسين عميد الأدب العربي.
   ولكنني طوال عمري الفائت لم أقرأ للشاعر إبراهيم ناجي أعمالاً خاصة به بعيداً عن مقررات الدراسة وأغاني الإذاعة؛ فكان ديوان ليالي القاهرة هو أول أعمال الشاعر إبراهيم ناجي التي أتعرض لها بالقراءة، كنت أتوقع إمتاعاً شعرياً لا حدود له، ولكن للأسف خاب أملي، فباستثناء بعض القصائد التي استمتعت بها بالفعل وعلى رأسها قصيدة الأطلال بالطبع ، إلا إن ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي تضمن العديد من القصائد الشعرية التي افتقرت لموسيقى الشعر العربي والقافية المنتظمة.
    وفي اعتقادي أن ما يميز الشعر العربي عن أي نوع من أنواع الأدب العربي وفنون الكتابة الأخرى هو الموسيقى الشعرية ووجود القافية المنتظمة بالإضافة إلى جودة المضمون ورقي الكلمة، وإن كانت قصائد ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي قد تميزت برقي الكلمة وانضباط اللغة وثراء المعاني اللغوية ، إلا إن مضامينها لم تكن على المستوى المأمول، فتقريباً أكثر من نصف ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي كان عبارة عن قصائد مدح مع قصيدة هجاء واحدة.
     وأنا هنا لا أعترض على المدح والهجاء في حد ذاته فقد كانا غرضين متلازمين للشعر العربي منذ ظهوره وقدما لنا العديد من القصائد الكلاسيكية الرائعة في الشعر الجاهلي، ولكن قصائد المدح هنا في ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي انحصرت في مدح الوزراء والوجهاء من أصحاب الحل والربط في المجتمع المصري وقتها مما بدا تملقاً وتزلفاً أكثر منه رقي شعري، وإن كان الشعراء في العصر الجاهلي والعصور الإسلامية المتقدمة استخدموا أيضاً قصائد المدح في التقرب من الحكام ونيل عطاياهم إلا أن هذا لا يبدو أمراً مقبولاً في العصر الحالي.
    وإن كان ولا بد من إلقاء قصائد المدح على مسامع الحكام والمسئولين لنيل رضاهم والتمتع بعطاياهم أو حتى مجاملة مجانية لهم؛ فلا أعتقد أن تلك القصائد مكانها في النهاية دواوين الشعر وإنما يكفي القائها على مسامعهم في الحفلات والتجمعات دون معاقبة قراء الشعر العربي بالإطلاع عليها ودفع ثمناً لهذا أيضاً!

تعليقات

  1. وإن كنت لم يحصل لي الشرف على الاطلاع على قصاىد الشاعر ابراهيم ناجي لأقف على مضامين أشعاره الا اني وانطلاقا مما خطته أناملك، أراك جريىة فعلا في إبداء رأيك وقول كلمة الحق

    ردحذف
    الردود
    1. أتمنى أن تطلع على قصائد ديوان ليالي القاهرة للشاعر إبراهيم ناجي وتشاركنا برأيك حوله، قد تختلف أو تتفق معي والنقاش لا بد يثرينا

      حذف
  2. دام توفيقك وتالقك
    انما هي وجه نظرة من زاوية يراها المتلقي والمتابع وليس بالضرورة ان يفرد شخص واحد
    لكن الاراء متعددة كما ارى

    ردحذف
    الردود
    1. بالتأكيد، هذا رأيي الشخصي والآراء ليست حكراً على أحد، ما لا يعجبني قد يعجب غيري

      حذف
  3. إبراهيم ناجى رحمه الله،،طبيب،والحاسه الشعريه عنده ليست متألقه وهذا واضح فى قصيدة الأطلال.ولكنه معبر رائع جدا وتشبيهاته معتبره جدا فى مجال التصوير الفنى واختيار ألفاظه ومحاولاته ذات قيمه.وشكرا جزيلا لك..

    ردحذف
  4. مقالك جميل جداً

    ردحذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟