قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

دور وسائل الإعلام في تدعيم الإتجاهات الإيجابية

 

دور وسائل الإعلام في تدعيم الإتجاهات الإيجابية
دور وسائل الإعلام في تدعيم الإتجاهات الإيجابية


 

   الأشخاص يعرضون أنفسهم عادة لوسائل الإعلام التي تقول ما يتفق مع اتجاهاتهم واهتماماتهم، ويتجنبون عن قصد أو بدون قصد المعلومات التي لا تتفق مع آرائهم أو قد ينسونها تماماً ولا يتذكرونها كما يتذكرون ما يتفق مع آرائهم. ويقول رايت أن الجمهور عادة لا يتطلع إلى تجارب جديدة في وسائل الإعلام، وإنما يتطلع إلى مضاعفة تجاربه القديمة والتوسع فيها حتى يسهل عليه التكيف معها. كما قد يتعمد الجمهور أيضاً تحريف الرسالة الإعلامية بما يجعلها تتفق مع آرائهم واتجاهاتهم.

   وسبب ذلك هو أن الرسائل التي لا تتفق مع اتجاهات المستقبل السابقة من المحتمل أن تتعرض لتعديلات وتحريفات حتى تتفق مع فهمه وتذكره وأيضاً احتياجاته الشخصية واهتماماته، وكلما ازداد الشخص تمسكاً بقيم الجماعة التي ينتمي إليها ومعاييرها، قل تقبله لما قد يتعارض معها في وسائل الإعلام المختلفة، فالجماعات تقوم بدور الوسيط الذي يحمي الجمهور من الرسائل الإعلامية المعارضة وتساعد على تدعيم الاتجاهات الإيجابية، ولا تستطيع وسائل الإعلام غالباً أن تعرض رأي لا يرضى عنه الرأي العام أو قطاع منه، وذلك حرصاً منها على كسب رضاء الجميع المتمثل في الإقبال على الإعلان من خلالها.

   ولهذا تحرص وسائل الإعلام عادة على الحفاظ على الوضع القائم عن طريق قيامها بدور التعزيز الاجتماعي، فتتجنب عرض أي رأي لا ترضى عنه أية أقلية في المجتمع، وتستمر في تقديس ما تراضى الجمهور على قبوله والرضاء عنه.

دراسات أكاديمية توضح دور وسائل الإعلام في تدعيم الاتجاهات الإيجابية:

-         دراسة محمد حسني حسين وعلي حمودة جمعة 2015:

   تبحث هذه الدراسة في الدور الاتصالي للمؤسسات الدينية الرسمية في نشر قيم التسامح الديني سواء عن طريق دعم وترسيخ هذه القيم أو نشرها بين الجماهير، وترجع أهمية الدراسة إلى الحاجة إلى نشر قيم التسامح لأهميتها في قبول الآخر سواء المسلم أو غير المسلم، وكذلك استجابة للنقص الواضح في المجال الأكاديمي العربي للدراسات التي تتناول اهتمام المؤسسات الدينية الرسمية بقضية التسامح الديني، ويتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على دور المؤسسات الدينية الرسمية: وزارة الأوقاف والأزهر جامع وجامعة ودار الإفتاء ومؤسسات الكنيسة المصرية، في نشر ثقافة التسامح في ظل ما تعيشه مصر والعالم العربي والإسلامي من أحداث واضطرابات وأفكار متطرفة.

   وقد تساءلت الدراسة عن مفهوم التسامح الديني من وجهة نظر الجمهور، والأهداف التي تنوي المؤسسات الدينية الرسمية تحقيقها لنشر قيم التسامح الديني، والأساليب التي تعتمدها في سبيل ذلك، وكذلك أهم العقبات التي تواجهها في نشر قيم التسامح الديني، وافترضت الدراسة وجود علاقة بين دور المؤسسات الدينية في نشر قيم التسامح الديني ودحض الإرهاب والتطرف، وكذلك وجود علاقة بين المؤسسات الدينية الأكثر نشاطاً في نشر قيم التسامح الديني والتردد عليها، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تعتمد على منهج المسح الإعلامي.

   وقد اعتمدت الدراسة على استمارة الاستبيان كأداة لجمع المعلومات من عينة الدراسة التي كانت عينة عشوائية قوامها 400 مفردة من مجتمع الدراسة المتمثل في المجتمع المصري، وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها: أن أهم دوافع المؤسسات الدينية الرسمية لنشر قيم التسامح الديني هي بناء مجتمع حاضن للجميع دون تمييز مهما اختلفت الانتماءات، وكانت أهم المؤسسات التي تعمل على نشر قيم التسامح الديني بين الجمهور هي دار الإفتاء ثم جامعة الأزهر ثم الجمعية الشرعية، واحتل رجال وعلماء الدين المرتبة الأولى كمصدر التوعية الأساسي بقضايا التسامح الديني تلاهم في الترتيب وسائل الإعلام.

-         دراسة مسفر بن عبد الله البشير 2016:

   تبحث هذه الدراسة في تأثير الإعلام الجديد في الحملات الانتخابية من خلال دراسة تطبيقية على حملة ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016م، وتنطلق مشكلة الدراسة من استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي التقنية التی تفوقت بشكل کبیر على الصحافة الورقیة والراديو والتلیفزیون وأصبحت مصدر تهديد لهم، وأکبر مثال على ذلك حملة الرئاسة الأمریكیة التی اعتمد فیها المرشح ترامب على الإعلام الجديد وفاز بمنصب رئیس الولایات المتحدة الأمریكیة، وأصبح التساؤل الجوهری هنا هل ستلغی هذه الوسائل الإعلامیة الجدیدة الوسائل التقلیدیة فی الإعلام على اختلاف مستویاتها؟

   وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفیة وتعتمد بشکل أساسی على نظریة التسویق الاجتماعی والسیاسي، وأهم النتائج التي توصلت إلیها الدراسة هي: من أسباب خسارة هیلاری كلينتون رغم تأکید المؤشرات بفوزها إعلان مدیر مكتب التحقیقات الفیدرالیة قبل 11 ساعة من بدء التصویت فتح التحقیق مجدداً فی استخدامها لبریدها الإلكترونی خلال عملها وزیرة للخارجیة، الأمر الذى أثر سلباً على التصویت لها، وكذلك التسریبات التی قام بها قراصنة نشروا هذه المعلومات کما سربوها إلى ویكیلیكس. بينما نجاح ترامب اعتمد على أنه سُيحدث تغییراً فی أمریكا ومخاطبته جمهوره عبر الإعلام البدیل (شبكات التواصل الاجتماعي) بشكل یكاد یکون شخصی فی حین اعتمدت هیلاري على الاتصال الجماهیري فكان سقوطها المدوى.

   أیضاً من أسباب فشل هيلاري كلينتون التي توصلت إليها نتائج الدراسة كان ثقتها الزائدة التی دفعتها أن تعلن قبل ثلاثة أسابیع من الإنتخابات أن حملة ترامب فوضویة وغامضة، کما صدر بیان نشره المكتب الصحفی لحملتها الإنتخابیة أن خطاب ترامب مقلق فی حال انتخابه رئیساً للولایات المتحدة.

-         دراسة روي جورج وآخرون 2015:

  تتمثل مشكلة الدراسة في كون وسائل الإعلام لعبت دوراً رئيسياً في تقديم رؤية المرشحين حول عدة مواضيع خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومع ذلك تنوعت الآراء والتيارات السياسية لدرجة يمكن الفصل بينها لشدة اختلافها على وسائل التواصل الإجتماعي، لذا انطلقت هذه الدراسة إلى تحليل الآراء المنشورة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر والفصل بينها بهدف دراسة تأثير وسائل الإعلام على فصل الآراء من خلال تكوين إطار خاص للرأي القائم، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية حيث اعتمدت على تحليل المحتوى من خلال تحليل التغريدات التي نشرت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر فيما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

   وخلصت الدراسة إلى ارتباط التغريدات السياسية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بمشاعر مغرديها الخاصة وتأثرهم بما يُنشر ويذاع في وسائل الإعلام التقليدية وتكوين آرائهم على أساسها.

المراجع:

1-     عاطف عدلي العبد، الإعلام والمجتمع الأسس النظرية والنماذج التطبيقية، ط1 (القاهرة: دار الفكر العربي، 2006).

2-     محمد حسني حسين- علي حمودة جمعة، الدور الإتصالي للمؤسسات الدينية الرسمية في نشر قيم التسامح الديني- دراسة ميدانية، مجلة البحوث الإعلامية، مجلد 44، عدد 44 (القاهرة: جامعة الأزهر، خريف 2015) ص ص 221: 296.

3-     مسفر بن عبد الله البشير، تأثير الإعلام الجديد في الحملات الانتخابية (دراسة تطبيقية على حملة ترامب لإنتخابات الرئاسة الأمريكية 2016م)، مجلة البحوث الإعلامية، مجلد 45، عدد 45 (القاهرة: جامعة الأزهر، شتاء 2016) ص ص 345: 359.

4-      Omar ElTayebya- Peter Molnarb- Roy Georgeb, Measuring the Influence of Mass Media on Opinion Segregation through Twitter, Procedia Computer Science, Available online at www.sciencedirect.com

تعليقات