قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

أثقل من رضوى سيرة الكاتبة رضوى عاشور الذاتية

 

غلاف كتاب أثقل من رضوى
غلاف كتاب أثقل من رضوى

 

   أثقل من رضوى، لا أظن أن في إمكان أحد أن يكتب السيرة الذاتية لكاتب أفضل مما يمكنه هو الكتابة عن نفسه، خاصة عندما يكون بحجم الكاتبة رضوى عاشور (عليها رحمة الله)، لم يكن قلمها عادياً يسطر بعض الكلمات بشكل منمق في رحلة البحث عن جماليات اللغة وتزجية وقت القراء بالأدب والحكايات، كانت تحمل قضية أمة، تترسم في كتاباتها خطى حضارة خلفناها ورائنا وجهلناها، تحرص على بعثها من ماضيها السحيق؛ لنعي جيداً ماضينا ونرسم به مستقبلنا، ربما ساعدها في هذا دراستها الأكاديمية، واطلاعها الممتد على الأدب العالمي بشتى مجالاته، وهذا يتضح جلياً في كتابها أثقل من رضوى.

على هامش كتاب أثقل من رضوى:

    بالإضافة إلى ذلك، فإنني في كل رواية من روايات الكاتبة رضوى عاشور، كنت أراها في بطلة الرواية، أشعر شيئاً من ملامحها قد تسرب من قلمها إلى بطلتها، هذا بخلاف الروايات التي اقتبستها الكاتبة رضوى عاشور في الأصل من حياتها الشخصية، مثل روايتي أطياف والرحلة، وكتاب سيرتها الذاتية أثقل من رضوى، والذي دارت صفحاته حول أعوامها الأخيرة القليلة التي كافحت فيها المرض وشاركت أيضاً في أحداث الربيع العربي التي تزامنت مع مرضها، فمن قرأ كتاب أثقل من رضوى يعي تماماً أنه كان أثقل من رضوى فعلاً!

    وفيما يتضح لم تختار الكاتبة رضوى عاشور هذا الاسم عبثاً، فقد أرادت لكتابها أثقل من رضوى أن لا يكون مجرد كتاب سيرة ذاتية شخصية لها، بقدر ما يكون كتاباً تأريخياً لفترة زمنية من أهم الفترات في العصر الحديث، لم تكن تسجل أحداث حياتها الشخصية بقدر اهتمامها بتسجيل أحداث ثورة 25 يناير 2011، وما تلاها من فترة تولي المجلس العسكري لشئون البلاد المصرية، أمضت جل حياتها تحارب بسلاحها الوحيد ألا وهو قلمها، حاربت الظلم والاستبداد في عصر كانت مصر فيه يحوطها الظلام من كل اتجاه.

الكاتبة رضوى عاشور
الكاتبة رضوى عاشور
 

  بعد ذلك دفعت الكاتبة رضوى عاشور ثمن الحروب التي خاضتها بقلمها غالياً، دفعته من استقرارها الأسري وأمانها الشخصي؛ فقد تم نفي زوجها مريد البرغوثي من مصر لأنه فلسطيني الجنسية ووجوده في البلاد خطر على أمنها القومي! وقد أدى ذلك لتشتت أسرتها الصغيرة، وعلى الرغم من ذلك لم تكل أو تمل من الوقوف في وجه الطغيان حتى أنفاسها الأخيرة في الحياة، فعلى الرغم من مرضها شاركت في أحداث ثورة 25 يناير 2011 بعد أن منعها علاجها في الخارج في بداية الثورة عن المشاركة.

نهاية حياة الكاتبة رضوى عاشور:

   وفي النهاية عندما عادت الكاتبة رضوى عاشور إلى مصر لم تسمح لآثار المرض والجراحات المتعاقبة التي خضعت لها في الخارج أن تعيقها عن المشاركة في كل الأحداث اللاحقة للثورة، سواء كان ذلك في ميدان التحرير أو ميدان محمد محمود أو مظاهرات جامعة عين شمس التي كانت قادت طلابها فيها، تعلمهم معنى الحرية والكرامة وأخلاقيات الثورة، وقفت في صفهم تدافع عن ثورتهم، وتطالب معهم بحقوقهم، وتتصدى إلى جوارهم للطلبة البلطجية الذين ظهروا بوضوح في تلك الفترة بهدف قمع الطلاب والتصدي للثورة.

   ظلت الكاتبة رضوى عاشور على كفاحها وحريتها، حتى توفاها الله مساء الأحد آخر أيام شهر نوفمبر لعام 2014، وهي في الثامنة والستين من عمرها، بعد أن سجلت شهادتها على تلك الفترة العصيبة التي عاشتها مصر في كتابها أثقل من رضوى؛ لتظل أيقونة وقدوة لطلابها وقرائها، سواء من التقوا بها وعرفوها شخصياً، أو من التقوا بها وعرفوها على صفحات سجلتها بقلمها لتخلدها في التاريخ وذاكرة قرائها.

 

الكاتبة رضوى عاشور مع أسرتها
الكاتبة رضوى عاشور مع أسرتها

    والآن عزيزي القارئ هل قرأت كتاب الكاتبة رضوى عاشور أثقل من رضوى من قبل؟ وما رأيك فيه ومقارنتك له مع كتب السيرة الذاتية الأخرى التي تناولت حياة الأدباء؟ شاركوني بآرائكم في التعليقات لنثري الحوار وتعم الفائدة.

تعليقات