حربي حسان.... فنان بالفطرة

معرض الزقاق للفنان حربي حسان

   نظم معرض الباب في دار الأوبرا المصرية معرضاً فنياً لمنحوتات الفنان حربي عبد الحميد حسان في مطلع الشهر الجاري يحمل عنوان الزقاق، وعندما تطالعك منحوتات الفنان حربي حسان لا ينتابك شك في أن مبدعها هو أحد أساطين فن النحت الحديث الذي لا بد وأنه قد تمرس في أكبر المعاهد والكليات الفنية على يد أهم أساتذة الفن الحديث، ولكن عندما تطالع سيرته الذاتية تصدمك حقيقة أنه لم يحز شهادته الإبتدائية حتى أنه لا يجيد القراءة والكتابة!

    الفنان حربي عبد الحميد حسان ولد عام 1957 م في محافظة الفيوم في أسرة مصرية بسيطة ولم يستطع أن يكمل تعليمه لأسباب اجتماعية واقتصادية، وظلت حروف الأبجدية عائقاً أمامه تجعله لا يتمكن من التعبير عن ذاته ودواخله بالورقة والقلم، ولكنه وجد ضالته بداية في الرسم؛ فانطلق يرسم لوحاته لتعبر عن كل ما يجول بخاطره ليشارك بها في عدة معارض جماعية وفردية، ولكنه لم يكتف بالرسم فاتجه أيضاً إلى النحت ساعده في ذلك كون المهن التي احترفها طوال حياته كانت دائماً تتعلق بالعمل مع الحجارة والتشييد كأعمال البناء والنجارة والحدادة.

   تفوق الفنان حربي حسان على نفسه وعلى الجميع وأثبت جدارته الفنية حيث نال جائزة النحت الأولى من صالون الفيوم الأول لعام 2017 م، وأصبح عضواً في نقابة الفنانين التشكيليين رغم عدم حصوله على شهادة جامعية، وحصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية للأعوام 2017 م و 2018 م و 2019 م ليتفرغ لإنجاز مشروعه الفني مما كان ثمرته أن أقام معرض خاص لمنحوتاته بمتحف محمود مختار والمعرض القومي العام، وأخيراً معرض الزقاق في معرض الباب في دار الأوبرا المصرية.

   وفي معرضه الأخير يقدم الفنان النحات حربي حسان من خلاله تجربته الفريدة التي يتغلب فيها على أميته ليستحق عن جدارة أن يكون فناناً بالفطرة، مما يدفع الأستاذ الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن يقول عنه في صدد تقديمه أعماله أن منحوتات الفنان حربي حسان تعكس لغة بصرية سلسة ورصينة تُظهر قدرات موهبته الفطرية، كما يتميز إنتاجه بتنوع الخامات كالحجر والخشب والبرونز مما يُكسب أعماله ثراءاً خاصاً حيث لكل خامة منها رونقها وانعكاسها الوجداني الخاص وهي تحمل تعبيراً صادقاً عن موضوعات بسيطة شديدة الصلة بالمجتمع والثقافة الشعبية.

نماذج من أعمال الفنان حربي حسان في معرضه الزقاق بدار الأوبرا المصرية: