قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

مناهج كتابة بحوث الإعلام وتطبيقاتها

غلاف كتاب مناهج البحث وتطبيقاتها في حقول الإعلام للدكتور صابر حارص
غلاف كتاب مناهج البحث وتطبيقاتها في حقول الإعلام للدكتور صابر حارص




     يواجه الكثير من طلبة الإعلام سواء في مراحل الدراسة الأساسية أو في الدراسات العليا صعوبات كتابة بحوث الإعلام وتنفيذ الجانب التطبيقي منها والذي عادة ما يكون مطلوباً منهم لنيل درجات الجزء العملي في المواد البحثية، لذا قررت كتابة هذا المقال اعتماداً على كتاب "مناهج البحث وتطبيقاتها في حقول الإعلام" للدكتور صابر حارص أستاذ الصحافة بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة سوهاج، والكتاب يذخر بالعديد من الأمثلة من دراسات علمية سابقة في بحوث الإعلام ولكن لكثرتها ربما يتوه القارئ عن مقاصد الكتاب.
    لذا في هذا المقال سأحاول توضيح النقاط الأساسية في كتابة بحوث الإعلام وتطبيقاتها وإيجازها في خطوات محددة واضحة قد تعد الطريق الاسترشادي الأساسي لمن يخوض مجال كتابة بحوث الإعلام للمرة الأولى.

المقدمة في كتابة بحوث الإعلام:

    المقدمة هي بداية للموضوع وتعريف بكل جوانبه دون تفصيل، عباراتها وفقراتها مكثفة، تشير كل عبارة أوفقرة منها إلى بعد من أبعاد الموضوع البحثي ويمكن تفصيلها فيما بعد إلى صفحات أو فصل من فصول البحث، وتكتب المقدمة قبل بداية الشروع في البحث ولكن يجب إعادة النظر فيها بعد الإنتهاء منه حيث أن إلمام الباحث بالموضوع البحثي يزداد ويتعمق بما ينعكس على المقدمة عمقاً ورصانة وصلة مباشرة بالموضوع، وبالتالي يحذر أن ينسى الباحث أو يترك المقدمة التي سجل بها موضوعه كما هي لحين المناقشة.
   وقد تكتب المقدمة اعتماداً على مراجع علمية أو بدون مراجع بناءً على توجيهات الأساتذة المشرفين على كتابة بحوث الإعلام إذ يرى بعضهم ضرورة أن تكون المقدمة كلها من ذهن الباحث باعتباره أنجز موضوعاً بحثياً وأصبح خبيراً فيه والأكثر إلماماً به مما يؤهله أن يكتب مقدمة عميقة في صميم الموضوع، بينما يرى آخرون أن هذا النوع من المقدمات لا يصلح مع كتابة بحوث الإعلام العلمية التي يجب أن يعود فيها الباحث إلى مراجع ونتائج دراسات علمية وليس مجرد هضما وإفرازاً لما استوعبه.
   ويراعى في كتابة بحوث الإعلام أن تتكون المقدمة من فقرات موجزة بما لا تتجاوز الثلاث صفحات تعكس محتوى البحث يقوم فيها الباحث بتأصيل فكرته معرفياً وبحثياً وليس سرداً مطولاً لأن السرد إنما يكون في الإطار المعرفي لبحوث الإعلام، بينما تكون المقدمة ترجمة أو تفكيك للعنوان والمتغيرات التي صاغته، ولا يتأتى هذا إلا بمراجعة الدراسات السابقة في الحقل البحثي الذي اختاره الباحث وخرج منه بفكرته البحثية.

الدراسات السابقة في كتابة بحوث الإعلام:

     تعتبر خطوة مراجعة التراث العلمي من أهم المهارات البحثية التي يجب أن يكتسبها الباحث حيث يمكن للدراسات السابقة أن تجيب على أسئلته واستفساراته ويتبين له من خلالها أخطاء الممارسة العلمية والمنهجية، ويتمكن أيضاً من معرفة أنواع الدراسات السابقة ما إذا كانت كمية أم كيفية أو استطلاعية أم وصفية أو سببية أم ارتباطية أو تأصيلية وما إذا كانت دراسة تاريخية أم آنية أم مستقبلية، وكذلك التعرف على المناهج المستخدمة في هذه الدراسات والأساليب والأدوات العلمية في جمع المعلومات وتحليلها.
    فإذا كانت الدراسات السابقة مثلاً جاءت كلها أو معظمها دراسات كمية فيمكن أن يقوم الباحث باختيار أسلوب دراسة الحالة أو تحليل الخطاب أو نوعية الدراسات التأصيلية وهكذا، ثم ينتقل الباحث إلى معرفة مجتمع الدراسة ونوع وحجم العينة المستخدمة في الدراسات السابقة فيقف على إجراء غاية في الأهمية يرتبط مباشرة بدقة وصحة النتائج العلمية التي تم الوصول إليها ومعرفة العينات المناسبة لبحثه، ثم ينتقل الباحث إلى قراءة نتائج الدراسات السابقة ويحدد أهم النتائج التي تتعلق بدراسته ويتوقع أنها من أهم النتائج التي يجب مقارنتها بنتائج دراسته.
   بعدها يقوم الباحث بعرض هذه الدراسات في شكل ملخصات يشير الباحث إليها باختصار بحيث يستوعب عرض الدراسة: هدفها ونوعها ومنهجها وأدواتها العلمية وعيناتها وأطرها النظرية وأهم النتائج التي أنتهت إليها، وبعد الإنتهاء من عرض الدراسات السابقة على الباحث أن يقوم بالتعقيب عليها تعقيباً مقارناً يظهر فيه مكانة دراسته وقيمتها والتميز الذي تتسم به بين الدراسات السابقة، وتشمل المقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة التي يقوم بها الباحث العناصر التالية:
1- الموضوعات البحثية التي تطرقت إليها وتصنيفها وعلاقتها بموضوع الباحث.
2- النظريات البحثية التي تم الإعتماد عليها وتقديمها من حيث مناسبتها للموضوعات البحثية ومدى حداثتها وعلاقتها بالأطر النظرية لموضوع الباحث.
3- التصميمات المنهجية والإجرائية المتبعة في الدراسات السابقة وعلاقتها بالتصميم المنهجي لدراسة الباحث.
4- المؤشرات المشتركة في نتائج الدراسات السابقة بحيث يظهر المتفق والمختلف عليه فيها ومحاولة تفسيرها لتكون جاهزة للمقارنة مع نتائج دراسة الباحث.

الدراسة الإستطلاعية في كتابة بحوث الإعلام:

    تعتبر الدراسة الإستطلاعية الرافد الثاني لبلورة المشكلة البحثية بعد متابعة وملاحظة ما يحدث في الواقع ومحاولة اسقاطه وربطه ببحوث الإعلام، والدراسة الإستطلاعية تتم على مجتمع الدراسة سواء كان محتوى أو وسيلة أو قائم بالإتصال أو جمهور أو نخبة وغيرها، ويمكن أن تتم الدراسة الإستطلاعية على أكثر من مجتمع حال كون البحث يجمع بين أكثر من متغير، والباحث يفترض أن يخرج من دراسته الإستطلاعية بمؤشرات كمية ورؤى وتوجهات المضمون أو القائم بالإتصال أو الجمهور أو النخب ويقوم بتوظيفها في تحديد وبلورة مشكلته البحثية جنباً إلى جنب مع ما خرج به من تعقيبات الدراسات السابقة.

المشكلة البحثية في كتابة بحوث الإعلام:

    تأتي المشكلة البحثية من ثلاث روافد: ثقافة الباحث ومعايشته للواقع وقراءاته المتعددة للصحف ووسائل الإعلام، والإطلاع على الدراسات السابقة، وإجراء دراسات استطلاعية على مجتمعات الدراسة، وهناك أربعة أساليب لكتابة المشكلة البحثية في البحوث الإعلامية هي:
1- تقرير يغطي أبعاد المشكلة البحثية من حيث الموضوع ومجتمع الدراسة والسياق الزمني، وهو اتجاه نادر في كتابة بحوث الإعلام.
2- تقرير معلوماتي عن موضوع الدراسة دون أن يظهر فيه أبعاد المشكلة البحثية وهو أمر موجود بكثرة في كتابة بحوث الإعلام.
3- اتجاه يعرض التقرير المعلوماتي ويعقبه بطرح تساؤل رئيسي لبلورة المشكلة باختصار.
4- أسلوب غير لائق في كتابة بحوث الإعلام حيث يقدم المشكلة البحثية في عدة تساؤلات وكأنه يكرر تساؤلات الدراسة.
   ويفترض أن يقوم الباحث في صياغة المشكلة البحثية بالإشارة إلى العلاقة بين واقع الظاهرة البحثية في المجتمع أو وسائل الإعلام وعلاقتهما ببعضهما البعض بحيث يظهر أن ثمة مشكلة في الواقع الإعلامي تحتاج إلى دراسة من الأكادميين، ثم يدلل الباحث على أبعاد المشكلة من مؤشرات الدراسة الإستطلاعية، ويختتم بالبعد الأكاديمي الذي يكشف عن حجم اهتمام الدراسات السابقة بهذه الظاهرة وما تم تغطيته من دراسة لأبعادها المختلفة وبيان الجديد في إطار الموضوع والسياق الزمني والظرف المجتمعي، وله أن يعيد صياغة هذا التقرير في إستفهام رئيسي.

المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في كتابة بحوث الإعلام:

    ليس كل ما يرد في عنوان الدراسة يحتاج إلى تعريف أو مفهوم بينما يصبح الأمر ضروريا لأي مصطلح غير متداول في بحوث الإعلام أو متداول حديثاً بشكل غير كاف، حيث يجب تعريفها من جانب الباحث على مستويين: التعريفات اللغوية والإصطلاحية، والمفاهيم الإجرائية المستخدمة في الأطر التطبيقية للدراسة.

أهمية الدراسة في كتابة بحوث الإعلام:
    من الطبيعي أن يأتي ذكر أهمية الدراسة بعد الإلمام بالمشكلة البحثية وأبعادها في إطار الدراسات السابقة والدراسة الإستطلاعية حتى يمكن كتابة الأهمية البحثية في ضوء أبعاد الدراسة الأكاديمية والمجتمعية والإعلامية، وأهمية البحث أو الدراسة لا تخرج عن الإجابة على ثلاث أسئلة، هي:
1- ماذا يقدم البحث للمكتبة الأكاديمية أو ما الذي يضيفه للبحث العلمي في حقل الإعلام أو ما جدواه من الناحية العلمية؟
2- ماذا يقدم البحث لوسائل الإعلام والإعلاميين؟
3- ما جدوى البحث للمجتمع أو ماذا يقدم للمجتمع؟

أهداف الدراسة في كتابة بحوث الإعلام:

   تصاغ أهداف الدراسة بأسلوب تقريري وليس استفهامي لتعبر عن الغايات البعيدة التي يريد أن يتوصل إليها البحث بعد اختبار فروضه أو الإجابة على تساؤلاته، وثمة أفعال أو مصادر تستخدم في صياغة الأهداف، مثل: معرفة ــــــــ، تحديد ــــــــــــ، التعرف على ــــــــ، مناقشة ــــــــ، رصد ـــــــ، مقارنة ـــــــــــ، تفسير ـــــــــ، التمييز بين ـــــــ وـــــــ، فهم العلاقة بين ــــــــ وــــــــ، وضع تصور عن ـــــــ، استشراف ـــــــ ... الخ، وعلى الباحث أن يراعي استخدام الأفعال التي تناسب نوع الدراسة التي يجريها، فمن غير الملائم عند القيام بدراسة وصفية الاعتماد على كلمة "التعرف على" في كل أهداف الدراسة وإلا تحولت إلى دراسة استكشافية أو استطلاعية.
   ويوصي بإعادة النظر في أهداف الدراسة عند كتابة بحوث الإعلام وإعادة صياغتها مرة أخرى بعد الإنتهاء من تطبيق الدراسة في ظل ما توصل إليه الباحث من نتائج لتوضيح العلاقة بين أهداف الدراسة وتحققها في النتائج.

فروض الدراسة في كتابة بحوث الإعلام:

   تعني فروض الدراسة صياغة تقريرية للحصول على نوع العلاقة بين متغيرين في الظاهرة البحثية أو معرفة ما إذا كان هناك علاقة من الأساس أم لا، وتتم صياغة هذه الفروض حسب نوعية الدراسة كما يلي: توجد علاقة بين ـــــــــ وــــــــ، لا توجد علاقة بين ــــــــــ وــــــــــ، ثمة علاقة ارتباطية بين ـــــــــ وـــــــــ، لا توجد علاقة ارتباطية بين ــــــــ وــــــ، ثمة علاقة ارتباطية طردية بين ــــــــــ وــــــــــ، ثمة علاقة ارتباطية عكسية بين ــــــــ وـــــــــ، ثمة علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين ــــــــــ وـــــــــ، ثمة علاقة إرتباطية غير دالة إحصائياً بين ـــــــــ وــــــــــ، ثمة فروق ذات دلالة إحصائية بين ـــــــــ وــــــــ، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين ــــــ وــــــ.

تساؤلات الدراسة في كتابة بحوث الإعلام:

    غالباً ما تقتصر التساؤلات البحثية على دراسة متغير واحد بصيغة استفهامية، ويجب عدم استخدام صيغة واحدة تقوم على ماذا أو ما ومحاولة التأمل في الآفاق البحثية باستخدام صيغ أخرى مثل: كيف وإلى أي مدى ولماذا، وهكذا.

أنواع البحوث الإعلامية:

   هناك تصنيفات عديدة لأنواع البحوث الإعلامية وفقاً لمتغيرات مختلفة، وأهمها:

-        وفقاً لهدف الدراسة ومستواها البحثي:
1- البحوث الإعلامية الإستطلاعية التي تهدف إلى معرفة أبعاد الظاهرة البحثية.
2- بحوث إعلامية وصفية تقوم برصد المشكلة البحثية وتوصيفها وتفسيرها وتحليلها.
-        وفقاً للبعد الزمني:
1- بحوث إعلامية تاريخية (بالنسبة لمصر يمكن اعتبار دراسة أي ظاهرة فيما قبل ثورة يوليو 1952 بحوث تاريخية).
2-بحوث إعلامية آنية (بالنسبة لمصر تشمل الحقبة الزمنية منذ 1952 وحتى الآن.
3- بحوث إعلامية مستقبلية وتقسم إلى المستقبل القريب والمتوسط والبعيد.
-        وفقاً للمعالجة:
1- بحوث إعلامية كمية تعني بالأرقام والإحصاء حتى وإن جاء التحليل الكيفي بها ضئيلاً.
2- بحوث إعلامية نوعية أو كيفية تعني بالتصنيف والتحليل والتفسير والكشف عن الإتجاهات ودوافعها والمرجعيات وأطرها والخطابات وبراهينها ومراجعة التراث العلمي حتى وإن جاء بها بعض المؤشرات الكمية.
3- البحوث الإعلامية الكمية والكيفية وهي التي تجمع بين التحليل الكمي والكيفي معاً بتوازن.

المناهج البحثية في كتابة بحوث الإعلام:

   ثمة تداخل بين المناهج وأنواع البحوث في كتابة بحوث الإعلام، فلكل نوع من أنواع بحوث الإعلام مناهجه والتي أحياناً تسمى به أيضاً، فالمنهج التاريخي لكتابة بحوث الإعلام التاريخية، ومنهج الدراسات المستقبلية هو لكتابة بحوث الإعلام المستقبلية، ومنهج المسح لكتابة بحوث الإعلام المسحية.. وهكذا، ومن أهم وأبرز المناهج البحثية التي تستخدم في كتابة بحوث الإعلام ما يلي:
-        منهج المسح الإعلامي:
     يقصد به مسح المحتوى الإعلامي وجمهوره ووسائله والقائم بالإتصال والنخب الإعلامية وغيرها وكذلك مسح الممارسات الإعلامية ذاتها، وغالباً ما يستخدم هذا المنهج في الدراسات الوصفية التي تتجاوز معرفة أبعاد المشكلة البحثية إلى توصيفها في الواقع ومحاولة تفسيرها وتحليلها.
-        منهج دراسة الحالة:
    منهج دراسة الحالة لا يهتم بالبعد الكمي في مفردات مجتمع البحث أو العينة ولكن يركز على دراسة حالة بعينها من جميع زواياها وأبعادها واتجاهاتها ويستهدف الوصول إلى الشمول والعمق بوصفه منهجاً للبحوث الإعلامية الكيفية التي لا تستهدف معرفة الأرقام والنسب وإحصاء الظواهر الإعلامية ولكنه يسعى لفهم الظاهرة فهماً عميقاً وضرورياً كمدخل لدراستها بالمناهج الكمية.
-        المنهج التجريبي:
     يستخدم في دراسة البحوث الإعلامية السببية التي تسعى إلى معرفة ما إذا كان عامل ما هو السبب في نتائج الظاهرة أم لا، فمثلاً هل الإنحرافات الأخلاقية سببها المحتوى الدراسي أو الأفلام الإباحية وبأي نسبة؟، إذ أن الإجابة على هذا السؤال صعبة ويعتبرها البعض غير علمية لصعوبة فصل أو عزل المؤثرات الأخرى غير المؤثر الإعلامي كالتربية والنشأة والرفاق والميول والسمات النفسية والشخصية والأسرة والدين وغيرها حتى الروايات والصحافة والمجلات يمكن أن تتداخل، فالمنهج التجريبي تقوم فكرته على التعامل مع الإنسان كتجربة داخل معمل والتحكم في المتغيرات المتداخلة من أجل الوصول إلى قياس متغير واحد.
   وللمنهج التجريبي أكثر من تصميم منهجي منها القياس القبلي والبعدي والقياس لمجموعة واحدة أو لمجموعتين أحدهما تعرضت للمتغير الإعلامي والثانية لم تتعرض (ضابطة وتجريبية) وتصميم آخر لثلاث مجموعات ضابطة واثنتين تجريبيتين وهكذا.
-        المنهج الإحصائي:
    المنهج الإحصائي يعني بدراسة العلاقات الإرتباطية في ظاهرة ما، فتصميم المجلات ربما يأتي في ضوء متغير السن ومستوى اللغة للفئة العمرية، كما أن المحتوى الإعلامي عامة ربما يأتي في ضوء متغير مستوى الجمهور من صحيفة عامة لصحيفة متخصصة وهكذا، ويساهم المنهج الإحصائي في دراسة وبيان العلاقات الإرتباطية ونوعها لدراسة الظواهر في ضوء متغيراتها.
-        المنهج التاريخي:
     يقوم المنهج التاريخي على التعامل مع الوثائق والمصادر التاريخية، ويعتمد المنهج التاريخي على التحليل ثم التركيب، تحليل الوثيقة أو المصدر التاريخي ثم تركيب أجزاء وعناصر هذا التحليل للوصول إلى الحقيقة التاريخية.
-        منهج الدراسات المستقبلية:
يقوم منهج الدراسات المستقبلية على فكرة السينايوهات والبدائل، فكل سيناريو متوقع له بدائل معينة، ومع كل بديل حيثيات تاريخية وآنية معينة، وتتوزع الدراسات المستقبلية على ثلاث أنواع: المستقبل القريب 15 سنة، المتوسط 25 عاماً، البعيد 50 عاماً.
-        المنهج الإستنباطي والإستقرائي:
     يلائم المنهج الإستنباطي والإستقرائي الدراسات التأصيلية التي تقوم على التوثيق المعلوماتي من المراجع والبحوث والتقارير وغيرها للوصول إلى رؤية أو تفسير ومقارنة ومراجعة لظاهرة بحثية معينة خلال فترة زمنية معينة كما جاءت في البحوث المحلية والدولية كالدراسات المرجعية ومراجعة التراث العلمي.

أدوات جمع المعلومات في كتابة بحوث الإعلام:

-        الملاحظة بأنواعها المختلفة:
     الملاحظة هي الإنتباه إلى ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر للكشف عن صفاتها وخصائصها بهدف الوصول إلى معرفة جديدة عن تلك الظاهرة أو الظواهر، والملاحظة متعددة الأنواع منها المباشرة وغير المباشرة والملاحظة المنتظمة التي تتطلب من الباحث أن يضع خطة محددة قبل البدء فيها مع توافر شرط الضبط وتحديد ظروف الملاحظين من زمان ومكان، ويستخدم الباحث الملاحظة كأداة مكملة لجمع المعلومات مع الإستبيان والمقابلات لمراقبة وملاحظة أي سلوك أو ردود فعل.
-        المقابلة بأنواعها المختلفة.
-        إستمارة تحليل المحتوى:
    يعتبر تحليل المحتوى من أكثر الأدوات استخداماً في تحليل المواد الإعلامية للوصول إلى معرفة العقلية الكامنة وراء هذا الإنتاج الإعلامي والدعائي.
-        إستمارة الإستبيان:
    تعتمد إستمارة الإستبيان على مجموعة من الأسئلة التي توجه للأفراد في موضوع الدراسة بهدف الإستطلاع الموجه لمعرفة آراء الأفراد والإجابة عن الأسئلة التي يشتمل عليها من أجل الحصول على إجابات تتضمن المعلومات والبيانات المطلوبة لتوضيح الظاهرة المدروسة والتعريف بها من جوانبها المختلفة.
-        التحليل السيميولوجي:
     التحليل السيميولوجي هو ذلك الإجراء أو الإستراتيجية البحثية التي تستهدف استكشاف الوحدات البنائية للنسق الإتصالي، فإذا كان هذا النسق صورة أو رسماً فإن التحليل هنا هو تجزئة مكونات هذه البناءات لمعرفة مدى تماثلها أو تقابلها باعتبارها نظائر ومن ثم معرفة الصيغة الوظيفية التي تحكم هذا البناء والتفاعل الدلالي لهذا النسق، حيث يهتم تحليل المحتوى السيميولوجي باستخدام المعاني الضمنية والدلالية لمختلف الرسائل، وتعني المعاني الدلالية المعنى المحدد الغير متغير لأي علامة ما، وتمثل المعاني الضمنية المعنى المتغير لنفس العلامة.
   وتتيح المعاني الضمنية الكشف عن العلاقات الداخلية لعناصر الخطاب وإعادة تشكيل نظام الدلالة بأسلوب يمكن من فهم أفضل لوظيفة الرسالة الإعلامية داخل النسق الثقافي، فالغاية الأساسية للتحليل السيميولوجي هي النقد القائم على التوغل العميق في مضامين الرسالة أو الخطاب الإعلامي.
-        تحليل الإطار.
-        التحليل الدلالي.
-        تحليل الخطاب.
-        التوثيق المكتبي.

مجتمع الدراسة والعينات في كتابة بحوث الإعلام:

    يعتبر مجتمع الدراسة من الأمور المهمة في كتابة بحوث الإعلام بشكل عام كما أن دقة النتائج وضبطها تتوقف كثيراً على تحديد مجتمع الدراسة كما هو الحال في إختيار العينات أيضاً، وتنقسم أنواع العينات إلى: عينات إحتمالية تشمل: (عينات عشوائية- عينات عشوائية منتظمة- عينات طبقية عشوائية- عينة المراحل المتعددة) وعينات غير إحتمالية تشمل: (عينات عمدية- عينات متاحة- عينات كرة الثلج- عينات حصصية).

تصميم أداة جمع المعلومات في كتابة بحوث الإعلام:

   ليس مطلوباً من الباحث أن يكتب في بحثه مراحل تصميم أداة جمع المعلومات ولكنه مطالب بالإشارة إلى ما تضمنته من محاور ونتائج تحكيمها مع إرفاق نموذج منها في ملاحق الدراسة، بعد أن يقوم بتحكيمها من خبراء وأساتذة ذوي صلة بالموضوع البحثي وإجراء اختبارات الثبات والصدق عليها وتعديلها وفقاً لملاحظات المحكمين والعينات الإستطلاعية التي تم اختبار الأداة بها، ثم تطبيقها على العينات التي تم اختيارها من مجتمع الدراسة الأصلي.

الإطار المعرفي في كتابة بحوث الإعلام:

    ربما يتكون الإطار المعرفي للدراسة من فصل أو فصلين ولكن من المهم أن يكون مضمونه في صلب موضوع الدراسة ويعكس متغيراتها ولا يركز على متغير وينسى الآخر.

الإطار التطبيقي في كتابة بحوث الإعلام:

    يرتبط الإطار التطبيقي مباشرة بأدوات جمع المعلومات ويفضل أن يقدم الباحث خلفية معرفية عن المجتمعات التي يقوم بالتطبيق عليها سواء كانت وسائل أو محتوى إعلامي أو الجمهور أو العاملين بوسائل الإعلام والنخب المرتبطة بها، وكذلك المفاهيم الإجرائية اللازمة وسمات العينات المستخدمة، ويقوم الباحث بعرض الجداول الإحصائية والتعليق عليها أو يقوم بعرض نتائج المقارنات وتصنيفها أو دراسات الحالة وغيرها.

خاتمة الدراسة في كتابة بحوث الإعلام:

   تشمل خاتمة الدراسة خلاصة النتائج ومناقشتها والتوصيات والمقترحات في ظل ما تثيره الدراسة من أفكار بحثية مستقبلية، ويقع الباحثون عادة في خطأ إعادة رصد نتائج الدراسة بشكل مختصر بينما يفترض أن يكتشف الباحث زوايا جديدة لعرض نتائجه تقوم على المقارنة والمفارقة والمناقشة للنتائج الكلية وليست الفرعية، كما يجب أن تكون توصيات ومقترحات الباحث قابلة للتطبيق في الواقع مما يتطلب من الباحث التأمل والتدبر في قراءة نتائجه بعمق وربطها بمتغيرات الواقع المرتبطة بها.

    وبعد اتباع الخطوات السابقة بطريقة علمية ممنهجة يمكن للباحث تسليم بحثه للمناقشة سواء كان بحث تخرج أو دراسة لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، فهذه الخطوات تنطبق على أي بحث علمي في مجال كتابة بحوث الإعلام.

تعليقات