قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

نقد كتاب صعيدي في الجنة و3 في النار للكاتب أحمد عطا الله

غلاف كتاب صعيدي في الجنة و3 في النار للكاتب أحمد عطا الله
غلاف كتاب صعيدي في الجنة و3 في النار للكاتب أحمد عطا الله




    كان هذا الكتاب ضمن مجموعة الكتب التي استحوذت عليها من منزل جدتي رحمها الله بعد وفاتها، صدمت حينما علمت أن أحمد عطا الله كاتب هذا الكتاب "صعيدي في الجنة و3 في النار" هو صعيدي الأصل ومن المفترض أنه وضع هذا الكتاب في سبيل الدفاع عن الصعايدة وما يثار حولهم من شائعات واتهامات من خلال النكت والاستهزاء، ولكن حقيقة الأمر لا أعلم لو كان يريد أن يشارك في هذا المهرجان ويؤكده فماذا كان سيكتب أكثر مما كتب بالفعل؟!
   والمبرر العظيم للكاتب أحمد عطا الله فيما خطه في كتابه "صعيدي في الجنة و3 في النار" أن كون الصعايدة مادة للنكت والضحك هو أمر جيد لهم من منطلق أن اسعاد الناس أمر محبب في الإسلام وإدخال السرور على قلب مسلم هو مما حفزنا عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)! ولا أعلم إن كان الكاتب الجهبز أحمد عطا الله ينسى أو يتناسى وهو يبرر لنفسه ما يخطه في كتابه "صعيدي في الجنة و3 في النار" قول الله تعالى في كتابه الكريم: "لا يسخر قوم من قوم"، وأن إدخال السرور على مسلم لا يكون بأي حال من الأحوال بإهانة مسلم آخر والتقليل من شأنه.
   هذا بالإضافة إلى أن أغلب ما ذكره الكاتب أحمد عطا الله في كتابه "صعيدي في الجنة و3 في النار" لا أساس له من الصحة أصلاً، فأغلب المواقف التي ذكرها أحمد عطا الله في كتابه صعيدي في الجنة و3 في النار للدلالة على جهل وتخلف الصعايدة في أغلبها ليست مرتبطة بالصعايدة بقدر ارتباطها بسكان القرى بشكل عام الذين لم يتوافر لهم الإختلاط بتحضر المدن فيصدموا عندما يرون هذه المدنية لأول مرة سواء كانوا من قرى بحري أو قبلي فهم في ذلك سواء.
    وما يصدمني أكثر أن تاريخ صدور الكتاب هو عام 2006م ففي ذلك الوقت لم تكن هناك محافظة واحدة على مستوى الصعيد كله تقريباً لم يبلغ تمدنها ما وصلت إليه القاهرة وإن كان بشكل أضيق نظراً لاختلاف المساحة وتعداد السكان لا أكثر، ففي الوقت الحالي لم تعد هناك تلك الهوة التي ينظر إليها الكاتب أحمد عطا الله في كتابه صعيدي في الجنة و3 في النار إلا في خياله هو فقط، وربما كان يمكن التسامح مع كتاب كهذا لو أنه صدر في الستينيات مثلاً حيث كان قطبي مصر كل منهما في اتجاه مختلف عن الآخر ومن الصعب الربط بينهما أما الآن فليس ثمة منطق فيما يقال!
    والحسنة الوحيدة في الكتاب هو ذاك المقال الذي كتبه أحمد عطا الله عن الرجل الصعيدي وإن كنت أجزم أن كتابته لهذا المقال لا تعدو محاولة منه في مدح نفسه لا أكثر بصفته للأسف من المفترض أنه رجل صعيدي. يقول في هذا المقال: "ينافس بجلبابه البلدي أنور وجدي، ويهدد بشاربه الذي يقف عليه الصقر تاريخ رشدي أباظة ولو دخل مسابقة للوسامة ببشرته السمراء وتضاريس وجهه أمام حسين فهمي لتفوق عليه وسرق منه الجائزة.. الصعيدي من وجهة نظر الست يكتسب وسامته من كبرياؤه وحساسيته المفرطة، وإحساسه العالي بالمسئولية تجاه بيته وأسرته والأهم شهرته بأنه بيحب الست بتاعته أوي.
    واحترامه لكلمته وجديته تجعل من حوله يثقون فيه ويستبعدون عنه الخيانة.. ويبعدونه عن طريقة البيع على أول ناصية. جلباب الصعيدي.. لهجته.. وأحياناً شاربه يضيف إليه نكهة خاصة.. ويمنحوه بريق لا يقل أهمية عن بريق حسين فهمي وهو بالكرافت. المشكلة الوحيدة التي تجنيها الفتاة التي تحب الصعيدي.. إنه فاشل في التعبير عن حبه بالكلام.. هي مشكلة من تستوعبها تضمن قلباً عاشقاً مخلصاً، ومن ترفضها ربما تحصل على كلام.. كلام وبس!".

تعليقات