رواية بالة هموم للكاتبة فيبي فرج

صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر وفيلم ابنتي العزيزة

 

قراءة في صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر
قراءة في صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر

 

    صاحب الظل الطويل للكاتبة الأمريكية جين ويبستر هذه الرواية التي ما فتأت تظهر أمامي في كل حين لمدة طويلة، كنت أرى اقتباساتها ومراجعات حولها تملأ صفحات السوشيال ميديا ومجموعات القراءة المختلفة، ولطالما جذبتني ووضعتها في قائمة قراءاتي المستقبلية، ولكني لم أتخذ خطوة جادة في تحميلها أو شرائها نظراً لأطنان الكتب التي لم تتم قراءاتها بعد، سواء الورقية التي تملأ مكتبتّي في القاهرة وأسيوط، أو الإلكترونية التي تملأ ذاكرة أجهزتي اللوحية بأنواعها، حتى وجدت مصادفة إعلان عن مسابقة لتلخيص الرواية جائزتها 55 كتاب مجاني.

حكاية اقتنائي لرواية صاحب الظل الطويل :

   وفي ظل تضخم أسعار الكتب الحالي تعد هذه جائزة قيمة لا مثيل لها، وعلى الرغم من امتلاء مكتبتي إلا أن "البحر يحب الزيادة" وبالتأكيد لن أقول لأي فرصة للحصول على كتب مجانية: لا! لذا فقد احتفظت بالإعلان وقررت أن أشارك في هذه المسابقة، وعليه يجب أن أحصل على الرواية وأقرأها، وكان من الممكن أن تظل هذه خطة وهمية ولا يتم تنفيذها أبداً في ظل زحمة خططي وأفكاري المؤجلة دوماً، إلا أن ترتيبات القدر كان لها رأي آخر.

   فبعد يومين تقريباً من رؤيتي للإعلان كنت أحضر حفل توقيع في أحد المكتبات، وبينما أنا جالسة في الزاوية، لمحت بطرف عيني غلاف رواية الكاتبة الأمريكية جين ويبستر يداعبني ويقول لي: ها أنا ذا، وعلى الرغم من عدم امتلاكي لثمن الرواية نقداً، وعدم وجود ماكينة فيزا في المكتبة، إلا إنني قررت شرائها؛ فخضت مشواراً ذهاباً وعودة إلى أقرب ماكينة صرف آلي؛ لأصرف ثمنها نقداً، وها قد اشتريتها، وفور أن قرأت الملخص الدعائي على غلافها الخارجي قفز إلى ذهني فوراً فيلم بابا علي علي علي (دوناً عن كل أسماء الرجال في الكون؛ لذا علي مرة أخرى مني لأجل الحبايب).

   وهو فيلم ابنتي العزيزة من بطولة رشدي أباظة ونجاة الصغيرة، وكنت من قبل عند قراءتي للمراجعات حول رواية جين ويبستر أجدها تدور حول علاقتها بمسلسل رسوم متحركة ياباني حمل الاسم نفسه صاحب الظل الطويل وشاهده الجميع في طفولتهم إلاي تقريباً؛ فلم أكن مغرمة أبداً بأفلام الرسوم المتحركة، ولم أكن أتابعها أبداً حتى وأنا أعيش في عقر دار الرسوم المتحركة في اليابان، في حين لم يأتي أحد أبداً على ذكر فيلم ابنتي العزيزة الذي شاهدته أنا أيضاً في طفولتي!

   نعم لم أكن طفلة مغرمة بأفلام الرسوم المتحركة ولم أكن أتابعها، ولكنني كنت ملتصقة بالتلفاز؛ لأشاهد كل أفلام السينما والمسلسلات، وأحفظها عن ظهر قلب!

غلاف رواية صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر
غلاف رواية صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر


ملخص رواية جين ويبستر :

    وعلى الرغم من ربطي بين فيلم ابنتي العزيزة والرواية من اللحظة الأولى، إلا إن نسياني لكثير من تفاصيل الفيلم ساعدني على الاستمتاع برواية جين ويبستر لحظة بلحظة، فقط كنت أعرف طوال الوقت أن جيرفي عم جوليا هو صاحب الظل الطويل ولا أعلم إذا كان ذلك أفسد عليّ المفاجأة أم أن أي قارئ كان بإمكانه أن يستنبط ذلك دون علم مسبق؟ ولكني استمتعت بالرحلة برمتها منذ أن قفزت جودي فرحاً بتحقيق حلمها في الذهاب للجامعة على يد رجل الخير الذي لم تعرف عنه أي شيء إلا ظل طويل لمحته على الجدار واسم مستعار، عليها أن ترسل إليه تفاصيل تقدمها الدراسي كل شهر.

   أعادتني جودي برسائلها التي تحكي فيها كل تفصيلة صغيرة إلى زمن البراءة الأولى، حينما كانت ترافقنا كل تلك الدهشة ونحن نرى أشياء للمرة الأولى، يراها من حولنا عادية في حين ننبهر نحن بها، تلك الدهشة التي تولد داخلنا طاقة إبداعية لا حدود لها، أظنها هي التي جعلت من جودي كاتبة بالفعل، ولولاها لكانت مجرد طالبة عادية تمضي وقتها الدراسي بسلاسة كرفيقاتها، وتتخرج وتحصل على الشهادة كآلاف آخرين دون أي شيء يميزها، وعلى الرغم من أن الكاتبة جين ويبستر كانت ترجع دهشة جودي المستمرة لكل شيء في روايتها صاحب الظل الطويل إلى كونها فتاة تربت في ملجأ أيتام لم تخرج منه من قبل؛ لذا فإنها تنبهر بكل ما تراه للمرة الأولى، ولكن لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد أو السبب الحقيقي.

    بل إن السبب الحقيقي يكمن في روح جودي المتفائلة الباحثة دوماً عن السعادة في كل شيء؛ فهي تبحث عن هذه الدهشة حتى في الأشياء العادية، وحتى وهي لا تزال في الملجأ كانت تحاول إعمال خيالها بحثاً عنها، ورواية الكاتبة جين ويبستر يصعب تلخيصها أو الحديث عنها، هي رواية تنتمي لأدب الرسائل، فكلها عبارة عن رسائل جودي آبوت الموجهة إلى صاحب الظل الطويل تحكي له فيها كل ما يخطر ببالها، ولا يمكن بحال تلخيص هذه الرسائل.

    فالمتعة الحقيقية تكمن في قراءتها والاستمتاع بها كما هي والإحساس بمشاعر جودي في كل رسالة منهم وكأنها مشاعرك الشخصية، تعيش معها وتدهش لدهشتها وتنبهر بكل ما تراه وتجربه للمرة الأولى في الحياة، وتتذكر كل مراتك الأولى السابقة.

العلاقة بين فيلم ابنتي العزيزة والرواية:

    بعد انتهائي من قراءة رواية الكاتبة الأمريكية جين ويبستر انتابني الحنين لإعادة مشاهدة فيلم ابنتي العزيزة الذي لم أشاهده منذ سنوات طفولتي الباكرة، حتى إنني كنت نسيت اسمه، ولا أذكره إلا باسم بابا علي علي علي، وليتني ما فعلت، فقد دمرت قراءتي لرواية صاحب الظل الطويل ذكرياتي عن الفيلم، وربما هي ذكريات طفولة مراهقة ليس إلا، ولو أنني شاهدت الفيلم في الوقت الحالي بعد نضجي دون معرفة الرواية المقتبس عنها لما أحببته أيضاً هذا الحب الذي يكمن في مخيلتي.

   فما اكتشفته بعد مشاهدتي أن الفيلم ما هو إلا صورة مهترئة جداً وتنفيذ سيء جداً لأفكار الرواية، هذا بالإضافة إلى اعتباره سرقة فكرية؛ لأنه لم يشر إلى رواية صاحب الظل الطويل من الأساس، ونسب كاتب السيناريو الفكرة لنفسه، ولم استغرب ذلك عندما عرفت أنه أيضاً كاتب فيلم آه من حواء المقتبس أيضاً عن رواية شكسبير ترويض النمرة دون الإشارة إليه!

 

فيلم ابنتي العزيزة
فيلم ابنتي العزيزة

   وفي النهاية عزيزي القارئ إذا كنت وصلت إلى هنا؛ فأنا أشكرك على سعة صدرك وتحملك لثرثرتي المستمرة، وإذا كنت تحب هذا النوع من الثرثرة؛ فأنت حتماً ستحب رسائل جودي آبوت إلى صاحب الظل الطويل لذا فأنا أنصحك بشدة أن تقرأ رواية الكاتبة جين ويبستر، وإذا كنت قرأتها بالفعل؛ فيسعدني أن تخبرني برأيك فيها في التعليقات، وإذا كنت تتفق معي أم لا في علاقتها مع فيلم ابنتي العزيزة ،في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم المثمرة، وكذلك اقتراحاتكم للكتب والروايات التي يمكننا مناقشتها في التدوينات القادمة بإذن الله.

تعليقات