ذكريات رمضان: رؤية هلال رمضان

هلال رمضان
هلال رمضان





  كل عام وأنتم بخير، يهل علينا اليوم أول أيام الشهر الكريم الذي انتظرناه بفارغ الصبر، وأول وأهم علامة لشهر رمضان هي بالطبع هلال رمضان،  والذي يتطلع الناس لرؤيته بشوق للتأكد من مطلع الشهر، وعلى الرغم من لزوم رؤية الهلال في مطلع كل شهر هجري إلا أن رؤية هلال رمضان لها طقوس وعادات مختلفة عن أي شهر هجري آخر، وكأغلب العادات الرمضانية في مصر بدأت احتفالات رؤية هلال رمضان مع الدولة الفاطمية، وكان ذلك عندما بنى القائد "بدر الجمالي" مسجد باسمه في سفح جبل المقطم استخدمت مئذنته كمرصد لرؤية هلال رمضان، فكان قاضي القضاة يخرج في موكب يحيط به عامة الشعب يحملون الشموع والفوانيس لرؤية هلال رمضان، ومعه القضاة الأربعة كشهود على رؤية هلال رمضان.
    كان يعد لهذا الموكب دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ"دكة القضاة"، وكان المحتسب وأرباب الحرف والصناعات وكبار تجار القاهرة يخرجون أيضاً لمرافقة الموكب. وفي عصر المماليك انتقل مكان رؤية هلال رمضان لمنارة مدرسة المنصور قلاوون، وعندما تتأكد رؤية هلال رمضان تتم إنارة الشوارع والمآذن والمساجد، ويخرج قاضي القضاة في موكب يلتف حوله عامة الشعب حاملين المشاعل والفوانيس يرافقونه حتى منزله، وفي العصر العثماني تمت اعادة رؤية هلال رمضان مرة أخرى لسفح جبل المقطم، وظل جبل المقطم هو الموقع الرسمي لرؤية هلال رمضان حتى أمر الخديوي عباس حلمي الثاني نقل مكان اثبات رؤية هلال رمضان للمحكمة الشرعية بباب الخلق.
   ظلت مهمة استطلاع هلال رمضان واعلان صيام رمضان مسئولية القضاة إلى أن تم انشاء دار الإفتاء المصرية أواخر القرن التاسع عشر. من حينها أصبحت دار الإفتاء المصرية هي المسئولة عن استطلاع هلال رمضان واعلان بداية شهر رمضان، وفي كل عام بعد غروب شمس يوم 29 شعبان، يتم اعلان نتيجة استطلاع هلال رمضان وتقوم الاحتفالات في كافة أرجاء البلاد يحضرها كبار رجال الدولة والمشايخ والعلماء، وعلى رأسهم مندوب رئيس الجمهورية والإمام الأكبر شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة والوزراء وسفراء الدول الإسلامية والقضاة وغيرهم.
   في الماضي ونحن أطفال كنا نجتمع حول التلفزيون ننتظر بفارغ الصبر اعلان رؤية هلال رمضان متطلعين بشوق لمعرفة إذا ما كان الغد هو بداية صيام رمضان أم بعد غد، وفور اعلان نتيجة رؤية هلال رمضان نتقافز من الفرح وننطلق للاحتفال في الشوارع، لكن في العصر الحالي للأسف بسبب الإعتماد على التقدم العلمي والفلكي فإن التنبؤات الفلكية المعلنة في التقويم منذ بداية العام غالباً ما تكون صحيحة ولا تتغير، أصبحنا نعرف منذ بداية العام متى سيبدأ شهر رمضان؟
    لم يعد أحد ينتظر نتيجة رؤية هلال رمضان ولم نعد نجتمع حول التلفزيون بشوق لمعرفتها، أصبح الإطلاع عليها في موجز الأخبار مجرد تحصيل حاصل لا أكثر، إذا كنتم ممن استمتعوا بذكريات تلك الأيام شاركونا بذكرياتكم عنها وطريقة احتفالكم بها في ذلك الحين؟ وإذا كنتم من أبناء الجيل الحالي فشاركونا بطريقة احتفالكم هذه الأيام وما تتطلعون له، في انتظار تعليقاتكم.

تعليقات