قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

قراءة في نوفيلات طرح البحر للكاتب يوسف القعيد

 

قراءة في نوفيلات طرح البحر للكاتب يوسف القعيد
قراءة في نوفيلات طرح البحر للكاتب يوسف القعيد

 

   هذه هي أول قراءة لي للكاتب يوسف القعيد على الرغم من شهرته وحظوته لدى المؤسسات الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي، وصدقاً لا أدري سبباً لهذه الحظوة، فبعد قراءتي لمجموعته طرح البحر أضحى لدي اعتقاد شبه أكيد من أن أولئك الأدباء والكتاب الذين ينالون الشهرة والصيت والحظوة على الساحة الثقافية والصحافية هم في الأغلب من يفتقرون للجودة الأدبية ولا بد أن الأمر يعتمد على حسابات أخرى بخلاف الأدب، ولو كان الأمر يتعلق بمستوى هذه المجموعة فقط لقلت أنه ربما سوء حظ فقط أن كانت هذه أولى قراءاتي ولكل جواد كبوة وقد تكون هذه هي كبوة يوسف القعيد.

   ولكن الحقيقة أنه بعد قراءتي لمجموعته طرح البحر انتابني الفضول للاطلاع على كتاباته الأخرى للمقارنة بينها؛ فبحثت عنها على محرك البحث جوجل، ووجدت العديد من مقالاته الصحفية لمختلف الصحف المصرية والعربية، وهنا كانت الطامة الكبرى، إذ أن بدايات الكتابة لأي كاتب هو المقال، فهو لا يحتاج إلى كثير جهد وإبداع وخيال، بل هو فقط ثقافة ورؤية وتنظيم أفكار وطرحها بأسلوب لغوي صحفي بسيط؛ لذا فإن أي أديب فنان يمكنه كتابة المقال ولكن ليس كل كاتب صحفي يمكنه كتابة عمل أدبي إبداعي.

   لذا عندما أجد مقالات كاتب مثل يوسف القعيد من المفترض أنه أديب كبير تنظم محافل باسمه ويرأس مؤسسات ثقافية وأدبية مرموقة، تفتقر لأساسيات المقال التي يعلمها أي قارئ ولن أقول كاتب؛ فهنا لا بد أن تكون لنا وقفة، فمن خلال قراءتي لمجموعة طرح البحر ومقالات يوسف القعيد الصحفية تبين لي نقطة هامة، يوسف القعيد ربما يبدأ الكتابة وفي ذهنه الحديث عن موضوع ما، ولكنه ينسى هذا الموضوع فيما بعد ويبدأ في الدخول والإسهاب في تفاصيل لا علاقة لها بالموضوع الذي بدأه، وفجأة يقرر أن ينهي ما بدأه دون أن يصل لشيء مترابط.

   وعند الحديث عن مجموعة طرح البحر بشكل خاص؛ فعلينا القول بداية أنها ليست مجموعة قصصية إذ لا ينطبق على أي نص منها شروط القصة القصيرة من وحدة الزمان والمكان الأساسيين والتكثيف وما إلى ذلك، وإذا أخذنا بالمنهج الذي يحدد النوع الأدبي بناءً على الحجم فأيضاً هذه النصوص طويلة جداً بما لا يسمح أن تكون قصص قصيرة، ولأنها ليست طويلة كفاية لتكون رواية؛ فيمكن أن نقول أنها نوفيلا، وبشكل عام يوسف القعيد لم يكتب على الغلاف أنها قصص قصيرة ولكنه أيضاً لم يقل أنها نوفيلات وإنما فضل أن يجنسها بكونها قصص فقط.

   لذا فإني أرى أن مجموعة طرح البحر تتكون من ثلاث نوفيلات هم: طرح البحر التي حملت عنوان المجموعة- وعنتر وعبلة- وخد الجميل، والعامل المشترك بين الثلاث نوفيلات هو مشاكل الإنجاب، في النوفيلا الأولى والثالثة كان السبب في عدم الإنجاب هو العجز الجنسي لبطلي كل نوفيلا منهم، أما النوفيلا التي حملت عنوان عنتر وعبلة فكان سبب عدم الإنجاب هو عدم رغبة الزوج في تحمل مسئولية طفل قبل أن تتحسن أوضاعه المادية بالسفر -الذي لم يحدث- للعمل في إحدى دول الخليج.

  النوفيلا الأولى التي حملت عنوان طرح البحر كانت مملة بشكل رهيب، فهي مجرد حكي متواصل لا طائل من وراءه ولا يحمل أي جديد للقارئ، مجرد حكاوي رجل مل الحياة وقرر أن يمل القراء منها ومنه ومن كل شيء معه، أما النوفيلا الثانية التي حملت عنوان عنتر وعبلة فقد كانت أفضل من الأولى إلى حد ما ولكنها أيضاً مليئة بالحشو الزائد بالإضافة إلى سردها مرتين، مرة على لسان الزوج والثانية على لسان الزوجة، وفي النهاية تصل للا شيء.

   أما النوفيلا الثالثة والأخيرة والتي حملت عنوان خد الجميل فقد كانت أفضلهم، حيث حملت في أحداثها بعض الروح الغرائبية والتراثية الممزوجة بالأساطير الشعبية، وأنا يستهويني هذا الجانب، ولكنها أيضاً لم تخلو من الحشو والمط والاسترسال في قصص جانبية لا علاقة لها بالحدث الرئيسي، حتى ينسى القارئ موضوع القصة من الأساس، ولولا طول صبري وقوة ذاكرتي لفقدت عقلي قبل أن أنهي هذه المجموعة.

   إذا كان أحد منكم قد قرأ من قبل أي من أعمال الكاتب يوسف القعيد يرى أنها تستحق ما حظى به من شهرة واهتمام من المؤسسات الثقافية والأدبية، أو لديه أي تفسير منطقي لهذه الهالة التي يحيطونه بها، فأتمنى أن يشاركني بما يعرفه في التعليقات لنستفيد من بعضنا البعض ونتبادل المعرفة.

تعليقات