قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله

 

قراءة في رواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله
قراءة في رواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله

 

    الجنة العذراء هي رواية للكاتب الراحل محمد عبد الحليم عبد الله تدور أحداثها بين الريف والقاهرة في مصر الملكية ما قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، هي ثاني قراءاتي للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله بعد رواية غصن الزيتون التي كنت قد كتبت عنها من قبل، وأيضاً لم تكن هذه القراءة بأعلى مستوى من سابقتها وإن كانت خير منها من ناحية المضمون، ولا أعلم حقيقة إن كانت المشكلة في الكاتب نفسه وأسلوبه، أم بحكم الفترة الزمنية الشاسعة بين كتابته لرواية الجنة العذراء وقراءتي لها؛ فإنني أظلمهما في حكمي.

أسلوب الكاتب محمد عبد الحليم عبد الله في روايته:

    بدأ الكاتب محمد عبد الحليم عبد الله روايته الجنة العذراء بأسلوب سلس ومشوق، ولكن ما لبث أن تلاشى هذا الأسلوب أمام المط والتطويل، وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يكن موفقاً في جمع الأحداث والشخصيات وربطها معاً، فهناك شخصيات ظهرت فجأة واختفت أيضاً فجأة دون أن يعلم القارئ مصيرها أو سبب اختفائها، حتى وإن كانت هذه الشخصيات رئيسية منذ بداية الرواية، مثل شخصيتي الخال والأم اللتين لم يأتي على ذكرهما في النصف الأخير من الرواية وكأنهما تبخرتا في الهواء، ولم يكن مفهوماً كيف ألا يكون لهما دور أو ظهور بعد ما آلت إليه الأحداث؟!

    هذا بالإضافة إلى النهاية المتعجلة التي وضعها الكاتب محمد عبد الحليم عبد الله لرواية الجنة العذراء ،فبعد المط والتطويل الذي افتعله في النصف الأول من الرواية، يفاجأ القارئ بنهاية يتم كروتتها، ويلعب القدر لعبته؛ لتنتهي الأحداث سريعاً ويأخذ كل ذي حق حقه دون مواجهة أو صدام، ويبدو وكأن الكاتب مل من الرواية وأراد الانتهاء منها كيفما كان دون تحمل عناء الكتابة أكثر من ذلك!

مسلسل الجنة العذراء المأخوذ من الرواية:

مسلسل الجنة العذراء
مسلسل الجنة العذراء

    وعندما علمت أن رواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله تم تحويلها قديماً لمسلسل تلفزيوني من بطولة كريمة مختار وحمدي أحمد وزوزو نبيل وعفاف شعيب، توسمت خيراً أن يكون العمل الدرامي قد تلاشى أخطاء الرواية كما حدث مع رواية غصن الزيتون عندما تم تحويلها لفيلم سينمائي، ولكن للأسف فإن هذا المسلسل دمر الرواية تماماً؛ فهو وإن كان بالفعل تلاشى أخطاء اختفاء الشخصيات دون مبرر، إلا أنه أصاب الرواية في مقتل ولم يأخذ منها إلا قشورها.

   فبادئ ذي بدء كان خروج بهية بابنها من القرية وهو رضيع في المسلسل يعني عدم ارتباطه بالقرية والأرض والشعور بالإنتماء لهما والرغبة الجارفة في العودة كونها وطنه الأصلي وليست مجرد حق في الميراث، وهو ما حدث في المسلسل بالفعل، بينما تيمة رواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله تدور في الأساس حول ارتباط رضا بالقرية التي رحل عنها وهو في الثانية عشر من عمره، ونظرته إليها كوطن تهفو روحه للعودة إليه وأن يكون له مكان فيه بعد الموت.

رمزية الأحداث والشخوص:

    فقد كانت القرية في الرواية معادل رمزي لمصر في عهد الاحتلال وليست مجرد قرية وأرض ميراث، هذا إلى جانب عدم تطرق المسلسل نهائياً إلى فترة الإحتلال الإنجليزي لمصر إلا كذكرى، وبالتالي لم يكن هناك وجود للحرب العالمية الثانية ضمن أحداث المسلسل، ولم يكن مصير ثريا مأساوياً على يد جنود الاحتلال كما حدث في النص الأصلي لرواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله ،بل كانت النهاية في الختام نهاية سعيدة على الجميع وتزوج كل المحبين والحق عاد لأصحابه، بينما كان مصير ثريا في الرواية يعني استمرار الكفاح واستمرار اغتصاب الحقوق!

 

غلاف رواية محمد عبد الحليم عبد الله
غلاف رواية محمد عبد الحليم عبد الله

   في النهاية عزيزي القارئ إذا كنت اطلعت على رواية الجنة العذراء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله من قبل؛ فيسعدني معرفة رأيك بها في التعليقات بالأسفل؛ لنتبادل الخبرات والمعارف ونثري الحوار، وإذا كان لديك اقتراحات لبعض الكتب أو الأعمال الأدبية التي يمكننا عرضها والنقاش حولها في تدوينات قادمة؛ فيسعدني تلقي تلك الاقتراحات في التعليقات أيضاً، وإذا أعجبك المقال؛ فيسعدني أيضاً مشاركتك له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ ليصل إلى أكبر عدد من القراء، ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم ومقترحاتهم، وإلى اللقاء في تدوينات قادمة إن شاء الله أتمنى أن تكون عند حسن ظنكم.


تعليقات

  1. شكرا ابدعت بوضعنا داخل النص وكننا جزء منه .. ننتظر مقالا اخر بنفس النفس والوضوح والابداع .. حفظكم الله وسددكم

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله خيراً، أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دوماً، أسعدني مروركم العطر ^_^

      حذف
  2. مراجعة ممتازة
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله، أسعدني مرورك الكريم ^_^

      حذف
  3. ممتازه ربنا يكرمك

    ردحذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟