ضحى الإسلام :نشأة العلوم في العصر العباسي الأول

 

قراءة في كتاب ضحى الإسلام

 

     ضحى الإسلام :نشأة العلوم في العصر العباسي الأول هو عنوان أحد كتب سلسلة الكاتب والمفكر الكبير الراحل أحمد أمين التي تناول فيها التاريخ الإسلامي على مر العصور منذ بدايته مع نزول الرسالة على محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفي هذا الجزء من هذه السلسة العظيمة يتناول فيها نشأة العلوم في العصر العباسي الأول ،والتي بدأت متمثلة في العلوم الدينية واللغوية والتاريخية.

المظاهر المشتركة في نشأة علوم ضحى الإسلام :

    يوضح الكاتب أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام أن العلوم في العصر العباسي الأول بدأت كلها شفوية، حيث كان الناس يتناقلونها عن بعضهم البعض سماعاً، ولا يهتم بتدوينها إلا أفراد قلائل، وعندما بدأ التدوين يتسع لم يكن يعني بتقسيم العلوم وتجميع كل علم في مصنف واحد، وإنما كان التدوين يتم كيفما أتفق، ولكن مع اتساع دائرة العلوم وتنوع جزئياتها، أصبح العلماء لا يتمكنون من الإحاطة بها كلها، فتميزت كل طائفة بتناول نوع معين منها؛ فمنهم من أهتم بالتشريع ومنهم من اهتم باللغة وآخرين اهتموا بتدوين الحديث أو التاريخ، وهكذا.

   وبالإضافة إلى ذلك فقد كان الباعث الرئيسي لنشأة هذه العلوم هو إفراز الحياة الاجتماعية لمشاكل تثير الفكر وتتطلب حلولاً، منها ما هو في التشريع أو في الأخطاء اللغوية أو في رواية الأحاديث والوقائع التاريخية، وما إلى ذلك، وكلما برزت مشكلة وتم التوصل إلى حلها، يتم توثيقها في باب المأثور، حتى إذا تكدست هذه المسائل وتفرعت وكثرت جوانبها، بدأ العلماء في تبويبها في مصنفات مختلفة، كل مصنف يعني بمجموعة مسائل معينة، مثل: كتاب الموطأ في الحديث، والعين في اللغة، وكتاب سيبويه في النحو.

الكاتب والمفكر أحمد أمين

فروع العلوم في العصر العباسي الأول :

   وعلى الرغم من ذلك فقد بدأت العلوم في ضحى الإسلام أساساً من منشأ ديني فكان جمع الحديث وتدوينه هو الجهد الأول في هذا الوقت، فأصبح هو المرجع الأصلي لكل العلوم الدينية، ومنه تفرعت علوم التفسير والفقه والسيرة والمغازي والفتوحات، وحتى العلوم اللغوية كان منشأها دينياً أيضاً، فقد كان أهم سبب لوضع علوم النحو هو المحافظة على القرآن من القراءات الخاطئة واللحن في اللغة، وتم جمع اللغة؛ للاستعانة بها في معرفة لغة القرآن وتفسيره، مما يعني أن كل العلوم تأثرت بالإسلام وتعاليمه في اتجاهاتها ومنحاها.

   حيث اعتمدت هذه العلوم على التوثيق عن الرواة، وتسجيل الملاحظات، والتثبت من صدق كل رواية وراويها ومقارنة الروايات بعضها البعض؛ لتنقيتها من الأقاويل والأكاذيب، في أسلوب علمي واضح سبق العلوم الحديثة بمئات السنين، ولم تعتمده أوروبا في علومها إلا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وعلى الرغم من أن كتاب ضحى الإسلام يتناول موضوعاً علمياً تاريخياً، لتتبعه تاريخ العلوم في العصر العباسي الأول وأنواعها وطرق توثيقها، إلا إنه يشرح كل ذلك بأسلوب أدبي رائق سلس، يمتع القارئ ويثيره ذهنياً، ولا يجعله يشعر بثقل المعلومة وجفافها.

 

غلاف كتاب نشأة العلوم في العصر العباسي الأول

   وفي النهاية إذا كنت عزيزي القارئ سبق لك قراءة كتاب ضحى الإسلام :نشأة العلوم في العصر العباسي الأول أو أحد أجزاء هذه السلسة، يسعدني معرفة رأيك حوله في التعليقات، وذلك لكي نثري الحوار وتعم الفائدة.