الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية

 

غلاف كتاب الصحافة الإستقصائية
غلاف كتاب الصحافة الإستقصائية

 

   الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية هو عنوان دراسة للدكتور حسين محمد ربيع عثمان، تقدم بها عام 2013 لنيل درجة الدكتوراه في الإعلام من كلية الآداب جامعة المنيا، وتتحدد مشكلة الدراسة في دراسة الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية، وذلك عن طريق تحليل واقع الممارسة الصحفية لهذا النوع من العمل الصحفي ميدانياً، والعقبات التي تواجه المحررين الاستقصائيين في عملهم، وذلك بالتطبيق على التجربة المصرية، مع محاولة توقع مستقبل هذا النوع الصحفي من وجهة نظر القيادات الصحفية وأساتذة الإعلام في مصر.

أهمية دراسة الصحافة الإستقصائية:

    وبناءً على ما سبق فإن هذه الدراسة تنبع أهميتها من عدم وجود دراسات سابقة لها في هذا المجال سواء مصرية أو عربية، مما يجعلها تكون قاعدة معرفية للصحفيين والباحثين حول مفاهيم هذا النوع من العمل الصحفي وأساليب تحرير موضوعاته ودوره الصحفي ومتطلباته وشروطه، وتهدف الدراسة إلى التعرف على مدى تأهل المحررين في الصحف المصرية للعمل كصحفيين إستقصائيين، وأسباب اختيارهم لهذا الأسلوب في الصحافة العربية، ومدى إدراكهم لمفهومه ودورهم الصحفي نحو المجتمع من خلاله، وكذلك التعرف على العقبات التي تواجه الصحفيين أثناء ممارسة العمل الإستقصائي.

    وبالإضافة إلى ذلك تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي استخدمت منهج المسح الإعلامي وأسلوب المقارنة المنهجية، وتمثل مجتمع الدراسة في الصحف التي تبنت أسلوب الصحافة الإستقصائية في عملها الصحفي، وهي: الوطن- المصري اليوم- الأهرام- اليوم السابع، وتم اختيار عينة عمدية شاملة من المحررين الإستقصائيين بهذه الصحف تمثلت في 25 مفردة، أما مجتمع القيادات المهنية والأكاديمية فقد اختار الباحث 106 مفردة منه بأسلوب العينة المتاحة، وذلك بواقع 32 مفردة من النخبة الأكاديمية بالجامعات المصرية، و74 مفردة من القيادات المهنية بالصحف المصرية على اختلاف توجهاتها.

غلاف رسالة الدكتوراه في الصحافة الإستقصائية
غلاف رسالة الدكتوراه في الصحافة الإستقصائية


نتائج الدراسة على الصحافة العربية:

    وفي سبيل ذلك استند الباحث في دراسته حول الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية على أداتي المقابلة المتعمقة مع المحررين الإستقصائيين، واستمارة الاستبيان مع النخب الأكاديمية والمهنية الصحفية، وتوصلت الدراسة في نتائجها إلى عدم وجود تيار واضح المعالم عن هذا النوع في الصحافة العربية، ويرجع ذلك بالأساس إلى قلة عدد التحقيقات التي تم تنفيذها بالفعل بالأسلوب الإستقصائي، وذلك على الرغم من وعي المحررين الإستقصائيين بمفهوم الصحافة الإستقصائية وأهميتها ومتطلباتها، وتوافر الدعم المادي والمعنوي من قياداتهم للقيام بهذا النوع من العمل الصحفي.

    وأشارت نتائج الدراسة أن قلة العمل الإستقصائي قد تكون ناتجة عن تحكم قوى رأس المال في الصحافة العربية، والتي عادة ما تكون هي مصدر الفساد الذي تواجهه الصحافة الإستقصائية وتفضحه، كما أرجعت ذلك أيضاً إلى عدم وجود قوانين عادلة منظمة للعمل الصحفي في الوطن العربي، تسمح بتداول المعلومات بحرية، وتجرم من يتعرض للصحفي بالأذى والتهديد نتيجة ممارسته لعمله الصحفي بحيادية وأمانة، ولكن على الرغم من ذلك فإن نتائج الدراسة أظهرت حالة من التفاؤل لدى الصحفيين الإستقصائيين والنخب الأكاديمية والمهنية نحو مستقبل الصحافة الإستقصائية في الصحافة العربية.

   وفيما يتضح يرجع سبب هذا التفاؤل إلى اهتمام الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية بإنشاء وحدات إستقصائية داخلها، وتزايد عدد تحقيقاتها الصحفية، ووجود مؤسسات داعمة لها سواء من خلال تقديم الدعم المادي للتحقيق أثناء القيام به، أو تقديم الجوائز للتحقيقات المتميزة في احتفالات ومهرجانات صحفية دورية، فماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل طالعت تحقيقاً إستقصائياً في الفترة الأخيرة، وشعرت أن كان له وقعاً وتأثيراً في كشف الفساد المستشري في وطننا العربي؟ وهل ترى مستقبلاً مشرقاً لهذا النوع من الصحافة الإستقصائية في الصحافة العربية وإقبالاً من الجمهور على مطالعتها؟

دراسة دكتوراه حول الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية
دراسة دكتوراه حول الصحافة الإستقصائية كنمط مستحدث في الصحافة العربية


   في انتظار آرائكم ومناقشاتكم المثمرة حول هذا الموضوع في التعليقات، وذلك حتى نثري الموضوع ونتبادل الخبرات؛ فتعم المعرفة.

تعليقات