قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

ترجمة المحتوى الأجنبي والاستفادة منه في كتابة المحتوى العربي

 

كتابة المحتوى العربي
كتابة المحتوى العربي

 

    عند كتابة المحتوى العربي للمنصات المختلفة، يحتاج صانع المحتوى في كثير من الأحيان إلى ترجمة المحتوى الأجنبي لعرضه بين ثنايا محتواه الخاص، سواء كان ذلك من خلال ترجمة مقال لنقله كاملاً كما هو أو فقط اقتباس بعض الفقرات منه والاستشهاد بها، وهناك بعض الاستراتيجيات التي يجب على صانع المحتوى وضعها في الاعتبار عند اللجوء إلى الترجمة والاستفادة منها في كتابة المحتوى العربي، سأحاول توضيح أهمها في هذا المقال بناءً على خبرتي المتواضعة في هذا المجال.

ترجمة المحتوى الأجنبي على جوجل:

    فيما يبدو أن أول خيار قد يتبادر إلى ذهن صانع المحتوى هو ترجمة جوجل الآلية، وقد يكون هذا اختيار مقبول، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه بصورة نهائية، فهي قد تعطيه الفكرة العامة حول المضمون، ولكن لا يمكنه نسخها كما هي بطريقة القص واللصق للاستعانة بها في كتابة المحتوى العربي، وذلك لأن ترجمة المحتوى الأجنبي على جوجل عادة تكون ذات لغة ركيكة غير منضبطة، يصعب فك طلاسمها على القارئ العادي لفهم ما ترمي إليه، كما يسهل عليه معرفة أنها ترجمة آلية لم يبذل جهداً فيها، وهذا يقلل من مصداقيته لدى القارئ وثقته به.

    لذا فإن الحل الأنسب لاستخدام ترجمة المحتوى الأجنبي من جوجل يتمثل في فهم روح النص أو المحتوى، ومن ثم إعادة صياغته مرة أخرى من قبل صانع المحتوى بأسلوبه الخاص، مما يجعله يبدو شبيهاً بما يكتبه عادة عند كتابة المحتوى العربي الخاص به، واعتاد عليه متابعيه.

 الاختلاف الثقافي والاجتماعي بين كتابة المحتوى العربي والأجنبي:

   ومن الجدير بالذكر أن عند ترجمة المحتوى الأجنبي قد يتعرض صانع المحتوى لبعض المضامين التي قد تتناول أمور أو قضايا تخص الجمهور الأجنبي ولكنها لا تهم الجمهور العربي، على سبيل المثال قد يتناول محتوى أجنبي عن توصيات شراء الهواتف المحمولة أنواع لم تصل بعد للدول العربية، فلا يمكن عرض نفس الفقرات كتوصيات شراء لمنتج غير موجود من الأساس، ولكن يمكن الاستفادة من المحتوى الأجنبي في هذه الحالة في توليد أفكار جديدة في كتابة المحتوى العربي ومتابعة الجديد في دول المنشأ، وهكذا.

ترجمة المحتوى الأجنبي
ترجمة المحتوى الأجنبي


   وكذلك أيضاً عند ترجمة المحتوى الأجنبي الذي يتناول العلاقات الاجتماعية والإنسانية، على صانع المحتوى أن يأخذ في اعتباره اختلاف العادات والتقاليد؛ فلا يمكنه على سبيل المثال نقل فقرات تدور حول العلاقات الجنسية قبل الزواج أو العلاقات المثلية بشكل عادي وطبيعي، على الرغم من أنها غير مقبولة أساساً في المجتمعات العربية، مما يجعل القارئ يشعر أنه يتابع محتوى أجنبي غير موجه له أصلاً ولا يمكنه الاستفادة منه.

اختيار صانع المحتوى للمواضيع التي يترجمها:

     بالإضافة إلى ذلك قد يغري المحتوى الأجنبي صانع المحتوى بترجمته ونقله، خاصة عندما يجد له انتشار واسع على المنصات الأجنبية المختلفة؛ فيعتقد أنه سيحقق  نفس الانتشار عند ترجمته في كتابة المحتوى العربي، ولكن في الحقيقة ما قد يحقق الانتشار لدى الجمهور الأجنبي ليس ضرورياً أن يحظى بنفس الجماهيرية لدى الجمهور العربي؛ لذا يجب على صانع المحتوى وضع الجمهور الذي يتوجه له نصب عينيه عند ترجمة المحتوى الأجنبي والاستفادة منه في كتابة المحتوى العربي؛ حتى يرضي احتياجات الجمهور المعرفية.

    وفي هذا الصدد يجب أيضاً أن تكون ترجمة المحتوى الأجنبي متوافقة مع ميول صانع المحتوى واهتماماته؛ حتى يستطيع أن يضيف له من خبراته، ويبسطه لجمهور القراء بأسلوبه، ليس فقط مجرد ترجمة بحرفية لغوية عالية ولكن دون فهم، فحينها لن يستطيع الرد على أسئلة الجمهور في التعليقات إذا رغبوا في الاستفسار أو مناقشة أحد جوانب الموضوع المطروحة في المحتوى.

 

صانع المحتوى
صانع المحتوى

    كانت هذه هي استراتيجياتي الخاصة التي أتبعها عند ترجمة المحتوى الأجنبي إلى اللغة العربية واستخدامه في كتابة المحتوى العربي الخاص بي، فهل توافونني عليها أم تختلفون معي فيها؟ وما هي استراتيجياتكم ومقترحاتكم الخاصة حول هذا الأمر؟ أرجو أن تشاركونني آرائكم البناءة في التعليقات؛ لتعم الفائدة ونثري الحوار.

تعليقات