قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

دور وسائل الإعلام في تغيير الإتجاهات السلبية

 

دور وسائل الإعلام في تغيير الإتجاهات السلبية
دور وسائل الإعلام في تغيير الإتجاهات السلبية



 

    تشير الدراسات الإعلامية أن إمكانية التحول عن الرأي نتيجة التعرض لوسائل الإعلام هي أقل شيوعاً من تدعيم الآراء المسبقة بالفعل أو التغيير الطفيف لها، ولكن قد تنجح أحياناً وسائل الإعلام في تغيير الإتجاهات السلبية، وذلك على الأخص عندما تنتشر الحيرة وعدم اليقين حول أمور معينة، ويرى بعض الخبراء أن على وسائل الإعلام أن تكون وسائل لنشر التغيير وليست لتدعيم الإتجاهات والقيم الموجودة بالفعل خاصة في الدول النامية لأنها من الأدوات الرئيسية التي يمكن من خلالها تعليم شعوب الدول النامية طرقاً جديدة في التفكير والسلوك.

دراسات أكاديمية توضح دور وسائل الإعلام في تغيير الإتجاهات السلبية:

-         دراسة عبد الراضي مخلف حمدي 2015:

  تهدف الدراسة إلى التعرف على تأثیر إعلانات المقاطعة الإقتصادیة للمنتجات الأجنبیة التي تثار بین الحین والآخر على المستهلك العربي وأوجه الإتفاق والإختلاف بین المستهلكین المصریین والسعودیین من خلال المقارنة بینهما، وتمثلت مشكلة الدراسة في إحتمالیة حدوث تأثیرات لإعلانات المقاطعة للمنتجات الأجنبیة على المستهلك العربي مما يجعله أمر یستحق الدراسة العلمیة من خلال قیاس مدى تأیید المستهلك العربي لها والأسباب الدافعة لذلك ودرجة تأثیرها من خلال المقارنة بین المستهلكین المصریین والسعودیین، وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي اعتمدت على منهج المسح بالعينة.

   وتمثل مجتمع البحث فى المستهلكین العرب من مصر والسعودیة، واستخدم الباحث العینة العشوائیة القائمة على معیار الجنس ( ذکر-أنثى) وعلى أساس الجنسیة، ووصل العدد الكلي للعینات 220 مفردة تم تقسيمها 110 مفردة لكل جنسیة تم توزيعها بالتساوي بين الذکور والإناث بمدینتي القاهرة في مصر والریاض في السعودیة، وكانت أهم نتائج الدراسة هي تأييد المستهلكين العرب لإعلانات المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأجنبية وتفوق المستهلك المصري على السعودي في هذا الصدد، وكانت أعلى الأسباب وراء هذا التأييد هي الأسباب الدينية تلتها الأسباب السياسية ثم الأسباب الاقتصادية وبعدها الأسباب الثقافية.

   وكان من نتائج الدراسة أيضاً إثباتها أن إعلانات المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأجنبية أثرث على درجة استخدام المستهلك العربي للمنتج الأجنبي تأثيراً قوياً بنسبة 26%.

-         دراسة أية بدر 2018:

   تتمثل مشكلة الدراسة في كون وسائل التواصل الاجتماعي منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 أصبحت  عنصراً أساسياً في حياة المصريين وأضحت بمثابة المجال العام الذي يشارك فيه قطاع عريض منهم يعبرون من خلاله عن آرائهم، مما جعل من وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة أداة ضغط تعبر عن الحراك الاجتماعي في الواقع الافتراضي وتعكس مطالب المواطنين وذلك يرجع لما تمتع به من قوة ضغط وقدرتها على الانتشار والوصول لأكبر عدد من الأفراد بدرجة تفوق وسائل الإعلام التقليدي.

   ما سبق جعل من وسائل التواصل الإجتماعي أداة تقويم ورقابة ومحاسبة تتيح فرصة لمشاركة المواطنين وتحقيق درجة من الحوكمة، وانعكس ذلك على ظهور نمط جديد من الحملات والمبادرات التي تهدف لرصد ومكافحة الفساد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. ولذا تتسائل الدراسة كيف تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد في مصر؟ وهي من الدراسات الوصفية التحليلية التي اعتمدت على منهج المسح الإعلامي، وقد اعتمدت الباحثة على أداة تحليل المضمون كأداة جمع المعلومات أثناء اجرائها للدراسة.

   وتمثل مجتمع الدراسة في المبادرات والحملات التي تعمل على مكافحة الفساد في مصر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي ظهرت بعد ثورة يناير 2011، وقد اختارت الباحثة عينة عمدية لدراستها تمثلت في حملتي "The power of social media" و"امسك مرتشي"، وقد خلصت الدراسة في نتائجها إلى أن تلك المبادرات تحولت إلى أدوات ضغط في أيدي المواطنين ضد الفساد والفاسدين عن طريق حشد الرأي العام وممارسة ضغط إعلامي يسهم في فضح ومحاسبة الفاسدين والمقصرين، مما يجعل القائمين على هذه المبادرات عرضة للتهديدات والضغوط ليتوقفوا عن عملهم.

   وأشارت نتائج الدراسة أيضاً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في توثيق قضايا الفساد حتى لا تغيب عن الأذهان، وبناءً على ذلك يمكن الاتكاء على وسائل التواصل الاجتماعي لإحداث تغيير في منظومة القيم السائدة لتصبح أكثر رفضاً للفساد.

-         دراسة مونياندي سوجاتا وآخرون 2019:

   بحثت هذه الدراسة محددات سلوك إعادة التدوير بين الناس وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي فيه بالإضافة إلى تداخل ذلك مع الأعراف الاجتماعية والكفاءة الذاتية ودور المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في تحويل فكرة إعادة التدوير إلى سلوك فعلي، وقد اعتمدت الدراسة على نظرية السلوك المتكامل، وهي من الدراسات الوصفية التي اعتمدت على منهج المسح المقارن بالعينة، وتمثل مجتمع الدراسة في عامة الناس في مدينة بينانغ تم اختيار عينة طبقية منهم تمثلت في 233 مفردة، تم جمع المعلومات منهم عن طريق استمارة إستبيان.

   وخلصت الدراسة في أهم نتائجها إلى قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على تغيير سلوك أفراد المجتمع نحو أهمية إعادة التدوير وزرع هذه القيم بشكل أوسع في المجتمع هذا بالإضافة إلى دور المنظمات غير الحكومية في هذا الشأن.


المراجع:

1-      عبد الراضي مخلف حمدي، إعلانات المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأجنبية وتأثيرها على المستهلك العربي- دراسة وصفية مقارنة على عينة من المستهلكين المصريين والسعوديين، مجلة البحوث الإعلامية، مجلد 44، عدد 44 (القاهرة: جامعة الأزهر- خريف 2015) ص ص 51: 104.

2-       آية بدر عبد السلام، دور وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الفساد، مرصد سياسات الشفافية والنزاهة، متاح على: https://www.academia.edu/39348383/

3-      Muniandy Sujata- Kuan-Siew Khor- Thurasamy Ramayah- Ai Ping Teoh, The role of social media on recycling behavior, Sustainable Production and Consumption, available on: www.elsevier.com/locate/spc

تعليقات