قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

تاريخ الصحافة الإلكترونية منذ النشأة وحتى الآن

تاريخ الصحافة الإلكترونية
تاريخ الصحافة الإلكترونية





   يقول شيدين أن عام 1981 يمثل أول بداية حقيقية لظهور الصحافة الإلكترونية الشبكية عندما قدمت كومبيوسيرف خدمتها الهاتفية مع 11 صحيفة مشتركة في الأسوشيتدبرس إلا أن هذه الخدمة توقفت عام 1982 بعد انفضاض الشراكة، وفي أوائل التسعينيات اتجهت الصحف إلى البحث عن وسائل لتوزيع المعلومات إلكترونياً، فجرب بعضها إرسال نسخ بالفاكس إلى القراء، كما حاولت بعض الصحف إنتاج أقراص ممغنطة CDs تحوي أعدادها السابقة.
     وهناك خلاف بين الباحثين في تحديد الصحيفة الإلكترونية الأولى التي ظهرت على شبكة الإنترنت، فقد رأى الدكتور محمود علم الدين أن صحيفة هيلزنبورج داجبلاد السويدية هي أول صحيفة تنشر بالكامل على الإنترنت، ووافقه في ذلك الرأي الدكتور جواد الدلو، في حين يرى الدكتور حسني نصر أن صحيفة تريبيون الأمريكية التي تصدر من ولاية نيو مكسيكو أول صحيفة ورقية تخرج إلى الإنترنت وتؤسس لها موقعاً على الشبكة في عام 1992م، كما كانت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية اليومية أول صحيفة كبرى تخرج إلى الإنترنت مستخدمة تكنولوجيا النص الفائق، حيث أتاحت للمستخدم الإنتقال إلى مواقع أخرى وإلى الأقسام المتعددة للصحيفة مثل العناوين الرئيسية والصور والأبواب المتخصصة.
     وبدأت الصحف الإلكترونية في منافسة الصحف الورقية منذ أن قامت مجلة نيوزويك الأمريكية واسعة الإنتشار بمتابعة فضيحة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي عبر موقعها على الإنترنت قبل الموعد الإسبوعي لصدور المجلة، وفي عام 1993 كان هناك 20 صحيفة وعدد قليل من المجلات والنشرات تنشر إلكترونياً، ودخل العالم العربي مجال الإنترنت دون أن يتأخر كثيراً عن العالم، وربما تكون الإنترنت أسرع وسيلة اتصال تبناها العرب بعد الغرب بسنوات قليلة، ففي التاسع من سبتمبر 1995 توافرت الصحيفة اليومية العربية إلكترونياً لأول مرة على شبكة الإنترنت وهي صحيفة الشرق الأوسط على شكل صور، وكانت الصحيفة العربية الثانية التي توافرت على الانترنت هي صحيفة النهار اللبنانية التي أصدرت طبعة إلكترونية يومية خاصة بالشبكة ابتداء من 1 يناير 1996، تلتها جريدة الحياة في الأول من يونيو 1996 والسفير في نهاية العام نفسه.
   وعلى مستوى الصحافة المصرية فإن صحيفة الجمهورية القومية هي أول صحيفة مصرية تنشر نسخة إلكترونية على شبكة الإنترنت وذلك في تاريخ 16 فبراير 1997م، وتلتها جريدة الأهرام بإنشاء موقع لها على الشبكة في 5 أغسطس 1998م، وتأخرت جريدة الأخبار في إنشاء موقع لها إلى 30 يونيو 2000م، وكانت التقنية المستخدمة في البداية هي الـ PDF وسرعان ما عملت المؤسسات الصحفية الثلاثة التي تصدر هذه الصحف الإلكترونية على تحديث الأنظمة، وتم استخدام تقنيات أخرى أكثر تطوراً كالنص الفائق واستخدام الوسائط المتعددة في بعض الموضوعات.
   وتوالت بعد ذلك إنشاء مواقع لصحف مصرية كثيرة، فقد حملت المؤسسات القومية كل إصداراتها تقريباً على الشبكة، كما دخل ميدان النشر الإلكتروني صحف كثيرة أدركت أهمية التواجد بشكل فوري على الإنترنت، مثل جريدة الوفد والأسبوع واللواء الإسلامي وآفاق عربية وغيرها من الصحف المصرية.

أهمية الصحف الإلكترونية:

    تعد مواقع الصحف الإلكترونية من أكثر المواقع المتواجدة على شبكة الإنترنت جذباً للقراء، وهذا ما أكدته دراسة أعدتها مجموعة رستون أن مواقع الصحف العالمية ومواقع المعلومات هي الأكثر نمواً وحركة بين مواقع الإنترنت، وتتميز الصحف الإلكترونية بعدد من المميزات التي تجعلها أكثر جذباً للجمهور وهي:
-        التفاعلية من خلال تكنيك النص المترابط أو الفائق Hypertext الذي يتضمن روابط لنقاط داخل الموضوع أو الخبر المنشور تتضمن تعريفات أو سير ذاتية أو معلومات خلفية أو آراء سابقة أو موضوعات ذات صلة.
-        العمق والشمول المعرفي وذلك من خلال اتساع المساحة المتاحة لهذه الصحف، فلا ترتبط الصحف الإلكترونية بقيد المساحة كما في الصحف المطبوعة، فتقدم خدمات إضافية من شأنها تقديم خلفيات للأحداث وربطها بالقضايا المتعلقة بها.
-        المباشرة والتحديث المستمر حيث تقدم الصحف الإلكترونية خدمات إخبارية آنية تستهدف إحاطة متصفحيها بالتطورات الحالية في مختلف المجالات.
-        سهولة التعرض حيث لا تحتاج إلا إلى اتصال بالانترنت لإمكانية تصفح الصحيفة الإلكترونية، ولذلك فإن إقبال الجماهير يزداد على الوسائل التي يقل ما يجب أن يبذله من جهد جسدي وعقلي لفهم واستيعاب ما تتوافر عليه من مواد.
-        تصدر في الوقت الحقيقي لتحريرها بخلاف الصحيفة الورقية التي تستغرق عملية توصيلها للقارئ وقتاً طويلاً من خلال شبكة التوزيع والنقل للجريدة أو المؤسسة التي تنتمي لها.
-        تعدد الوسائط، فإذا كان الراديو يقدم الصوت والتلفزيون يقدم الصورة والصحافة المطبوعة تقدم النص فإن الصحافة الإلكترونية تجمع بينهم جميعاً.
-        تتمكن الصحافة الإلكترونية عن طريق الإنترنت في الوصول إلى مختلف أنحاء العالم.
-        توفر الصحف الإلكترونية على ملاكها تكاليف الطبع والتوزيع التي تتكبدها الصحف الورقية، وتوفر أيضاً على القارئ ثمن شراء الصحيفة مما يضمن للصحيفة عدداً أكبر من القراء.
   وتقوم الصحافة الإلكترونية بتقديم عدد من الخدمات للجمهور المتلقي منها:
-        تتيح الصحيفة الإلكترونية لمستخدميها خدمة البحث داخلها أو داخل شبكة الويب بشكل عام.
-        خدمة البريد الإلكتروني E-mail والتي تختلف من صحيفة إلى أخرى، فبعض الصحف يقتصر الأمر فيها على إتاحة الفرصة أمام المستخدم لتوجيه رسائل إلكترونية إلى المحررين، والبعض الآخر يقدم أيضاً خدمة إنشاء بريد إلكتروني شخصي على موقع الصحيفة، وأيضاً تقدم العديد من الصحف الإلكترونية خدمة إرسال نشرة إخبارية يومياً على بريد المستخدم.
-        خدمة مجموعات الحوار التي تقدمها الصحيفة للقراء للتعبير عن آرائهم في القضايا والموضوعات التي يهتمون بها.
-        خدمة الإرشاد إلى الأخبار الحديثة والموضوعات الهامة، وتقدم للمستخدم عناوين أهم الأخبار من وجهة نظر الصحيفة التي يمكن أن يطالعها على الفور ودون الدخول في تفاصيل الموقع.
-        خدمة الإجابة عن الأسئلة الأكثر طرحاً التي يمكن أن يطرحها المستخدم حول طريقة الإستعراض أو المشكلات التي قد يواجهها أثناء استعراض الموقع.
-        خدمة الربط بالمواقع الأخرى حيث تقترح الصحيفة على المستخدم عدداً من المواقع التي تراها مهمة له، وغالباً ما تكون هذه المواقع ذات صلة بالصحيفة، أو بينها وبين الصحيفة اتفاق على تبادل اقتراح المواقع على المستخدمين.

تصنيفات الصحف الإلكترونية:

-        علاقتها بالصحف الورقية:
1.  صحف إلكترونية لا ترتبط بأصل مطبوع وإنما توجد فقط على الإنترنت، ولها نماذج كثيرة في الصحافة الغربية وأيضاً العربية، حيث لم تعد هناك حاجة لإمكانيات كبيرة لإصدار صحيفة عبر الإنترنت.
2.  صحف إلكترونية لها إصدار مطبوع، ولكنها لا تشترك معه في محتواه ولا ترتبط به إلا في الاسم والانتماء إلى المؤسسة الصحفية، ويأتي هذا الاختلاف في المحتوى لاختلاف خصائص الجمهور في كل من الصحافة الإلكترونية والورقية من ناحية، ولاختلاف طبيعة الوسيلة أو الوسيط الناقل من ناحية أخرى.
3.  نسخ إلكترونية من الصحف الورقية، وهي عبارة عن مواقع الصحف الورقية على شبكة الإنترنت تقدم مضمونها الورقي كما هو بعد تحويله رقمياً أو تختار منه بعض المضامين لنشرها إلكترونياً حسب رغبة إدارة الصحيفة.

-        من حيث نوع التقنية المستخدمة في الموقع:

1.  الصحف الإلكترونية التي تستخدم تقنية الـ PDF والذي يتيح نقل النصوص والأشكال والصور والرسوم والصفحات كاملة من الصحيفة الورقية إلى موقعها على الإنترنت بشكل مطابق تماماً للنسخة الورقية، وهي لا تمكن القارئ من استخدام الميزات التفاعلية لشبكة الإنترنت في الصحافة الإلكترونية.
2.  صحف إلكترونية تستخدم تقنية النص الفائق HTML الذي يتيح نشر مضمون الصحف الإلكترونية بشكل مستقل ومختلف عن الصحف الورقية، ويستخدم مميزات الإنترنت المختلفة والتي تتمثل في الجمع بين النصوص والصور والصوت أو الفيديو مع إمكانية توافر خدمات الإرشيف والبحث ونسخ النصوص.
3.  صحف إلكترونية تجمع بين أنماط HTML وPDF للاستفادة من مزايا النظامين.


   كما تنقسم الصحف الإلكترونية تقسيمات أخرى من حيث المضمون والسياسة التحريرية واللغة والتخصص ودورية الصدور والبلد التي تصدر منها أو تعبر عنها أو ينتمي إليها مؤسسي الصحيفة الإلكترونية، وهي نفس أنواع الصحافة بشكل عام.

المراجع:

1-  شيحي محمد، الصحافة الإلكترونية الرياضية ودورها في تشكيل الرأي العام في الجزائر، رسالة ماجستير غير منشورة (المسيلة: جامعة محمد بوضياف- معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية قسم الإعلام والإتصال الرياضي- 2016) ص 17.
2-   رضا عبد الواجد أمين، الصحافة الإلكترونية (القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، 2007) ص 114.
3-   عبير شفيق جورج الرحباني، استخدامات الصحافة الإلكترونية وانعكساتها على الصحف الورقية اليومية في الأردن، رسالة ماجستير غير منشورة (عمان: جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا- كلية الآداب- قسم الإعلام- 2009) ص 38.

تعليقات