قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

الصحافة الإلكترونية وقضايا المجتمع المحلي

الصحافة الإلكترونية وقضايا المجتمع المحلي
الصحافة الإلكترونية وقضايا المجتمع المحلي





    الصحافة الإلكترونية لها تأثيرات واسعة في المجتمعات التي تعتمد على التقنية الحديثة وتهتم بالتطور العلمي وتبحث عن أسبابه، وأصبحت جزءاً مهماً في صناعة القرار السياسي من خلال مساهمتها ببناء الثقافة السياسية والاجتماعية والفكرية. ففي أمريكا مثلاً يهـتم الأميركيون بالصحافة القريبة لاهتمامات المواطن، وتلعب دوراً كبيراً في النقاشات العامة والمساعدة في حل المشاكل، وتعمل على إشراك المواطنين في الحياة العامة، وتعمل على استخدام قوتها الإعلامية في ربط السياسات بالحياة العامة، ويشكل هامش الحرية الواسع للصحافة الإلكترونية سبباً واضحاً لنشر الحريات على مختلف مشاربها مما يساهم في صناعة مجتمعات مبنية على التعددية الفكرية، والتـي بدورها تنتج قيادات لديها تصورات حول مختلف القضايا، ومواطنين لديهم القدرة على التأثير المباشر على صناع القرار.
  فعندما تدرك المجتمعات وتعرف ما يدور حولها من أحداث وتستطيع الحصـول علـى المعلومات بسهولة ويسر عبر الصحافة الإلكترونية وغيرها من وسائل الإعلام فإنها لن تقـف صامتة على النظام السياسي في حالة تكرار أخطائه وعجزه عن قيادة المجتمع بشكل رشيد وحكيم والنهوض به، وتلعب الصحافة الإلكترونية في المجتمع أدواراً مهمة وبارزة تظهر بشكل واضح وجلي من خلال مراقبة أنواع السلطات الثلاث عبر نقدها وتوجيهها وتأييدها في القرارات الصائبة والصحيحة وصناعة رأي عام داعم أو ناقد لها.

وظائف الصحافة الإلكترونية في معالجة قضايا المجتمع المحلي:

    تأتي أهمية الإعلام المحلي من ارتباطه بواقع المجتمع المحلي باعتباره المرآة الكاشفة التي تنير له الطريق، ويعد جزءاً لا يتجزأ من مسيرة دول العالم الحضارية، حيث يقوم على أساس من المشاركة، يخبر ويثقف ويسلي ويشرح ويفسر ويعلق ويعلن ويعلم ويبيع ويوجه ويخدم وينمي ويحرك وينقد ويخلق فكراً ويحافظ على قيم أصيلة وينبذ قيماً سلبية عقيمة ويحافظ على ثقافة الشعب، كما أنه يساعد أصحاب القضايا الملحة ويفتح أكثر من نافذة للتعبير عن الذات ورسم خطط المستقبل.

   ويمكن إجمال أهمية الإعلام المحلي فيما يلي:

-        اتجاه وسائل الإتصال نحو اللامركزية أو تفتيت الجمهور، بمعنى تقديم رسائل متعددة تلائم الأفراد أو الجماعات الصغيرة المتخصصة.
-        تطبيق نظام الإدارة المحلية بالدولة مما يتطلب قيام اعلام محلي متكامل ومستقل عن الاعلام العام للتعبير عن آمال ومشكلات الأقاليم وإنجاح نظام الإدارة المحلية.
-        دور الإعلام المحلي في دفع عملية المشاركة الشعبية في تنمية المجتمعات المحلية وتكوين الرأي العام المتمثل مباشرة في الاهتمام بالقضايا المحلية وذلك في إطار تعاون المواطنين والحكومة في تنفيذ برامج التنمية سعياً وراء تحقيق المساواة والتكافؤ الاجتماعي بين أبناء المجتمع، والاهتمام بالثقافة المحلية والتشجيع على ممارسة الديمقراطية، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات كل إقليم استناداً لظروفه البيئية والمحلية، كما أنها بمثابة حلقة الوصل بين المواطن في المجتمعات المحلية ومؤسسات الدولة الرسمية.
    ويرى إبراهيم المسلمي أن وظائف الإعلام المحلي تتلخص فيما يلي:
-        مراقبة البيئة، والتي تأتي عن طريق نشر وبث الأخبار الإقليمية في وسائل الإعلام المحلي.
-        التوجيه والتفسير، باختيار وتقييم وتفسير الأخبار المحلية بما يركز على الأمور الأكثر أهمية في الظروف أو البيئة المحيطة.
-        نقل التراث الاجتماعي والثقافي، حيث يرى أن وسائل الإعلام المحلي تقف أمام وسائل الإعلام القومية وما تمثله من الإختراق الثقافي للعاصمة بوسائل إعلامها المركزية وتأثير ذلك في تشكيل المجتمع كله من أنماط متماثلة في التفكير والقيم والسلوك.
-        الترفيه والتسلية.
-        الإعلان والتسويق المحلي بما يساعد على تحقيق عامل المرونة الجغرافية للمعلنين بدرجة فعالة أكثر من الوسائل القومية.
-        التعليم والتثقيف الإقليمي من خلال تبسيط المصطلحات والمفاهيم العلمية في المعارف العامة والجغرافيا الإقليمية والاقتصاد والتجارة والإدارة وعلم النفس والطب والسياسة والمخترعات الحديثة والتكنولوجيا لذلك على الصحيفة المحلية أن تحتفظ في مكتبتها بتاريخ المدينة أو المحافظة التي تصدر بها للاستفادة بمعلوماتها في تثقيف قرائها.
-        التربية الروحية والخلقية عن طريق نشر الأخبار المتعلقة بالاحتفالات الدينية وإعداد الأحاديث والتحقيقات والمقالات إما بواسطة المحررين أنفسهم أو المشرفين على الصفحة الدينية أو بواسطة كبار رجال الدين والعلماء.
-        الاهتمام بمشاكل الأسرة وقضايا الأحوال الشخصية والمساعدة على تحرير الفتاة من أسر التقاليد البالية.
-        دعم وتشجيع الشباب والرياضة لتنمية امكانياتهم ومواهبهم في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية فتنشر أخبارهم وأخبار مراكز الشباب وأنديتهم الرياضية والإجتماعية وتوفر لهم المناخ الملائم للإنطلاق وإثبات الذات.
-        الإرشاد الزراعي من خلال توعية وتوجيه المزارعين نحو الأساليب العلمية الحديثة في الزراعة والتصنيع البيئي.
   بينما يرى عبد المجيد شكري أن وظائف الصحافة المحلية هي:
-        الإعلام بالأنشطة المختلفة في المجتمع المحلي.
-        الإعلام بمشكلات المجتمع المحلي.
-        التعريف بالشخصيات والقيادات النشطة والكتاب والمبدعين المحليين.
-        تشجيع المشاركة النشطة في حل المشاكل.
-        دعم الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والصحفية والتنموية بصفة عامة باعتبارها التحدي الذي يواجه الشعوب.
-        القيام بدور الوسيط بين المواطنين والسلطات المحلية.
-        توفير البيانات والمعلومات للجمهور المتعرض وتركيز اهتمامه على المشكلات والقضايا الهامة.
-        العمل على أن يتحول المستقبل من مرحلة الشك والتردد إلى الإدراك والفهم ثم المشاركة والفعل.
-        المساعدة على تكوين رأي عام صائب بالنسبة للقضايا موضع الخلاف والنقاش.
    فيما يرى محمد سيد محمد أن دور الإعلام المحلي يتطلب تحقيق أهداف الإعلام القومي وتحقيق أهداف أخرى لها أهمية إقليمية، ومن خلال هذا الفهم للدور المركب يضع تصوراً لوظائف الإعلام المحلي يتمثل في التالي:
-        الوظيفة الإخبارية، وفيها ينبغي أن يربط الإعلام المحلي الأخبار المحلية بالأخبار القومية والعالمية أيضاً.
-        وظيفة الشرح والتفسير، ويستطيع الإعلام المحلي أن يؤدي فيه دوراً أكثر فاعلية نظراً لنوعية الجمهور المتجانس من جانب، والتحديد الغالب على الموضوعات المحلية من ناحية أخرى.
-        الوظيفة التربوية، وتتضمن فضلاً عن التعليم والتهذيب حماية التراث الثقافي المحلي.
-        وظيفة الشورى أو الوظيفة الديمقراطية، حيث يوجد في الواقع المحلي فرصة إيجابية في مجال الممارسة الديمقراطية بتوافر المعرفة بأطراف العمل الاجتماعي، وحيث يقترب الاتصال الجماهيري في الاعلام المحلي من الاتصال المباشر في إيجابياته.
-        الوظيفة الترفيهية أو التسلية والإمتاع.. وينبغي للإعلام المحلي ألا يغفله بما يناسب مجتمعه المحلي.
-        وظيفة الخدمات العامة، وتتمثل في النشرات الجوية ومواقيت الصلاة والاستشارات القانونية والطبية والتعارف.
  أما ليلى عبد المجيد فتصنف وظائف الإعلام المحلي كما يلي:
-        تقديم التغطية الإعلامية والإخبارية للأحداث داخل المجتمع المحلي.
-        تقديم الخلفيات والتفسيرات للأحداث بصورة متعمقة.
-        إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لإبداء آرائهم وطرح أفكارهم والكشف عن المعوقات بالمجتمع المحلي.
-        تدعيم الإحساس بالإنتماء للمجتمع المحلي أولاً ثم الانتماء للوطن والأمة بما لا يخلق التعصب الإقليمي.
-        أن يكون الإعلام المحلي صلة ذات إتجاهين بين الحكام والمحكومين.
-        اتساع المجال أمام المواهب الإقليمية في شتى المجالات وإلقاء الضوء عليها.
-        التأكيد على أهمية الاعتماد على النفس وخلق روح المبادرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وحتمية الجهود التطوعية والشعبية في تنمية المجتمع المحلي وتطويره.
-        الإسهام في تشجيع عمليات التنمية الشاملة في المجتمعات المحلية وارتباطها بسياسات التنمية وخططها على المستوى القومي والتصدي للنماذج السلوكية والاجتماعية التي تتعارض مع ذلك.
-        التوعية الثقافية بما يؤكد على الذاتية المحلية في إطار الذاتية الثقافية القومية.
-        تقديم الخدمات ذات المنفعة المباشرة للجمهور.
   ويرى سعد لبيب أن الإضافة التي يمكن أن تقدمها الصحافة المحلية لقرائها وتكون بذلك حافراً لهم على قراءتها تتمثل في العناصر الأربعة التالية:
-        تزويد القراء المحليين بالمعلومات الملائمة لهم.
-        تقديم الشرح والتفسير الموضوعي لأن الإعلام بالشيء لابد أن يكمله تفسيره وإيضاحه وشرحه.
-        أن تصبح الصحيفة منصة لعرض مختلف الآراء والاتجاهات لأن التعرف على الآراء والإتجاهات المختلفة في القضايا التي تتصل بالمجتمع المحلي هو أول الطريق لإقناع المواطن بأهمية هذه القضايا وضرورة مشاركته فيها بالإضافة إلى ما يؤدي إليه هذا النشر من إقامة جسور الثقة بين القراء وصحيفتهم المحلية.
-        تشجيع قنوات الإتصال المباشر بين المواطنين في المجتمع المحلي، حيث أظهرت نتائج الدراسات الميدانية أنه وإن كانت وسائل الإعلام قد تفوقت نسبياً في وظيفة المعرفة فإن قنوات الاتصال المباشر كانت أهم نسبياً في وظيفة الإقناع، فإذا شجعت الصحيفة المحلية هياكل الإتصال المباشر في مجالها فإنها تكون قد ساهمت إسهاماً فعالاً في عمليات التنمية المحلية التي تعتمدعلى إقناع أفراد البيئة المحلية ومشاركتهم في تحقيق أهدافها.

   ومن هنا فإن الصحافة الإلكترونية عليها أن تؤدي تلك الوظائف عندما تتطرق إلى معالجة قضايا المجتمع المحلي، خاصة مع اتجاه الصحافة الإلكترونية مؤخراً إلى المحلية، حيث أصبحت تغطي أخبار وقضايا مجتمعات محلية بعينها بعد أن كانت تتسم بالشمولية وكونها صحف عامة في بداية ظهورها، وربما ظهر ذلك التوجه استجابة لحاجات الجمهور والقراء الذين يبحثون عن أخبار ومواضيع وقضايا تجري في المناطق القريبة منهم والتي يقطنونها في المقام الأول.


المراجع:

1-   خالد أمين عبد الفتاح معالي، أثر الصحافة الإلكترونية على التنمية السياسية الفلسطينية في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) من عام 1996الى 2007، رسالة ماجستير غير منشورة (نابلس: جامعة النجاح الوطنية- كلية الدراسات العليا- 2008).
2-   ماجدة محمد عبد الباقي، معالجة الصحافة الإقليمية لقضايا المجتمع المحلي- دراسة تحليلية للصحف الصادرة في جنوب مصر في الفترة من 1/1/1991 إلى 31/12/1995م، رسالة ماجستير غير منشورة (أسيوط: جامعة أسيوط- كلية الآداب- قسم الإعلام- 2001).
3-   إبراهيم عبد الله المسلمي، الإعلام الإقليمي (القاهرة: العربي للنشر والتوزيع، 1993).

تعليقات