قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

قراءة في المجموعة القصصية امرأة لكل العصور للكاتبة سناء البيسي

قراءة في المجموعة القصصية امرأة لكل العصور للكاتبة سناء البيسي
قراءة في المجموعة القصصية امرأة لكل العصور للكاتبة سناء البيسي





    مجموعة قصصية دسمة مكونة من خمسين قصة قصيرة في قمة الروعة، للوهلة الأولى ظننت أنه كتاب ساخر من ذلك النوع الذي يتناول علاقة الرجل والمرأة والذي كانت تمتلئ به مكتبة خالتّي في صغري وقرأت من أمثاله العديد والعديد، وربما يرجع سبب ذلك الإعتقاد إلى العنوان الفرعي "هي وهو" مع الصورة المستوحاه من حكايات ألف ليلة وليلة على غلاف المجموعة القصصية "امرأة لكل العصور" للكاتبة الكبيرة سناء البيسي، ولكنها خالفت ذلك الاعتقاد فأتت وجبة دسمة من القصص الاجتماعية التي تتناول كل جوانب الحياة وتشخص مجتمعنا المصري تشخيصاً دقيقاً في مختلف حالاته وطبقاته.
    من الغريب أنني عندما طالعت صفحة المجموعة القصصية "امرأة لكل العصور" للكاتبة سناء البيسي وجدت مكتوباً أن قصص "امرأة لكل العصور" هي المصدر الأدبي الأصلي لحلقات مسلسل "هي وهو" الذي أُذيع في منتصف الثمانينات من بطولة الفنانة الراحلة سعاد حسني والفنان الراحل أحمد زكي ولأن أحمد زكي هو فناني المفضل فأكاد أجزم أنني شاهدت مسلسل هي وهو ذاك عشرات المرات، ولذا فإنني لا أذكر قصة حلقة واحدة منه تتشابه مع قصص المجموعة القصصية "امرأة لكل العصور" للكاتبة سناء البيسي.
    وعلى الرغم من ذلك فإن جميع المصادر تؤكد أن مسلسل هي وهو مستوحى من كتابات الكاتبة سناء البيسي، ولكن فيما يبدو أنه مستوحى من أقصوصات هي وهو التي كانت تنشرها الكاتبة سناء البيسي في عمودها الأسبوعي بجريدة الأهرام المصرية وليس من المجموعة القصصية "امرأة لكل العصور"، ولكن هذا لا يقلل من قيمة قصص المجموعة القصصية "امرأة لكل العصور" فكل قصة منها هي عالم بحد ذاته يغوص قارئه ليجمع أصداف اللؤلؤ من أعماقه، فالكاتبة سناء البيسي تكتب بقلم مختلف قلم قادر على أن يتحول لمشرط طبيبب فيشرح المجتمع وظروفه ومآسيه.
    ما لفتني عند القراءة عن الكاتبة سناء البيسي هو دور زوجها في تشجيعه لها على الإبداع، أثر في جداً ما حكته في أحد الحوارات أنه عندما رآها تقف في المطبخ تعد قالب كيك لامها قائلاً أن أياً كان يستطيع القيام بهذا العمل بينما لا يستطيع أحد أن يكتب بدلاً عنها ابداعها وأن عليها أن تتفرغ تماماً لدورها الذي لا يستطيع أحد غيرها القيام به، من النادر بل ربما من المستحيلات إيجاد زوج كهذا فقد كانت الكاتبة سناء البيسي من المحظوظات القلائل أو ربما النوادر اللواتي حصلن على زوج كهذا وربما هذا كان السبب الرئيسي في قدرتها على الإبداع واستمرارها فيه.

تعليقات