قراءة لقصتي دموع الأمل في نادي أدب أسيوط

عن أمي في عيد الأم





  أمي هي صاحبة الفضل الأكبر علي في حياتي، قد يبدو كلاماً مكروراً يقوله كل الأبناء خاصة في عيد الأم، ولكنه الحقيقة التي لا تقبل الجدل ويشترك فيها أطفال العالم، وعلى الرغم من ذلك كنت دائماً ما أشعر بتميز أمي عن باقي الأمهات، بكيتها كثيراً في أول فراق بيننا عند ذهابي للمدرسة لأول مرة، على الرغم من تشوقي وتحمسي للذهاب إلى المدرسة إلا أنني ظللت أسبوعاً كاملاً أبكي كلما تركتني وعادت إلى البيت، وعند تعجب معلمتي من ذلك وأن باقي الأطفال قد توقفوا عن البكاء منذ أول يوم كنت أخبرها أن أمي مختلفة عن كل الأمهات فهي أفضل من أمهاتهم جميعاً لذا لا يمكنني التوقف عن البكاء!
   على الرغم من عصبية أمي واختلافنا في أغلب الآراء ووجهات النظر  حول مختلف المواضيع ورؤيتنا للحياة بوجه عام إلا إن أي شيء وصلت له في حياتي كانت هي السبب الرئيسي فيه، وأي إنجاز سأحققه في المستقبل سيكون بفضلها هي أيضاً، فهي من زرعت البذرة الأساسية بداخلي والتي لولاها ما  نبت شيء ولا حققت شيء في حياتي! فأمي هي السبب الرئيسي في حبي للقراءة، كانت تقرأ لي قبل أن أولد حتى وأنا لا أزال جنيناً في أحشائها.
    كانت تتحدث إلى بصوت عالي وتقرأ لي كل ما تقرأه وأنا لست سوى قطعة لحم مكومة في رحمها، واستمرت على هذا المنوال بعد ولادتي إلى أن بدأت أعي وأفهم ما يدور حولي؛ فبدأت تقرأ لي قصص ومجلات الأطفال وتقصها علي بالأسلوب الذي أستطيع فهمه. هي السبب في تفوقي الدراسي طوال مراحل الدراسة، كانت تدرس لي كل المواد بنفسها (بغض النظر عن أسلوبها في متابعة دراستي)، حتى ونحن نقيم في اليابان حيث كانت كل العائلات المصرية هناك لا تهتم بدراسة أبنائهم؛ لأنهم يعلمون أنهم سيكونوا معهم في لجنة الامتحان في السفارة ويجاوبون عنهم على الأسئلة من الكتب، ولذا هم متأكدون من نجاحهم وبدرجات عالية أيضاً بدون أن يدرسوا حرفاً واحداً من تلك المواد الدراسية.
   إلا إن أمي كانت تصمم ان ندرس –أنا وأخي- كأننا في مصر بالظبط ونفهم كل المواد جيداً ونحل الإمتحانات بدون غش، كنا الوحيدين الذين ننجح بمجهودنا فعلاً والوحيدين الذين لم نتأخر دراسياً عندما عدنا إلى مصر بينما كان هناك الكثير منهم الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة باللغة العربية من الأساس!
   وفي عيد الأم وكل عيد أم لا أملك إلا أن أقول لها شكراً وأدامك الله جنة لي على الأرض في كل عام وكل عيد أم، على الرغم من عدم اقتناعها بالاحتفال بعيد الأم وككل الأمهات تخبرنا أنها لا تود هدايا في عيد الأم وكل ما تريده أن ترانا ناجحين وطائعين لله،  إلا أنني أعلم أن في قرارة نفسها تسعد باحتفالنا بها في عيد الأم، فكل عيد أم وأنت دوماً بيننا تظللي علينا برعايتك ودعائك الذي يخترق حجب السماء.

تعليقات

  1. اقرارك بفضل امك دليل على حبك القوي لها ودليل على الصلة الصلبة التي كانت تجمعكما،، فقد كنتما اكيد قريبتين لبعضكما البعض لدرجة - وهذا احساسي- انكما كنتما لا تفترقان الا للضرورة،،
    فحق لك اختاه ان تستحضريها في كل كتاباتك وتشيدين بخصالها وحسن تربيتها،، بل وتتباهين بها وتفضلينها على سائر الأمهات،، لتميزها وما تركته من سمات الأمومة الراقية كان لها الأثر البالغ عليك وعلى مجريات حياتك،،،
    وحق لي ان أحييك تحية خالصة ملؤها الحب والاحترام،، لانك نعم البنت انت،،
    فاقبلي تحياتي صديقتي الرائعة

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله، ولكن لم تستعمل لفظ الماضي في كان فكل شيء لا يزال قائماً :]

      حذف
  2. أعتقد أنني علقت هنا سابقا و أعلم جيدا ما كتبت و لا أريد التكرار ❤
    و لكني لم و لن أكتفي يوما ما من محادثتك عبر التعليقات أو أكف عنها ❤
    أما هذه المرة أقول أن الأمهات جميعهن لم و لن نوفيهن حقوقهن علينا لأن الوفاء لهن فوق طاقاتنا جميعا ❤
    كل الأمهات بلا إستثناء
    الأم الأمية
    الأم المتعلمة
    الأم المثقفة
    الأم العائلة
    كلهن فضليات صاحبات أفضال كثيرة لا تحصى فالام نعمة من الله و نعمة الله لا تحصى ❤❤❤
    و للعلم ربما تتفوق الأم الأمية في عطاءاتها الذكية عن أكثر الأمهات نصيبا من العلم و الأمثلة كثيييرة جدا و ليس المجال سرد تضحيات و عطاءات الأمهات ❤
    حديثك عن أمك جميل جدا و تقديمنا الهدايا الفيسة بكل الحب و الحنان لهن لا يعادل ما تحملته الأم من آلام زفرة ( طلقة ) واحدة أثناء الولادة ❤
    نحن لا نمن عطاءا لأمهاتنا فهناك الكثييير من العطايا التي نسعد الأمهات مثل نجاح الأبناء أي نجاح و إخفاء آلامنا و أوجاعنا عنهن أكبر عطاء ❤
    و البر بهن فرض من الله فرضى الله من رضاهن ❤
    يقول رسول الله محمد
    صلى الله عليه و سلم
    أيما إمرأة حبست نفسها على عيالها حتى كفلتهم تدخل من أي باب من أبواب الجنة الثمانية كيفا شاءت أو كما قال ❤
    هذه للأمهات فقط دون الآباء لعلم الله بمدى تضحياتهن و قدرتهن على مثل هذه التضحية ❤
    الكلام هنا لا نهاية له و لكني لن أنسى الأم الأولى لنا جميعا الحسناء التي لم تخالط رجل في حياتها يحل له الزواج منها فكل رجال العالم في زمانها محارمها و هي أول أرملة مات عنها زوجها و هي من خاطبت الملائكة و لها الفضل علينا فهي الرحم الأم ❤
    و أذكر أمهات الأنبياء جميعا و منهن
    السيدات /
    أم نبي الله إسماعيل
    أم نبي الله يوسف
    أم نبي الله موسى
    أم نبي الله عيسى
    أم نبي الله محمد
    عليهم جميعا من الله الصلاة و السلام
    و أخيرا
    أدام الله علينا بر أمهاتنا و جمعنا بهن في الفردوس الأعلى من الجنة ❤❤❤❤❤❤❤❤❤
    آسف للإطالة
    فتلك المعاني و أكثر تملأني و حال بيني و بين حبسها حرمة حبس ما يفيد ❤

    أم نبي الله محمد

    ردحذف

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري موضوعاتنا وتساعدنا على الاستمرار فنحن نهدف إلى اثارة النقاش الجاد المفيد لكافة الأطراف حول الموضوعات المطروحة، ويسرنا أن نعلم ما إذا كانت المقالات تنال استحسانكم أم لا وما جوانب النفع أو القصور فيها، وماذا تأملون في المقالات القادمة؟