مراجعة كتاب كيف تتغلب على الخجل وتكسب مودة الناس للكاتبة أمل خليل السعداني

غلاف كيف تتغلب على الخجل وتكسب مودة الناس؟!
غلاف كتاب كيف تتغلب على الخجل وتكسب مودة الناس؟!



     هو كتاب صغير خفيف لكسر الحواجز النفسية عند التعامل مع الآخرين، من خلال معرفة السبيل للإجابة عن سؤال: كيف تتغلب على الخجل وتكسب مودة الناس؟! وتحاول الكاتبة أن تطرح إجابات مختصرة وعملية لهذا السؤال الذي قد يؤرق الكثيرين، هو أحد الكتب التي كنت أهتم بقرائتها في فترة مراهقتي، حيث كنت دائماً ما أخشى الحديث أمام جمهور عام ولا أستطيع التعامل مع المواقف المفاجئة أمام الأغراب، ولا زالت تواجهني بعض تلك المعوقات حتى الآن وإن أصبحت بشكل أخف من الماضي.
    وربما الفضل في قدرتي على التغلب على بعض تلك المعوقات يعود لنصائح مختلفة من كتب متنوعة مشابهة لهذا الكتاب، ومحاولتي تطبيقها في الواقع، ويمكن تلخيص محتوى الكتاب في عدة نقاط، منها:
-        تقدير الذات يعتبر هو الخطوة الأولى والرئيسية لاكتساب الثقة بالنفس التي تقضي على الخجل المذموم وعدم القدرة على مواجهة الناس.
-        تجنب العادات السيئة عند الحديث مع الآخرين، والتي تتمثل في: الذاتية المفرطة خلال الحديث، والإفراط في الاعتذار دون سبب منطقي، واستخدام كلمات وجمل غير مفهومة للتعالي واستعراض المعلومات، وعدم مراعاة شعور المتحدث إليه والتطرق إلى أمور قد تحرجهم، والإفراط في المزاح، والتشكيك في كلام الطرف الآخر أو التقليل من شأنه، وكذلك عدم النظر إلى الطرف الآخر والانشغال عنه بشي آخر، وأيضاً الدخول في نقاش عقيم فقط لاعتبار الحوار معركة عليك كسبها، بالإضافة إلى التدخين أثناء الحديث ونسيان أسماء من تحادثهم والذي يعتبر أمراً جارحاً للطرف الآخر.
-        اكتساب العادات الجيدة للحديث، والتي تتمثل في: نطق الألفاظ بعناية ومراعاة الوقفات أثناء الحديث وإظهار الحماس لموضوع الحديث، بالاضافة إلى أهمية تحديد الهدف من الحديث وعدم التطرق إلى مواضيع جانبية لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي، مع مراعاة أصول اللباقة والمحافظة على ابتسامة حقيقية أثناء الحديث تعبر عن التفاعل والمشاعر الصادقة تجاه الآخرين.
-        أهمية الاستماع الجيد للآخرين ذلك الاستماع المخلص بهدف الفهم الحقيقي لوجهة نظر الطرف الآخر وليس بهدف استخدام كلامه في الرد عليه للدخول في معركة الجدل العقيم وافحام رأيه، فإن الاستماع الجيد هو العملة النادرة التي يبحث عنها الكثيرين وعندما يجدونها فإن ذلك الشخص يصبح من السهل عليه اكتساب ثقة ومودة الناس.
-        اكتساب ثقة الآخرين يستلزم بعض الخطوات والتي عادة ما تتمثل في: فهم شخصياتهم ومعاملتهم وفقاً لها، والالتزام بالوعود معهم، والمحافظة على الاستقامة والنزاهة في التعامل معهم، والاعتذار عن الخطأ وعدم المكابرة مادمت واثقاً من خطأك، وأخيراً الاهتمام بالآخرين من خلال الاهتمام بأبسط الأشياء التي قد تسعدهم أو تحزنهم ومشاركتهم فيها.
-        تطرقت الكاتبة أيضاً إلى أنماط الشخصية الإيجابية والشخصية السلبية وطريقة تفكير كل منهما.
-        أما عند مواجهة الجماهير في الخطابات والندوات العامة، فقد حددت الكاتبة بعض الخطوات الضرورية في التحضير النفسي لمواجهة تلك الجماهير، هذه الخطوات هي: تحديد أهداف الخطاب أو الندوة، وتحديد طبيعة الجماهير المستهدفة كالمرحلة العمرية والطبقة الإجتماعية والنوع الجنسي والفئات المهنية والثقافية المستهدفة وما إلى ذلك، والاستعانة بالأفكار المبدعة والبعد عن النمطية وتكرار الأفكار مع تحديد الموضوع وعدم التشتت إلى مواضيع جانبية تستنزف الوقت وجهد المستمعين، مع الاستناد إلى الحقائق والإحصائيات والمعلومات الموثقة والبعد تماماً عن الكذب حيث يسهل كشفه وحينها ستفقد أي مصداقية للمتحدث لدى الجمهور، بالإضافة إلى تقبل النقد الموضوعي بصدر رحب وعدم الالتفات إلى النقد الهدام.
-        كما ألقت الكاتبة الضوء أيضاً على اجراء مقابلات العمل وبعض الأسئلة التي قد ترد فيها وكيفية الإجابة عنها بثقة.
    وفي ختام الكتاب وضعت الكاتبة بعض المقولات الشهيرة للكتاب والعلماء والمشاهير في مجالات التعامل مع الآخرين والثقة في النفس، وقد أضافت الكاتبة للكتاب بعض الاستبيانات الشخصية للقراء في يعض المواضيع وفي آخر الكتاب أيضاً ليقيسوا شخصياتهم ومدى قدرتهم على التعامل مع الأمور المختلفة نحو ذواتهم ونحو الآخرين.

تعليقات